متابعات-
ندد مشرعون أمريكيون، أمس الأربعاء، باستخدام الرئيس دونالد ترامب حق النقض "الفيتو" ضد قرار الكونغرس وقف الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن.
وقالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، في بيان، أمس الأربعاء، إنّ قرار النقض لم يتضمن أي توضيح لخطورة إلغاء قرار الكونغرس.
وأردفت بيلوسي أن "نتائج الأزمة الإنسانية باليمن تؤثر في العالم أجمع. لكن رغم ذلك، يعارض الرئيس الأمريكي دون خجل، قراراً اعتمده الجمهوريون والديمقراطيون في مجلسي الكونغرس، ويختار أداء دور مخزٍ في هذه المأساة الإنسانية التي يتفطر منها قلب أمريكا".
من جانبها، طالبت إلهان عمَر، النائبة المسلمة في الكونغرس، بإلغاء قرار النقض الذي أصدره ترامب، مضيفةً: "هذا القرار يُعرِّضُ حياة ملايين اليمنيين بينهم أطفال للخطر، ويقوِّض موقف الولايات المتحدة في العالم".
النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا، رو خانا، أوضح أنّ "قرار ترامب يلقي ملايين المدنيين اليمنيين في أحضان الجوع والغارات الجوية الفتاكة وجرائم الحرب التي يرتكبها النظام السعودي".
في حين بيّن السيناتور بيرني ساندرز أنّ "الشعب اليمني بحاجة إلى المساعدة الإنسانية وليس إلى مزيد من القنابل"، مضيفاً: إن قرار ترامب "مخيب للآمال، لكنه غير مفاجئ".
بدورها، قالت السيناتورة الديمقراطية، إليزابيث وارين: "لا يمكننا الاستمرار في منح السعوديين شيكاً مفتوحاً، فالوقت حان لوضع حد لتواطئنا في الأزمة الإنسانية باليمن".
وأعلن البيت الأبيض، أمس الأربعاء، أنّ ترامب استخدم "الفيتو" ضد قرار للكونغرس يسعى إلى إنهاء المشاركة الأمريكية في الحرب التي يخوضها التحالف السعودي الإماراتي في اليمن.
وقال ترامب في الرسالة التي أعلن فيها استخدام الفيتو، وهي المرة الثانية التي يستخدمه فيها منذ توليه منصبه: إن "هذا القرار محاولة غير ضرورية وخطيرة لإضعاف سلطاتي الدستورية، وهو ما يعرّض للخطر أرواح مواطنين أمريكيين وجنوداً شجعاناً، في الوقت الحالي وفي المستقبل".
وأقر مجلس النواب مشروع القرار في أبريل، في حين أقره مجلس الشيوخ في مارس، وهي أول مرة يقر فيها مجلسا الكونغرس مشروع قانون بشأن صلاحيات الحرب والذي يقيد قدرة الرئيس على إرسال قوات للمشاركة في عمليات.
ولم يكن تصويت مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، بأغلبية 247 صوتاً مقابل 175، ولا تصويت مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، بأغلبية 54 صوتاً مقابل 46، كافياً لإبطال الفيتو الذي يحتاج أغلبية الثلثين في المجلسين.
وأكد مؤيدو التشريع أن حملة القصف التي يشنها التحالف بقيادة السعودية في اليمن فاقمت الأزمة الإنسانية، وينتقدون الرياض بشدة، بسبب مقتل مدنيين.
وقالوا أيضاً إن المشاركة الأمريكية في اليمن تنتهك الإلزام الدستوري القاضي بأن الكونغرس، لا الرئيس، هو من يقرر متى تخوض البلاد الحرب.
وأسفرت الحرب المستمرة منذ أربع سنوات في اليمن، بين التحالف بقيادة السعودية، ومليشيات الحوثيين المدعومين إيرانياً، عن مقتل الآلاف، وتسببت فيما تصفها الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.