أحمد شوقي- راصد الخليج-
منذ أسابيع وجهت السلطات الأمريكية اتهامات بالتجسس لثلاثة سعوديين على خلفية استخلاصهم بيانات شخصية لمعارضين من موقع تويتر.
ومؤخرا علقت شركة تويتر عشرات الآلاف من الحسابات المرتبطة بشركة تابعة لأحد المشتبه بهم.
وأعلنت الشركة تعليق الحسابات وقالت إنها مرتبطة ”بعملية معلوماتية كبيرة تدعمها الدولة“ ومنشأها السعودية.
وفي التفاصيل، نقلت التقارير الاخبارية أن مصدر النشاط شركة تسويق على وسائل التواصل الاجتماعي مقرها الرياض تدعى (سماءات) وتربطها علاقات بعدد من الشخصيات السعودية والمنافذ الإخبارية البارزة.
وتضيف التقارير أن قضية التجسس تشير إلى غضب علني غير مألوف تجاه السعودية، الحليف القوي للولايات المتحدة، كما تلقي بظلال على أساليب تويتر لحماية بيانات المستخدمين الشخصية.
وذكرت الدعوى الأمريكية أن تويتر علمت بأمر الدخول غير المصرح به على البيانات في أواخر عام 2015. وامتنع متحدث باسم تويتر عن التعليق على سبب عدم قيام تويتر بتعطيل عملية (سماءات) المعلوماتية قبل هذا.
وأوقفت تويتر جميع الحسابات بشكل دائم وكشفت عن بيانات تتعلق بالمجموعة الأساسية علاوة على عينة تمثل الشبكة الأكبر.
وكانت شركة تويتر اعلنت في سبتمبر أيلول إنها أوقفت حساب مستشار الديوان الملكي السابق سعود القحطاني وآخرين مرتبطين بأجهزة إعلامية تديرها الدولة في السعودية إضافة لحسابات في الإمارات ومصر تبالغ بشكل مماثل في الرسائل المؤيدة للسعودية.
ومن المعلوم أن القحطاني، الذي كان مقربا من محمد بن سلمان، أدار المركز الإعلامي للديوان الملكي إضافة لجيش إلكتروني مهمته حماية صورة المملكة ومهاجمة من تعتبرهم أعداءها عبر الإنترنت.
وما يمكن استخلاصه هنا هو مقاربة مفادها ان هناك اما تواطؤ بين تويتر والمنفذين لعملية التجسس السعودية، وان هذا التواطؤ له سقف يتعلق بانكشاف الامور وخروجها للعلن مما يستتبع تبرؤا من جانب تويتر من المفتضح امرهم والمشاركة في عقابهم!
او ان هناك عملية تجسس تم تخطيطها من الجانب السعودي ونجحت في اختراق الشركة!
والسؤال هنا، لماذا وجهت السلطات الامريكية الاتهامات رغم علاقتها الطيبة بالمملكة وولي العهد ورجاله؟
المعلن ان النائب العام الأميركي ديفيد أندرسون كان قد قال في بيان في نوفمبر المنقضي، إن "الشكوى الجنائية التي كشف عنها تتهم سعوديين بالبحث في الأنظمة الداخلية لتويتر من أجل الحصول على معلومات شخصية عن معارضين سعوديين والآلاف من مستخدمي تويتر".
وأضاف أن "قوانين الولايات المتحدة تحمي الشركات الأميركية من اختراق خارجي غير شرعي كهذا، ولن نسمح باستخدام الشركات الأميركية أو التكنولوجيا".
وقال مساعد المدعي العام الأميركي للأمن القومي إن المتهمين عملوا في الولايات المتحدة، بإشراف وتوجيه من مسؤولين سعوديين، وحصلوا على معلومات خاصة عن مستخدمي تويتر المعارضين للحكومة السعودية.
وقال بيان لوزارة العدل إن المتهمين الثلاثة يواجهون -في حال إدانتهم- عقوبة السجن عشر سنوات، وغرامة تقدر بـ250 ألف دولار.
فهل نجحت بالفعل السعودية في زرع الجواسيس ام ان هناك توطؤا قد افتضح مما جعل امريكا تستبق الفضيحة وتقوم برفع الدعوى؟
الشاهد هنا ليس التحقيق وتحري اي الاحتمالين هو الصحيح، ولكن الشاهد هو ان الشقاق والاتهام هو مصير التحالف مع امريكا، وان امريكا ليس لها اصدقاء ولا سيما اذا كان الصديق في موقع التبعية.
والشاهد انه وكما في الواقع الافتراضي ومحله وسائل التواصل، فإن في الواقع الميداني ومحله السياسة وجبهات الصراع، فإن القاعدة راسخة، وان الامور تسير لذات المصير، حيث التواطؤ الامريكي مع الممارسات السعودية سينتهي ايضا بالتنصل من جرائم الحرب في اليمن وغيرها، وربما تقوم الجهات الامريكية المعنيىة برفع الدعاوى الجنائية الدولية على حلفائها في الخليج وعلى رأسهم السعودية!