الخليج لاالجديد-
حالة كبيرة من الجدل تلك التي شهدها موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، اليوم السبت، حول قضية إعدام السعودية، رجل الدين الشيعي المعروف «نمر النمر»، و46 مدانا بالإرهاب.
وتنوعت التغريدات حول الحدث بين مؤيد ومعارض، وإن كان الأمر لم يخل من بعض التخوفات والملاحظات حول تنفيذ الإعدام، سواء لعدد من المعدومين أو بشأن التوقيت والعلاقات السعودية الإيرانية في المنطقة.
ونشر نشطاء، صورا لقتلى السلطات السعودية، وقالوا إن اليوم هو يوم «القصاص» لدمائهم، مشيرين إلى أن «اليوم فرحة القصاص ممن غدر بهم وغدر بالوطن»، كما نشروا قائمة بأسماء الذين تم تنفيذ فيهم حكم القصاص اليوم، مزيلة باسم قائمة «العار والخيانة».
كما نشر نشطاء آخرون، صورا للعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز آل سعود»، وولي العهد «محمد بن نايف»، وولي ولي العهد «محمد بن سلمان»، مزيلة بكلمات الإطراء والفخر باعتبارهم حماة الوطن من الأعداء، وفخرا للأمة العربية والإسلامية.
صور أخرى لقياديات دينية وسياسية إيرانية، نشرها نشطاء السعوديون، كتبوا تحتها: «القصاص للخونة».
ودشن نشطاء عددا من الهاشتاجات التي حققت مراكز متقدمة: «#القصاص_من_الإرهابيين»، و«#تنفيذ_حكم_القصاص_في_47_إرهابيا»، و«#عاش_سلمان»، و«#تطبيق_الحدود_لحفظ_الأمن»، و«#القصاص_من_الإرهابيين_مطلب_شعب».
الإعلامي والكاتب السعودي «عبد الله شبنان»، كتب في حسابه: «استباحوا الدماء وحاولوا نشر الفوضى والذعر، فكان هذا مصيرهم»، فيما كتب «خالد العلكمي»، الخبير الاقتصادي السعودي، معلقا على تنفيذ الإعدام: «أمن الوطن خط أحمر».
أما الشاعر «عبد الله العلكمي»، فكتب قائلا: «مزبلة التاريخ ترحب بضيوفها.. وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون»، مضيفا: «عدل + حزم = أمن».
«طارق الحواس»، عضو رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون، كتب: «إن إقامة الحدود الشرعية وخاصة القصاص من المفسدين في الأرض حياة للناس، فاللهم ثبت ولاة أمورنا على تحكيم شرعك وإقامة حدودك».
«رائد الريس»، الناشط في مجال إدارة الأعمال والمصرفية، كتب: «القصاص من الإرهابيين صفحة جديدة ومميزة من «كتاب الحزم».. صباح جديد ومملكتنا أقوى»، مضيفا: «القصاص بعث برسائل عديدة منها، الحلم لا يعني الضعف، التأخر لا يعني النسيان، الحزم سياسة ستطبق مع الجميع، والقادم أحلى».
«محمد خالد بوعمار» عضو مجلس النواب السابق في البحرين، كتب في تغريدة له: «السعودية لم ولن تلتفت لأصوات الناعقين من الدكاكين الحقوقية في «دواعيس» لندن ولا إلى قلق بان كي مون لأن تطبيق شرع الله فوق كل شئ».
وأضاف: «نمر النمر شجرة خبيثة أجتثت من الأرض بتنفيذ حكم الله في الإرهابيين في السعودية.. فمتى تُجتث شجرة الخبث الصفوي الإرهابي في البحرين؟».
الكاتب والإعلامي «أنور مالك»، كتب عدة تغريدات قال فيها: «إيران ورطت الكثير من شيعة العرب ضد أوطانهم ثم تتاجر بقضيتهم وهم بالسجون لما تقطع رقابهم تتباكى عليهم وتجد من يصدقها رغم أنها هي التي قتلتهم»، مضيفا: «أكاد أجزم أنه لا يوجد من فرح بخبر القصاص من نمر النمر مثل ما يسمى خامنئي، فقد وجد ملفا كي يستمر في ضحكه على أذقان المغفلين من الشيعة العرب».
وعلى الرغم من أن المؤيدين لتنفيذ الإعدام، هم الفئة الغالبة، إلا أن البعض كان له تحفظات على تنفيذ القصاص، منهم الناشط والباحث في العلوم الاجتماعية «ناصر الربدي»، حين كتب: «عبد العزيز الطويلعي أحد المُعدمين اليوم، ربما له ماضي متطرف، لكن ما ينقل من الحائر، أنه فقد عقله تماما، وفاقد لأهلية حضور المحاكمة، فضلا عن الإعدام».
وأضاف «الربدي»: «قد يكون جميع المُعدمين يستحقون العقوبة وقد يكون بعضهم مظلوم، لن نعرف مادامت المحاكمات تفتقر للعلنية وحق توكيل المحامي».
ناشط يطلق على نفسه اسم «عبد الله»، كتب منتقدا بيان وزارة الداخلية: «المفترض بيان تفصيلي لكل شخص واللي سواه «وماذا فعل»، مهب كذا «ليس هكذا» تصفهم كلهم، وتذكر كل التهم بينهم!».
ناشط آخر يطلق على نفسه اسم «عمر»، كتب: «في ناس أمس كانوا ينشرون صور تنفيذ القصاص بداعش، ويلطمون ويسمونها بشاعة، ولا انسانية واليوم يكبرون.. ماعرفنالهم!».
وأضاف: «محاكمات سرية + إعدامات سرية = خلطة عنف وإرهاب سحرية»، وتابع: «إعدام ٤٧ شخص ٤ منهم شيعة والبقية من السنة ليتم تنويع مصادر الدم وحتى لا يكون هناك عجز في ميزانية الحالة الطائفية».
«مريم الخواجة» شقيقة الناشطة الشيعية البحرينية المعتقلة «زينب الخواجة»، كتبت في صفحتها: «أحد أسباب إعدام الشيخ النمر أنه رجل دين رفض الطائفية، وتحدث ضد الأسد في سوريا، كما تحدث ضد الخليفة في البحرين».
كما أن البعض أبدي تخوفه من التوقيت، حيث كتب المحلل السياسي الفلسطيني، «ياسر الزعاترة»، في صفحته: «إعدام النمر في هذا التوقيت هو رسالة سياسية بأن المواجهة مع إيران قد دخلت أعلى درجات التصعيد، مع جاهزية لدفع الكلفة على كل صعيد.. ربنا يستر».
وكانت وزارة الداخلية السعودية، أصدرت صباح اليوم، بياناً قالت فيه إنه تم تنفيذ حكم الإعدام في 47 مدانا بالإرهاب والتحريض من بينهم «فارس الشويل» ورجل الدين الشيعي المعروف «نمر النمر».
ومن ضمن المعدومين 45 سعوديا، ومصري وإريتري، بعد اتهامهم بـ«اعتناق المنهج التكفيري المشتمل على عقائد الخوارج، المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة؛ ونشره بأساليب مضللة, والترويج له بوسائل متنوعة، والانتماء لتنظيمات إرهابية، وتنفيذ مخططاتهم الإجرامية».