وكالات-
أطلت المراهقة العرجاء مجددا لكن هذه المرة من نافذة مركبة وصل صداها إلى مواقع التواصل وتفاعلت معها الجهات الرسمية الرقابية سريعاً، ووصل صداها إلى مسامع السعوديين جيداً، بعد أن برهنت الدولة أنها لن تتساهل مع من يسيء لرجال الأمن أو يحاول الانتقاص من عملهم.
العبارة الأكثر تداولا على لسان السعوديين خلال الساعات الماضية «دق على عمتك»، جاءت من مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر مواطن يتصرف بطريقة غير معتادة مع رجل مرور دفعه واجبه الوظيفي ولا شيء غير ذلك إلى مطالبة سائق مخالف لأنظمة المرور بأن يسلمه أوراقه الثبوتية لتحرير مخالفة ضده، إلا أن قائد المركبة لم يحسّن تحديد الطريق السليم ليصل إلى وجهته بأمان، بعد أن اختار مجادلة رجل المرور وتوثيق تجاوزه عبر مقطع مصور عاد عليه بعواقب لم تكن بالحسبان.
وبدأت القصة عندما كان رجل المرور الرقيب مشعل خلف يؤدي مهامه الوظيفية المعتادة لتنظيم حركة السير في أحد شوارع العاصمة المقدسة، واضعا أمامه هدف الوصول إلى بيئة مرورية أمنة، والتي من أهم أدوارها تسهيل حركة مرور السير، واقفا طيلة فترة مهمته من أجل تطبيق أنظمة المرور.
وصادف حينها الرقيب خلف -بحسب روايته- قائد مركبة خالف الأنظمة وعطل السير، وتعامل الرقيب مع الموقف بحسب ما يقتضيه الموقف، طالبا من قائد المركبة التحرك في حين واجه رفضا من قائد المركبة استدعاه لطلب هويته، إذ كرر قائد المركبة الرفض مع إشهار أفراد عائلته الكاميرا عليه لتوثيق ردة فعل سيئة من الرقيب خلف، إلا أن الرقيب كان صبورا وتعامل مع الحادثة بحكمة.
وفيما وجه النائب العام الشيخ سعود المعجب، بتحريك الدعوى الجزائية وفق المادة 17 من نظام الإجراءات الجزائية ومباشرة إجراءات التحقيق مع المعتدين والمسيئين لرجال الأمن في مكة المكرمة بعد التأكد من صحة المقطع المذكور ونسبته لمن ظهر فيه، واستكمال الإجراءات النظامية بحقهم، أشار خلف إلى أن الحق العام سيؤخذ، كما أن المطالبة بالحق الخاص قائمة، بعد التشهير به من خلال توزيع المقطع وتصويره دون موافقته.
وفيما حذرت النيابة العامة من أن استعمال القوة أو التهديد في حق رجال الأمن لثنيهم عن عملهم، أو لإجبارهم على أداء عمل غير مشروع، تعد من الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف، وتقتضي عقوبتها السجن مدة تصل عشر سنوات وبغرامة تصل مليون ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين، تابعت شرطة منطقة مكة الحادثة، وأكد المتحدث الرسمي لها أنه في يوم الثلاثاء 3/12/1439، وأثناء قيام أحد رجال المرور بمهماته، عند تقاطع جسر المنصور بالعاصمة المقدسة، رصد سيارة مخالفة على ممر المشاة، وعند قيام رجل المرور بالطلب من سائقها إبراز هويته لتسجيل المخالفة المرورية، رفض وبادر برفع صوته عالياً، إضافة إلى قيام مرافقتاه بتسجيل كلامه واتهاماته الباطلة ضد رجل الأمن في محاولة منهما لقلب حقيقة الموقف والتهديد باستخدام المقطع في ابتزاز رجل الأمن لثنيه عن تحرير المخالفة.
وقوبلت الحادثة بتفاعل منقطع النظير في مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تصدر وسم «دق على عمتك» الترند في السعودية لساعات طويلة، إضافة إلى هاشتاقات عدة مثل، «#شكرا_الرقيب_مشعل_خلف»، إذ قال الفنان فايز المالكي في تغريدة «شكرا لحلمك، شكرا لصبرك، شكرا بحجم السماء»، وكتبت عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان آمال المعلمي«ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. أثابك الله وجزاك عنا كل خير. رجال الأمن فخر الوطن واحترامهم واجب».
#عائلة_تتلفظ_على_رجل_الامن#دق_على_عمتك دقو صفحك انت وعمتك اذا لم تعلن عقوبتهم سوف يستمر البعض في عدم احترام رجل الامن pic.twitter.com/6Q6T3mdadf
— محمد ال شهوان (@Mhsh321) August 17, 2018