متابعات-
رفعت السعودية خلال الأيام الماضية من تحذيراتها لمواطنيها بشأن السياحة والاستثمار في تركيا، ودفعت وسائل الإعلام إلى التصعيد بشكل غير مسبوق.
ونشرت صحيفة "الرياض" السعودية، في صفحتها بـ"تويتر"، فيديو يحذر من "خطورة" السفر إلى تركيا، ويدعو إلى البحث عن وجهات سفر أخرى.
#فيديو: لماذا تسافر تركيا!!!#مقاطعة_السياحة_التركية#صيفنا_بتركيا_أخطر pic.twitter.com/yGPfYd02WB
— جريدة الرياض (@AlRiyadh) June 8, 2019
الفيديو الذي عنون بـ"لماذا تسافر إلى تركيا؟"، لاقى انتقادات كبيرة من الناشطين في "تويتر"، الذين هاجموا الصحيفة والفيديو المنشور، وأكدوا أن الحقيقة غير ما يتناوله المقطع.
وقال أحدهم معلقاً على الفيديو: "لماذا تسافر تركيا؟ جوها جميل وفيها خدمات سياحية، النقاب مسموح بعكس أوروبا، تسمع صوت الأذان، طيبة أهلها وخاصة سكان الأرياف زي أوزنغول (في مدينة طرابزون)، رخيصة".
لماذا تسافر تركيا :
— walker (@omairahmad18) June 8, 2019
_ جوها جميل وفيها خدمات سياحية
_ النقاب مسموح بعكس اوروبا
_ تسمع صوت الأذان
_ طيبة أهلها وخاصة سكان الأرياف زي اوزنغول
_ رخيصة
وعلق آخر: "إن شاء الله عيد الأضحى في تركيا، هالملاعين ياخذون ملايين من الإعلانات ويجون يعلمونا وش نسوي ووين نروح".
ان شاء الله عيد الأضحى في تركيا هالملاعيين ياخذون ملايين من الإعلانات ويجون يعلومنا وش نسوي ووين نروح
— RaMbOOo (@RambooFCB) June 8, 2019
وسخر ناشط من فيديو تحذير السفر إلى تركيا بقوله: "المنشن ياخي سوو فيديو ثاني هذا جاب نتيجة عكسية، العالم كلهم بيحجزون لتركيا".
المنشن ياخي سوو فيديو ثاني هذا جاب نتيجه عكسيه العالم كلهم بيحجزون لتركيا @AlmobarkNadiia
— __qr1985 (@qr19851) June 8, 2019
@Hadialshibani @Sa7ichannel
وقال عبد الله الفوزان: "عدم الاحترافية في الإعلان تجعلنا أضحوكة أمام العالم". في حين انتقد آخر انعدام الاحترافية في صناعة الإعلانات.
الشرهه مو عليه الشرهه على جريدة الرياض التي نشرت هذا الاعلان السوقي ..عدم الاحترافية في الاعلان تجعلنا اضحوكة امام العالم ..
— Abdullah M Alfouzan (@abdullaAlfouzan) June 9, 2019
وسبق أن أطلق سعوديون حملة لمقاطعة الرحلات السياحية إلى تركيا على خلفية تداعيات قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.
وتوترت العلاقات السياسية التركية السعودية بعد عملية الاغتيال وما أعقبها من انتقادات دولية لاذعة وُجِّهت إلى المملكة، في ظل إصرار أنقرة على كشف المسؤول الأول عن تنفيذ الجريمة داخل أراضيها.
وانطلقت الدعوة في مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشر وسم #مقاطعه_السياحة_التركية في "تويتر".
ويتصدر السعوديون قائمة السياح العرب الذين يزورون تركيا، ويقارب عددهم نصف مليون سائح سنوياً.
وكانت السعودية صعَّدت من تحريضها على تركيا، بعدما دعت مواطنيها إلى عدم السفر إليها بغرض السياحة، في مؤشر جديد على زيادة التوتر بين البلدين وانتقاله إلى التصعيد الرسمي.
ودعت الغرفة التجارية في الرياض، في 21 مايو الماضي، المكاتب السياحية السعودية إلى البحث عن بدائل للسياحة الوافدة إلى تركيا، بسبب "مخاطر أمنية".
وقال رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية في الرياض، عجلان العجلان: "خاطبنا مكاتب السفر والسياحة، لحثِّهم على تقديم تسهيلات للراغبين في تعديل حجوزاتهم وتغيير وجهة سفرهم من تركيا إلى أي بلد من البلدان الشقيقة والصديقة، التي تتمتع بالأمان وباحترام حقوق السائح، في ظل ما يتعرض له السعوديون من مضايقات بتركيا"، بحسب قوله.
هجمات متتالية
وهذا ليس الهجوم الأول على تركيا، إذ عكفت وسائل الإعلام السعودية والإماراتية على تشويه سمعة السياحة هناك، لاختلاف وجهات النظر السياسية بين هذه البلدانِ.
كما وقفت تركيا بجانب قطر منذ الحصار الذي فرضته عليها الدول الأربع (السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر) في يونيو من عام 2017، وهو ما جعل هذه الدول تكثف عداءها ضد أنقرة، وتشن عديداً من الحملات الإعلامية ضدها.
وسابقاً دشن نشطاء سعوديون على "تويتر" وسماً بعنوان "مقاطعة السفر والمنتجات التركية"، مطالبين السعوديين بمقاطعة المنتجات التركية، وعدم السفر إلى تركيا، في ظل الأزمة القائمة بين البلدين.
وعلى الرغم من محاولات الترويج الحثيثة لضرب السياحة في تركيا، فإن الأرقام تبين ازدهارها خلال السنوات الأخيرة.
فحتى نهاية عام 2018، تصدرت تركيا نمو القطاع السياحي، حيث فاق عدد السياح الذاهبين إليها حاجز 45 مليون سائح للمرة الأولى، ليبلغ 46.1 مليوناً، محقِّقة ارتفاعاً بنسبة 22.3% مقارنة بعام 2017، وذلك على الرغم من حالة عدم الاستقرار التي تعانيها المؤشرات الاقتصادية.
وكانت نسبة السياح العرب قرابة 10% من إجمالي السياح الوافدين.
وتأتي السعودية في المرتبة الـ17 ضمن أهم الدول المستثمرة بتركيا، حيث يصل حجم الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة إلى 11 مليار دولار، وإجمالي عدد شركاتها العاملة يصل إلى ألف شركة خلال السنوات الأخيرة، وفق التقارير الرسمية.