تواصل » تويتر

خفايا طفولة بن سلمان ومراهقته.. ما سر تقريب والده له؟

في 2019/04/13

صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية- ترجمة منال حميد -

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية جانباً من خفايا طفولة ومراهقة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وقصة صعوده السريع ووصوله إلى أعلى هرم السلطة في المملكة.

وتناولت الصحيفة الأمريكية، في تقرير موسع للكاتبة كارين إليوت هاوس، مؤلفة كتاب "السعودية.. ماضيها وشعبها"، في عددها الصادر اليوم السبت، تاريخ بن سلمان وخفاياه، خاصةً سياسته المضطربة ومفاجآته الكثيرة والكبيرة، وسرّ تقريب الملك سلمان لابنه محمد دون بقية الأبناء.

وتوضح هاوس أن للملك سلمان زوجتين: الأولى "سلطانة" وأولادها ستة، والثانية "فهدة" وأولادها ستة أيضاً، وتوفي اثنان من أبناء زوجته الأولى في وقت متقارب، بسبب أمراض في القلب.

وترى هاوس أن أحد أسباب تقرُّب الملك من ابنه محمد هو وقوفه إلى جانبه خلال وفاة ابنيه، في ظل انشغال الآخرين بحياتهم وعائلاتهم عنه، حيث كان يواسيه ويهتم به، وهو ما كان بداية صعوده.

وتقول: "كان الملك سلمان أميراً على منطقة الرياض حينها، وكان كثير العمل، وأُوكلت إليه مهمة معاقبة الأمراء المشاغبين ممن قد يسببون مشاكل للعائلة المالكة بسبب تصرفاتهم، حيث مُنح الصلاحيات كاملة في التعامل معهم".

وتضيف: "بسبب قرب محمد من أبيه واطلاعه على تفاصيل واسعة، فإنه تعرف مبكراً على الآلية التي يمكن من خلالها ضبط وإحضار الأمراء والتعامل معهم، وكيف يتم التعامل أيضاً مع شيوخ القبائل، وهو ما استعمله لاحقاً عندما قام بعملية احتجاز أمراء ووزراء ورجال دين".

وتبين الكاتب الأمريكية أن المرحلة الدراسية لمحمد بن سلمان كانت غير منتظمة، بسبب مرافقته لوالده في أغلب الأوقات، ولم يتعلم بشكل طبيعي مثل بقية أقرانه، ولم يتعلم كيف يتعامل مع الأصدقاء بشكل طبيعي.

وتنقل الكاتبة عن أحد كبار العائلة السعودية الحاكمة أن افتقاد إحساس محمد بالقيود يأتي بسبب كونه لم يكن طالباً منتظماً.

وتتناول هاوس مرحلة تولي محمد بن سلمان أول عمل له عقب تخرجه في جامعة الملك سعود بالرياض، حيث كان أول صدام له مع الملك الراحل عبد الله، الذي كان ممتعضاً من أخيه سلمان، بسبب بيع الأخير أراضي، لضمان مستوى معيشي له ولعائلته.

تقول هاوس: إن "بن سلمان أبلغ مقربين منه أنه في تلك السنوات وتحديداً في 2007، اضطر إلى القيام بأول عمل خاص به من أجل دعم العائلة، كما يقول شقيقه خالد، حيث أنشأ أول شركة خاصة وحوَّل كل العقود الحكومية لها كما يفعل بقية الأمراء".

حاول بن سلمان نيل رضا الملك عبد الله، بحسب الكاتبة، غير أن تلك المحاولات لم تنجح، فلقد سعى إلى الحصول على قصر الملك فهد الذي كانت تشغله أرملته، غير أن محاولاته لم تنجح، حتى انتظر وفاة عمه الملك عبد الله.

وتبين الكاتبة أن البلاد حين كانت في حالة حداد، اختار بن سلمان أربعة مستشارين كلفهم إعادة هيكلة الحكومة، وجرى إلغاء مجالس كانت مهمتها اتخاذ القرار، وتشكيل مجلسين؛ الأول للاقتصاد والثاني للأمن الداخلي، وهو ما منحه مهمة الإشراف على السياسة.

وتوضح أن الملك سلمان بدأ بتعيين ولي عهد جديد له وهو الأمير محمد بن نايف، فيما بدت أنها محاولة لقطع الطريق على نجله محمد من أجل الوصول بسرعة.

وترى أن واقع الحال كان يشير إلى أن الملك سلمان عيَّن بن نايف، حتى يكون تمهيداً لتعيين نجله الصغير ولياً للعهد ولا يكون الأمر صادماً للسعوديين، حيث تمت الإطاحة بولي العهد السابق وتعيين نجله محمد بدلاً منه.

وتشير الكاتبة الأمريكية إلى أنه مع تولي بن سلمان ولاية العهد، بدأ بتنفيذ خططه الرامية إلى التخلص من كل منافسيه، خاصة من أبناء عمومته، من عائلة آل سعود الحاكمة.

وتذكر أنه بدأ سلسلة من القرارات المفاجئة التي أصابت الجميع بالذهول، إذ كانت لديه مفاجأةٌ كلَّ ستة أشهر، بدأها بقطع العلاقات مع قطر عام 2017، ثم اعتقال الأمراء، وإجبار سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان، على الاستقالة.

وتوضح أنه قرر رفع الدعم عن الوقود، وبات من غير الممكن معرفة ما هي المفاجأة الجديدة التي سيقْدم عليها بن سلمان.

وعلى الرغم من الانتقادات الدولية التي وُجِّهت إلى بن سلمان عقب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول على يد مقربين منه، فإنه لم يبدِ ندماً كبيراً على فعلته تلك، حسب الكاتبة.

وترى أنه طالما يحظى بن سلمان بدعم ترامب ووالده الملك سلمان، فلن يتراجع خطوة إلى الوراء.

وتؤكد الكاتبة أن حملة بن سلمان ضد معارضيه وحملته ضد النشطاء والناشطات واعتقالهم وسجنهم، جعله ذلك يبدو وحيداً في سعيه إلى تحقيق رؤيته 2030، التي يريد من خلالها تقليص اعتماد السعودية على النفط.

بدوره، يحذر الباحث الأمريكي أنتوني كوردسمان من تبعات قرار بن سلمان حصار قطر، حيث جاء بنتائج عكسية، فبدلاً من دفع الدوحة إلى قطع علاقاتها مع إيران فإنها تقربت منها أكثر.

ويرى  كوردسمان أن قرار حصار قطر يعرقل جهود الولايات المتحدة الرامية إلى تشكيل جبهة خليجية موحدة ضد طهران وتخفيف ما تتحمله واشنطن من أعباء أمنية في المنطقة.