الوطن العمانية-
بعض الناس ابتلي بمرض جلدي أو بالبرص أيضاً وتقدم لخطبة فتاة ورفض أهلها ورفضت الفتاة أيضاً. ما هو الحكم في رفض الولي أو المرأة لهذا الشخص بحجة أنه معوق؟
لا ضرر ولا ضرار في الإسلام، الإسلام يأمر برفع الضرر ، وبما أنه مصاب فعليه أن يحتسب أجره عند الله سبحانه وتعالى ، وليتزوج التي ترغب فيه لا التي لا ترغب فيه حتى لا يكون سبباً لأذاها ، ولا يكلف الولي بأن يزوج موليته بمن يكون وجودها عنده سببا لضررها .
في قوله تعالى:( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة ـ 44)، هل هو كفر ملة؟ أم هو كفر دون كفر؟
هناك أمران ، إن كان يعتقد رداً لحكم الله بأن يعتقد أن ما أنزله الله تعالى باطل وأن ما كان من شرعة الطاغوت هو الحق ففي هذه الحالة يكون راداً لنص قطعي ويكون كفره كفر ملة، وبهذا يخرج من ملة الإسلام . أما إن كان يرتكب المخالفة مع إيمانه بأن ما أنزله الله تبارك وتعالى هو الحق وأن ما خالفه هو الباطل ففي هذه الحالة يكون كفره كفر نعمة . والله تعالى أعلم .
ما هي نصيحتكم للشباب الذين يضربون أمهاتهم؟
بئس ما يفعلون وساء ما يرتكبون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
الأم لها مكانة عظيمة في الإسلام ، فالله تبارك وتعالى قرن حق الأبوين بحقه في أكثر من موضع من كتابه الكريم ومع ذلك ـ أي مع تنبيهه على حق الأبوين كليهما ـ بيّن التضحيات العظيمة التي قدمتها الأم ، فالله سبحانه وتعالى يقول:
(وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً)(الاحقاف ـ 15). والله تبارك وتعالى يقول أيضا (وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) (لقمان ـ 14)
والحديث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) جاء نصاً ليدل على ما أشارت إليه الآيتان الكريمتان. الآيتان تشيران إلى أن حق الأم أعظم بعد حق الله تبارك وتعالى فهو أعظم من حق الأب لأن الله تعالى بعد ما ذكر حق الوالدين جميعا نبّه على التضحيات التي قدمتها الأم.
والحديث الشريف جاء نصا فقد جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال له: يا رسول الله أي الناس أحق بحسن صحابتي؟ فقال له أمك. قال له: ثم من؟ قال له: أمك قال له: ثم من؟ قال له أمك. قال له ثم من قال له أبوك ثم الأقرب فالأقرب. فبين أن حق الأم وذكره ثلاث مرات ثم عطف عليه حق الأب مرة واحدة بثم التي تقتضي المهلة والترتيب.
فهل من حق الأم أن تُضرب بعد هذه التضحيات العظيمة. إن هذه جرأة ليست بعدها جرأة ووقاحة لا تضاهيها وقاحة وعقوق هو أعظم عقوق.
فعلى هؤلاء أن يتقوا الله. ولأن كان الوالد ليس من حقه ليس من حقه التأفف أمامه فلا يجوز أف من الولد فكيف بالضرب .. والله تعالى المستعان .
امرأة لزمها مبلغ من المال لأحد الخياطين ثم سافر هو الآن وهي تسأل ما السبيل لإيصال هذا المال وقد تعذر وصولها إليه ومعرفتها مكانه فماذا تصنع فيما لزمها له؟
عليها أن تحرص على إيصال هذا المال إليه إن كانت تجد سبيلاً إليه ، وعندما لا تجد السبيل عليها أن تسأل عن السبيل بقدر المستطاع ، فإن تعذر ذلك عليها ولم تجد سبيلاً قط إليه ففي هذه الحالة تدفع ذلك إلى فقراء المسلمين، والله تعالى أعلم.
ما حكم استعمال الحناء بالنسبة للرجال إذا استخدمه للعلاج ولم يقصد به الزينة؟
أما التزين بالحناء فهذا من خصائص النساء، وقد جاء في حديث رواه أبو داود من طريق أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) جيء إليه بأحد خضب يديه ورجليه بالحناء. فقال ما بال هذا ؟ فقيل له : إنه يتشبه بالنساء . فأمر به فنفي إلى النقيع . وهذا يعني أنه لا يجوز لأحد أن يخضب يديه أو رجليه بالحناء لأجل الزينة لأن ذلك من شأن النساء لا من شأن الرجال ، وقد جاء في حديث النبي (صلى الله عليه وسلّم):(لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال). وإن كان يصنع ذلك علاجاً بحيث لم يجد علاجاً آخر إلا هذا العلاج لعلة به فذلك لا يمنع، إن كان ذلك علاجاً ولا يغني عنه علاج آخر .
ما قولكم في الذين يقولون بالتشاؤم من الزواج في شهر صفر وبين العيدين؟
بئس ما يقول هؤلاء الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ، فيصادمون أحكامه ويناقضون شرعه، ويفترون على الله الكذب، أما صفر فالتشاؤم به من عادات المشركين أهل الجاهلية، وقد جاء النبي (صلى الله عليه وسلم) بنسف عاداتهم وعقائدهم، فقد قال:(لا هامة ولا عدوى ولا صفر) رواه الإمام الربيع، وكذلك الزواج بين الفطر والأضحى، فإن أهل الجاهلية كانوا يتشاءمون من الزواج في شهر شوال وقد خالفهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتزوج أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في شهر شوال وبنى بها في شوال وكانت أحظى نسائه عنده، فمن تشاءم من الزواج بين العيدين فقد اقتدى بأهل الجاهلية وترك الاقتداء برسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وكفى بذلك إثما مبينا فإن كل أحد يحشر مع إمامه والله المستعان.
هل يصح للمرأة أن تصبغ شعرها الأسود بلون آخر؟
هذا من تبديل خلق الله ، وهذا من الاقتداء بالآخرين ، تريد المرأة أن تشقر شعرها لتخرج عن الفطرة التي فطرها الله تعالى عليها ، هذا غير جائز.
ما حكم الشراء بعملة كأن يذهب رجل إلى دولة ما وتكون معه عملة بلده ثم في معاملته تلك يدفع عملته التي معه وترجع له باقي القيمة بعملة أخرى غير العملة التي دفعها ؟
لا حرج إن كان ذلك يداً بيد ، ولم يفترقا وبينهما شيء.