تواصل » تويتر

ناشطون: مجلس التنسيق السعودي الإماراتي «شهادة وفاة» لـ«التعاون الخليجي»

في 2018/06/08

الخليج الجديد-

وسط إشادة واسعة من سياسيين وإعلاميين سعوديين وإماراتيين، بالاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي، سادت حالة من الترقب لمصير مجلس التعاون الخليجي الذي اعتبره البعض توفي بالفعل باعلان المجلس السعودي الإماراتي الجديد.

وشهد ولي عهد المملكة الأمير «محمد بن سلمان»، وولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد»، في مدينة جدة السعودية، الأربعاء، الاجتماع الاول للمجلس الجديد، الذي اعتبروه دليلا على عمق العلاقات.

واستبشر السياسيون والإعلاميون، عبر وسم «مجلس التنسيق السعودي الإماراتي»، بهذه الخطوة، واعتبروها دفعة جديدة لتطوير العلاقات واتخاذ خطوات مشتركة برؤية استراتيجية.

الوزيرة الإماراتية لشؤون الشباب بدولة الإمارات، «شما سهيل المزروعي»، وضعت فيديو لرئيس الإمارات السابق الشيخ «زايد آل نهيان»، وهو يقول إن مصير البلدين واحد.

فيما اعتبر الإعلامي السعودي «أمجد طه»، المجلس «قنبلة نووية في وجهة الأعداء، وإعلان خليجي برسالة عالمية سنحصد ثمارها في الداخل والخارج وفي عدة جبهات».

وقال المغرد الإماراتي الشهير «حمد المزروعي» إن «المبادرات النوعية التي سيتم إطلاقها تحت مظلة المجلس ستنعكس إيجاباً على توسيع فرص ومجالات العمل في البلدين».

ومشيدا بالمجلس الجديد أيضا، قال الكاتب السعودية «سلمان الدوسري» إن «السعوديين والإماراتيين يتقاسمون الرؤية نفسها تجاه القضايا الإقليمية ولديهم نفس الأولويات ونفس الخصوم.. ولا يريدان التعاطي مع تلك القضايا بطريقة منفصلة.. بل كجزء من استراتيجية سعودية إماراتية إقليمية شاملة».

فيما لفت وزير البيئة والزراعة والمياه السعودي «عبدالرحمن الفضلي»: «ستوسع  استراتيجية العزم (التي أعلنها المجلس الجديد) أوجه التعاون والعمل المشترك، لبناء علاقات الشراكة والتكامل في مجالات البيئة والمياه والزراعة، وتبادل المعرفة والخبرات والمعلومات والدراسات في هذه المجالات مع الأشقاء في دولة الإمارات».

بينما علق السفير الإماراتي في السعودي «شخبوط بن نهيان» بالقول: «اجتماع جدة جهد مبارك لقيادتي البلدين، نحو استدامة العلاقات على كل المستويات والتكامل في نموذج يستشرف المستقبل».

وقال رجل الأعمال السعودي «سامي الطويل»: «إذا كانت نتائج الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي الأماراتي بهذا الحجم الكبير لاشك أن الاجتماعات القادمة ستكون مفرحة أكثر للشعبين الشقيقين».

والأربعاء، أعلنت السعودية والإمارات «رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين اقتصاديا وتنمويا وعسكريا»، عبر 44 مشروعا استراتيجيا مشتركا، من خلال «استراتيجية العزم» التي عمل عليها 350 مسؤولا من البلدين من 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية.

وتتضمن الرؤية 3 محاور رئيسية هي المحور الاقتصادي، والمحور البشري والمعرفي، والمحور السياسي والأمني والعسكري.

جاء ذلك، خلال الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي، الذي شهده «بن سلمان»، و«بن زايد»، والذي عقد بهدف تكثيف التعاون الثنائي في المواضيع ذات الاهتمام المشترك.

ووقع المسؤولان محضر أعمال الاجتماع الأول، قبل أن يعلنا هيكل المجلس التنظيمي الذي يضم في عضويته 16 وزيرا من القطاعات ذات الأولوية في البلدين.

ووضع قادة البلدين مدة 60 شهرا لتنفيذ مشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى بناء نموذج تكاملي استثنائي بين البلدين، يدعم مسيرة التعاون الخليجي المشترك، ويساهم في الوقت نفسه في حماية المكتسبات وحماية المصالح وخلق فرص جديدة أمام الشعبين.

وتم على هامش الاجتماع، توقيع 20 مذكرة تفاهم بين البلدين ضمن المحاور ذات الأولوية، وذلك لإدخال مشاريع «استراتيجية العزم» حيز التنفيد.

ويقدم مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، النموذج الأمثل للتعاون الثنائي بين الدول وتفعيل أواصره، ويدعم في نفس الوقت العمل ضمن منظومة العمل الخليجي المشترك، حيث تم إنشاء المجلس ضمن اتفاقية بين السعودية والإمارات في مايو/أيار 2016، حسب وكالة الأنباء السعودية «واس».

بيد أن وجهة نظر أخرى تبناها الكاتب المصري «جمال سلطان»، الذي اعتبر المجلس الجديد، خطوة نحو إنهاء دور مجلس التعاون الخليجي، الذي بات بلا دور منذ الأزمة الخليجية منتصف العام الماضي.

وقال «سلطان» في تغريدة له: «رحم الله مجلس التعاون الخليجي.. كان فكرة جميلة وواعدة.. لكن تجارب الحياة علمتنا أن الأفكار الجميلة والواعدة لا تعيش طويلا في بلاد العرب».

كما تساءل الكاتب الصحفي اليمني «عباس الضالعي»: «إعلان السعودية والإمارات استراتيجية الحزم والعزم وإنشاء مجلس التنسيق السعودي الإماراتي وتوقيع اتفاقيات في مجالات واسعة.. هل هو مؤشر لإعلان وفاة مجلس التعاون الخليجي؟».

وأضاف المحامي الدولي «محمود رفعت»: «مات مجلس التعاون الخليجي منذ سنة ونصف واليوم كان دفنه (..) الكيان الجديد سيمزق الخليج أكثر مما هو ممزق».

وتأسف «مشعل الروقي»، قائلا: «كان للعرب كيان يسمى مجلس الجامعة العربية ثم توفى.. ثم ورثه كيان آخر هو مجلس التعاون الخليجي.. ثم توفي فذهبت تركته إلى مجلس التنسيق السعودي الإماراتي».

وتعصف بالخليج أزمة بدأت في 5 يونيو/حزيران 2017، إثر قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر بدعوى «دعمها للإرهاب»، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.

ولم تفلح الوساطة الكويتية، في تقريب وجهات النظر أو حلحلة الأزمة حتى الآن.

وتشكل أزمة الخليج الراهنة أكبر تهديد لـ«مجلس التعاون الخليجي» منذ تأسيسه عام 1981؛ حيث لم يسبق أن شهدت المنطقة أزمة سياسية بهذا الحجم وهذا العمق.