الشرق القطرية-
لايتوانى السعوديون في تحويل كل من يواجههم بالحقيقة إلى خائن ومعارض وإلصاق مئات التهم عن خيانة الوطن وماشابه ، ذلك أنهم يريدون صم آذانهم عما يدور حولهم ودفن رأسهم في الرمال ، ولا يتورعون عن الانقلاب وكيل الاتهامات لأحد مناصريهم بين ليلة وضحاها وهذا ماحدث مع الصحفي السعودي زياد الدريس إذ شن الذباب الإلكتروني وعلى رأسه العديد من الكتاب والإعلاميين والمغردين المقربين من الديوان، هجوما عنيفا وشرسا على الكاتب الصحفي ، لانتقاده ظاهرة الذباب الإلكتروني في السعودية خلال مقال نشر في صحيفة الحياة .
وكان “الدريس”، قد نشر مقالا في صحيفة “الحياة” اللندنية، تحت عنوان: “التسليح الإعلامي”، انتقد فيها ظاهرة الذباب الإلكتروني قائلا إن “الإعلام عادة ما يصاب بوباءين هما: الكذب والبذاءة”، مضيفا أنه “من الملاحظ أن الكذب لا يُفقد الوسيلة الإعلامية مصداقيتها إلا في حال تم كشف الكذبة”.
كما أضاف : “ابتليت بلادي الحبيبة، السعودية، بأن بعض الذين يدافعون عنها (خصوصا ممن يسمى الذباب الإلكتروني في موقع تويتر)، هم على مستوى من البذاءة والسوقية”.
طعنة في الظهر
كلمات الدريس ربما لامست وترا حساسا لدى المغردين السعوديين لأنه يعد اعترافا صريحا من داخل نظامهم باستعانة السعودية بالجيوش الإلكترونية في الدفاع عنها فأثار المقال حنقهم بل صبوا جام غضبهم على الكاتب ولم يتوقف الأمر عند الخيانة بل اتهمه المغردون بأنه ينفذ أجندات خارجية معادية للدولة وهي تهمة جاهزة لكل من ينتقد أو يعارض سياسة الحكومة أو نظام الحكم فذ هذا الوقت.
ودشن المغردون هاشتاج حمل عنوان #الدريس_يسيء_لمغردي_الوطن اعتبروا فيه أن مهمة الذباب الإلكتروني وطنية ولا يجب المساس بهم ، وكان من اللافت مشاركة نخب بارزة تضم كتابًا وإعلاميين، مقربين من الديوان الملكي في الهاشتاج ، واعتبر منذر آل شيخ أن مهاجمة الذباب الإلكتروني طعنة في الظهر كما قال في تغريدته :
" #زياد_الدريس كتب مقال كنت أعتقد أنه مكتوب في #التايمز أو #الواشنطن_بوست أو #الجزيرة وإذا بي أجده في جريدة الحياة !!
المقال طعنة في الظهر وخاصرة الوطن في ظل هذه الهجمة العالمية على #السعودية لي عودة بالتفصيل ولكن الذي يظهر لي ليس المقصود المغرد بل أحد آخر#الدريس_يسيء_لمغردي_الوطن ".
وذهب الصحفي السعودي عبدالك المالكي بعيدا في غمرة الاتهامات للدريس حيث طالب النيابة العامة بمحاكمته لتهجمه على الذباب الإلكتروني وقال في تغريدته :
" صمت صمت القبور حين سن #الاخونج
سهامهم الإعلامية "منصات تواصل وفضائيات وأقلام مأجورة" ضد القيادة وشخص سيدي ولي العهد الأمين تحديداً.
اليوم يطعن المغرد السعودي ويصمه بأبشع وصف وبكل اسف بصحيفة سعودية.!
نطلب من #النيابة_العامة أن تقتص لنا من #زياد_الدريس. "
بينما وجه المغرد خالد بن عبدالله آل سعود اللوم إلى كاتب المقال وغرد معاتبا :
"أيش تركت لأعدائنا عندما تصف من يدافعون عن هذا الوطن و قادته بالذباب؟! "
ومن التعليقات الطريفة داخل الهاشتاج تسائل أحد المغردين عن مصير كاتب المقال قائلا : "وين بتاخذونه الحين ..القنصلية !! "
في اشارة إلى جريمة مقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده منذ 2 اكتوبر الجاري والتي قلبت الرأي العام الدولي والعالمي ولازالت أصدائها حتى الآن .
وأمام سيل الاتهامات والهجوم الشرس لم تجد صحيفة الحياة بدا من التراجع وحذف المقال من موقعها الإلكتروني ربما ارضاءا لجموع الذباب الإلكتروني الذين فضحهم مقال زياد الدريس .
وخلال قضية خاشقجي تعاظم دور الذباب الإلكتروني للدفاع عن النظام السعودي وتبرئته بشتى الطرق من خلال الترويج للروايات السعودية المضللة والمتضاربة والتي لم تقنع العالم وكان جمال خاشقجي دخل قنصلية بلاده في إسطنبول في 2 أكتوبر الجاري بناءً على اتصال هاتفي من القنصلية لإنهاء بعض المعاملات الإدارية المتعلقة بإتمام زواجه من الباحثة التركية خديجة جنكيز، إلا أنه لم يظهر بعدها بعد أن تم اختطافه وقتله وتقطيع جثته بواسطة فريق مكون 15 سعودياً بينهم مقربون من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحسب ما كشفته البيانات الخاصة بهم والتي كشفتها السلطات التركية ووسائل الإعلام التركية.
يشار إلى أن خاشقجي كان يكتب في جريدة الحياة ، لكن الصحيفة ذاتها أدارت ظهرها كاملا للصحفي الذي ارتبط بصحيفة الحياة منذ إعادة إصدارها نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات، طوال هذه الفترة حقق خاشقجي لصحيفة الحياة ولمجلة الوسط الصادرة عن دار الحياة أعظم الانفرادات التي نقلتها عنها الصحف العربية