صرعة لعبة «البوكيمون» اجتاحت العالم وغدا كثير من الناس أسير هذه اللعبة حتى أن دوريات الحدود في الولايات المتحدة ألقت القبض على شابين كنديين عبرا الحدود بصورة غير قانونية بسبب الانهماك في اللعبة ولم يدركا أنهما اجتازا حدود بلدهما.
هذه اللعبة استعادت وهجها بعد سنوات قليلة من الركود والإهمال مستفيدة من ثورة الاتصالات فتحولت أجهزة المحمول من أداة استكانة واسترخاء إلى أداة بحث واستقصاء وحركة بحثا عن معالم كل دولة.
وقد أصيب المنهمكون فيها وبها بتيار كهربائي حين طافت فتوى تحريم اللعبة (نسبت لهيئة كبار العلماء) البلاد واجتازت الحدود وتلقفتها وسائل الإعلام العالمية. وقد مثلت الفتوى دهشة عظيمة لدى المتابعين لتلك اللعبة ولم يستطيعوا الوصول للغاية من التحريم، فيما صنفت وسائل الإعلام العالمية الفتوى في خانة الغريب والعجيب قبل أن تستفحل السخرية اللاذعة.
أحسنت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء صنعا ببث تصريح بأنه لم تصدر فتوى تتعلق بلعبة «البوكيمون» الحالية، وأن ما تتداوله وسائل الإعلام استناداً لموقع رئاسة الإفتاء يتعلق بفتوى قديمة صادرة عن اللجنة الدائمة للفتوى عام ١٤٢١ وأن الحكم في النسخة الحديثة من هذه اللعبة يتطلب فتوى جديدة.
وإلى أن يأتي موعد الفتوى الجديدة أؤكد على دعوة قديمة طالبت فيها أن يتم تحديث الفتاوى القديمة في موقع رئاسة الإفتاء، لأن الزمن متغير والفتاوى المتعلقة بحياة الناس تتغير بتغير الزمان والمكان وتغير النظرة بالتحريم أو التحليل، ولأن الفتوى مناطة بهيئة كبار العلماء فلا يجوز تعميم فتوى خارجة من فم خطيب أو مسجد على الناس.
والفتوى التي طافت العالم بتحريم اللعبة في حالتها الآنية استند فيها المحرمون على فتوى قديمة، ولو كانت هناك مراجعة مستمرة للفتاوى المثبتة على الموقع لربما تم إلغاء الكثير منها بسبب التغير الزمني، وهذه مناسبة لإعادة الاقتراح بضرورة مراجعة كثير من الفتاوى، إما بحذفها أو تجديدها وفق النظرة الفقهية التي وصل إليها العلماء في وقتهم الحاضر، فما كان يقال قبل 10 سنوات ربما لا يقال اليوم.
عبده خال- عكاظ السعودية-