حالة من الانقسام، شهدها موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، عقب لقاء أجراه الداعية السعودي «صالح المغامسي»، إمام مسجد قباء، بالمدينة المنورة، والذي قال فيها إنه لا يوجد تحريم صريح للموسيقى.
وقال «المغامسي»، في حوار تلفزيوني على قناة «إم بي سي»، إن الموسيقى ليست حراما، وإنها لو كانت كذلك لصدر فيها تحريم صريح كالربى والزنى وأكل الميتة.
وأضاف أن «المسألة ليس عليها إجماع أنه في الغناء، ولو فرضنا أنه الغناء، وهو قول قوي.. فالله قال (لهو الحديث) يعني كلاما، فالمعازف ليس لها ذكر، المعازف لا تسمى حديثا، قد تكون مرتبطة بموسيقى وقد تكون لا، لكن الآية تتكلم عن (حديث)، وأنا اتكلم عن الموسيقى، ولم أتكلم عن الغناء، ثم قال الله تعالى: (ومن الناس من يشتري...) الشراء يأتي على ضربين: يأتي حقيقة ويأتي مجازا» .
تابع: «الله بعث كتابا فيه 114 سورة، لما أراد ربنا أن يحرم الربا قال (لا تأكلوا الربا)، ولما أراد ربنا أن يحرم الزنى قال (ولا يزنون...)، (ولا تقربوا الزنى...)، ولما أراد ربنا أن يحرم الميتة قال (حرمت عليكم الميتة)».
وعن رأيه في الغناء، قال: «أما الغناء الحاصل الآن، تأتي امرأة ورجل في أجواء مختلطة، والله أعلم ما قبلها وما بعدها، ويحصل ما يحصل فهذا أصلا ليس غناء.. هذه مصيبة أكبر من كونها غناء، لا يشك أحد قرأ الكتاب والسنة أن هذا حرام، وأنا لا أتحدث عن هذا ولم أقربه، أنا سئلت عن موسيقى تظهر في الجوال».
وتابع: «لذلك أنا لم أجادل، في الناس من يقول بتحريم المعازف تستوي الكفة، لكن القضية الأساسية لا تجرم الناس وتجعل قضية المعازف هي الكل، وكأن الناس ليس لهم شأن إلا الموسيقى».
حديث «المغامسي»، دفع نشطاء موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، لتدشين وسما حمل اسم «المغامسي يبيح بعض الموسيقى»، اختلف فيه النشطاء، حول تصريحات «المغامسي».
الوسم لاقى تفاعلا كبيرا بين النشطاء، جعله يحتل مرتبة أولى بين الوسوم الأكثر تداولا بالمملكة، بأكثر من 25 ألف تغريدة.
مؤيدون
المؤيدون، اتفقوا مع «المغامسي»، في رأيه، فقال «عبد الرحمن»: «قبل إطلاق الكلام يجب أن نفهم ونعرف تعريف الموسيقى وتعريف الغناء وتعريف لهو الحديث وتعريف المعازف»
وأضاف «عبد الكريم الخزرج»: «البعض من كثر ما الموسيقى مستفزّته.. ودّه لو يلحق العصافير بالسماء ويقتلهم».
وتابع «فهد الشهري»: «مستعد أحلف إن فيه ناس من اللي يهاجمون المغامسي ما صلّو العصر أساسا.. لكن ناس معتوهة تحب الاصطياد في الماء العكر».
وأشار «حزام بن راشد»، إلى أنه «لا يوجد بالقرآن آية صريحة تحرم سماع الموسيقى؟.. مثل الآيات الصريحة بتحريم الزنا والربا».
وانتقدت «مرام»، الهجوم على الداعية السعودي، وكتبت: «حتى المغامسي ما سلم من شركم.. ارجعوا للكتاب والسنة.. وتعلموا أحكام دينكم منها ودعوا الخلق للخالق».
