متابعات-
رفع معارض سعودي مقيم في كندا دعوى قضائية ضد موقع "تويتر"؛ بسبب عدم إبلاغ الموقع له بشأن اختراق الحكومة السعودية لحسابه، ما عرضه وأسرته لمخاطر.
وأقام المعارض السعودي عمر عبد العزيز، وهو حاصل على حق اللجوء في كندا، دعوى قضائية ضد شركة "تويتر" في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، قال فيها إن الشركة أخفقت في إبلاغه بحدوث اختراق لحسابه، تقف وراءه الحكومة السعودية.
وأوضح أن الاختراق أدى إلى كشف الحكومة السعودية لخططه المتعلقة بتنظيم حملة احتجاجية ضد السياسات الحكومية السعودية على وسائل التواصل الاجتماعي، مع الصحفي السعودي جمال خاشقجي قبل أشهر قليلة من مقتل الأخير العام الماضي.
آل زبارة واختراق الحساب!
وقال في الدعوى: إن الحكومة السعودية قامت بتعيين موظف سعودي يدعى "علي آل زبارة" في شركة تويتر، بهدف اختراق حسابه وجمع المعلومات الاستخباراتية عنه.
وأوضح في الشكوى أن موقع "تويتر" اكتشف أنشطة آل زبارة، وأقاله في عام 2015، وأبلغ في وقت لاحق عشرات المستخدمين في "تويتر" أن حساباتهم "ربما تكون قد استهدفت من قبل جهات تابعة للدولة".
لكن عبد العزيز يقول إنه لم يجر إخطاره، وكل ما حصل عليه بعد بضعة أشهر كان رسالة بريد إلكتروني تفيد بأنه نظراً لوجود خطأ تقني "فقد اطلع حساب آخر على عنوان البريد الإلكتروني ورقم الهاتف المرتبط بحسابك"، وفقاً للدعوى التي قدمها عبد العزيز وتضمنت رسالة البريد الإلكتروني التي بعث بها "تويتر" إليه، بحسب وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية.
ما تضمنته الدعوى!
وفقاً للدعوى فقد تمكن عملاء سعوديون، في يونيو 2018، من زراعة برمجيات خبيثة في هاتف عبد العزيز، ما سمح لهم بالتجسس على أنشطته.
يقول نص الدعوى: "في ذلك الوقت كان عبد العزيز وخاشقجي يخططان لمشروع "النحل الإلكتروني"، والذي كان يستهدف تنظيم النشطاء السعوديين المعارضين على تويتر لمواجهة الحملات الحكومية المعروفة باسم الذباب الإلكتروني".
وأوضح عبد العزيز أن السلطات السعودية كثفت مضايقتها له في يوليو 2018 واعتقلت أشقاءه في جدة، وطلب منه عملاء سعوديون التوجه إلى السفارة السعودية في أوتاوا، لكنه رفض، وبعد أشهر قليلة قُتل خاشقجي في السفارة السعودية في إسطنبول.
ويوضح التقرير الذي نشرته الوكالة أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قام بتعيين موظف "تويتر" المفصول، علي آل زبارة، مديراً تنفيذياً لجمعية "مسك" الخيرية، التي تتحكم في مليارات الدولارات.
كما يكشف عبد العزيز أن أشقاءه ما زالوا في السجن في المملكة العربية السعودية، رغم عدم توجيه تهم إليهم، ويتعرضون للتعذيب بهدف الضغط عليه كي يوقف نشاطه.
ماكينزي آند كومباني
ويشرك عمر في الدعوى أيضاً شركة الاستشارات الأمريكية "ماكينزي آند كومباني"، بسبب إعدادها تقريراً عرّفت فيه عبد العزيز بأنه واحد من أبرز ثلاثة نشطاء يحتجون على انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية.
قال عبد العزيز في الدعوى إن موقع تويتر وشركة ماكينزي "قاما على نحو فردي بانتهاك خصوصية المدعي، وكشفه وتعريضه هو وأفراد أسرته وأصدقائه وزملائه السياسيين للسجن والتعذيب، وحتى للموت"، كما حدث مع خاشقجي.
لكن شركة "ماكينزي" قالت، العام الماضي، لصحيفة "نيويورك تايمز"، بعد ورود اسمها في تقرير للصحيفة بشأن آل زبارة، إن التقرير الذي أعدته كان وثيقة داخلية اعتمد على معلومات متاحة للجمهور ولم يكن معداً لتقديمه إلى أي جهة حكومية.