وغرد «المستشرق»: «شجاعة شيوخ الدين بالصدع بالحق وتخليهم عن أفكار كانوا يعارضونها بالسر.. تأتي من قوة المجتمع الذي أزاح الضغط عنهم».
وأضاف «ناصر الصرامي»: «هذا هو الشيخ العالم».
ونقل النشطاء، مقتطفات من كتاب «إحياء علوم الدين» للشيخ «أبو حامد الغزالي»، فكتبت «نهاوند»: «من لم يحرّكه الربيعُ وأزهاره، والعودُ وأوتاره، فهو فاسدُ المزاج ليس له علاج».
«سعد الأميري»: «الرجل تحدّث بتفصيل.. لا تجتزؤا بعض الحديث وتتركون البعض الآخر».
أما «عبد الإله النعيم»: «الله يعينه على الهجوم المضاد، الحين بيصير ما يفهم وما عنده علم وبيدأ الاستهزاء به».
رافضون
وعلى الطرف الآخر، جاءت انتقادات النشطاء لتصريحات «المغامسي»، ولشخص الشيخ، فقالت «لمياء التويجري»: «رب كلمة لا تلقي لها بالاً تهوي بك سبعين خريفاً في النار، الليّ يستخف بعقول الناس ويطقطق، يحط بين عيونه هالحديث».
وأضاف «عمر آل عابد»: «البعض يسمع الموسيقى، ويعلم أنها حرام، لكن يبحث عن من يبيحها له، لكن خذ بقول الله ورسوله كل ما شابه الباطل فهو باطل».
وتابعت «رانيا»: «الموسيقى شي منتهي منه.. والكل عارف إنها محرمة.. ولو يجي مليون شيخ يحلله يبقي محرم عند أمة محمد».
أما «مبارك بن ماجد»، فكتب: «إذا كان الشخص يبحث عن فتوى تبيح له فعل أمر معين سيجد ذلك في الغالب.. ولكن المؤمن يعبد الله ولا يعبد هوى نفسه».
وغرد «حاتم الحجاجي» منتقدا الشيخ، قائلا: «يدعي معرفة عظمة القرآن وتفسيره وعلومه، ثم يبيح ما يناقض هذه المعرفة والعظمة!.. نسأل الله الثبات».
أما «بسمة السكران»، فقالت: «المغامسي طالب علم.. واللي يبغى فتوى يأخذها من كبار العلماء.. ويقطع الجدل على نفسه».
ونشر النشطاء، فيديوهات للشيح «صالح الفوزان»، عضو هيئة كبار العلماء، يحرم تحريما قاطعا، الموسيقى والغناء.
وقال «خالد الخويطر»: «هذا اللي يبكيه القرآن!.. من خمس سنوات وحنا نحذركم منه ونقولكم الرجل ممثل بس انتم تغلبكم قلوبكم.. والجاي أكبر».
ساخرون
فيما تفاعل آخرون مع الوسم بالسخرية، فكتب رجل الأعمال «يزيد الراجحي»، ساخرا: «ألبوم محمد عبده (تدرين وادري بنفترق.. تدرين قلبي بيحترق) من البعض الحلال أو الحرام؟».
وأضاف «بدير»: «بالنسبة لي.. أسمع أغاني وضميري مرتاح ولا أنتظر كل ربع قرن يحللون جزء منها».
وتابع «فهد اللهيبي»: «بعيدا عن تحليل وتحريم الموسيقى.. قمة السخافة أن تجد من يجادل عالما بحجم المغامسي حثالة مجتمع لا يملكون العلم».
و«صالح بن عواد المغامسي العمري الحربي»، داعية إسلامي سعودي، يبلغ من العمر 53 عاما، وهو عضو هيئة التدريس بكلية التربية بجامعة طيبة، وإمام وخطيب مسجد قباء، وأمين لجنة الأئمة بالمدينة النبوية، ومدير عام مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة سابقا، ومُفسر وعالم وداعية وأديب.