متابعات-
دعا مدير سابق في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية، اليوم الجمعة، إلى عدم إغلاق المحلات التجارية أثناء الصلاة، مشيراً إلى أن "صلاة الجماعة سنة ولا ينبغي إلزام الناس لأمر مندوب إليه".
وقال أحمد الغامدي، مدير الهيئة في منطقة مكة المكرمة سابقاً: إن "صلاة الجماعة سنة، والقول الصحيح والراجح وهو قول عامة فقهاء المسلمين"، مستدركاً: "يحث الناس عليها لما في صلاة الجماعة من فضائل ودرجات"، بحسب ما ذكرت صحيفة "سبق" المحلية.
وكان عضو مجلس الشورى عيسى الغيث قد اعتبر في وقت سابق أن "إلزام المحلات بالإغلاق فيه ضرر على مصالح الناس وهذه القضية فيها جانب من التشدد"، بحسب تعبيره.
وعلق الغامدي، خلال حديثه لبرنامج (mbc في أسبوع)، مؤيداً تصريح الغيث ومؤكداً أن إغلاق المحلات وقت الصلاة "يعود إلى عمق تأثير مدرسة أحادية الرأي لا تسمح بطرح الآراء المختلف فيها، وأن هناك من تشرب التشدد ولا يريد أن يطرح الآراء المختلف فيها بصورة علمية".
والحديث عن "المدرسة أحادية الرأي" يأتي وسط اعتقالات شرسة تشنها السلطات السعودية منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد، ضد نشطاء ومشايخ ومعارضين، وفي خضم خطة للانفتاح سمحت بإدخال السينما وعروض الرقص والغناء إلى المملكة بعد عقود من التشدد الديني.
وأضاف الغامدي: "قضية إغلاق المحلات وقت الصلاة مسألة مرتبطة بوجوب صلاة الجماعة من عدمها، وهي مسألة مختلف فيها بين المجتهدين، فمن العلماء من قال بوجوب صلاة الجماعة ومنهم من قال إنها سنة، ومنهم من قال إنها فرض كفاية".
وأشار إلى أن "أقرب الأقوال ما رجّحه عامة الفقهاء والمحققين وهو القول إنها سنة مؤكدة، فعلى هذا ينسحب الحكم على المحلات فلا يكون إغلاقها له وجاهة شرعية".
"الغامدي": #صلاة_الجماعة سنة ولا إلزام بإغلاق المحال
— خط الأخبار (@news_ln) July 5, 2019
أن صلاة الجماعة سنة، وأن القول الصحيح والراجح وهو قول عامة فقهاء المسلمين، وعلى هذا فلا ينبغي إلزام الناس بإغلاق المحلات لأمر مندوب إليه، ولكن يحث الناس عليها لما في صلاة الجماعة من فضائل ودرجات. pic.twitter.com/ZeUhN1dA4O
وتابع: "من يقول بوجوب إغلاق المحلات ينطلق من القول أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فإذا قلنا إن صلاة الجماعة في المساجد واجبة فإنه يجب أن تغلق المحلات".
وبين الفينة والأخرى يثير الغامدي الجدل على "تويتر" بسبب فتاوى غريبة.
وحديث الغامدي والغيث حول الصلاة أثار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر العديد من الناشطين صوراً وتغريدات تدعو إلى الالتزام بصلاة الجماعة، وتظهر بعض الصور المنشورة ذوي احتياجات خاصة يؤدون الصلاة في المساجد.
بلا ذراعين ،بلا ساقين، وساجد بين يدي الله في المسجد بصلاة الجماعة....فماذا يقول الأصحاء؟! ...اليوم أدركت أنى بلا ذراع ولا قدم ،واليوم أدركت أنى أنا المعاق وهو المعافى #صلاة_الجماعة pic.twitter.com/9hVJyUCMxe
— mohamed ahmed (@msaly21) July 5, 2019
ورداً على حديث الغيث والغامدي كتب ذيب الجبرين على "تويتر": "تذوب المشاعر وتضطرب النفس ويفرغ الفؤاد ويتشتت الذهن.. ولا يضبط هذا الخلل إلا الصلاة على وقتها مع الجماعة".
تتقلب المشاعر، وتضطرب النفس ويفرغ الفؤاد، ويتشتت الذهن، ولا يضبط هذا الخلل مثل الصلاة على وقتها مع الجماعة #صلاة #صلاة_الجماعة
— د. ذيب الجبرين (@theeb84) July 4, 2019
وكتب سليمان الخطيفي: :"صلاة الجماعة في المسجد أفضل القربات وأعظمها".
#صلاة_الجماعة
— SUlaimAN.AL_khotaiFI (@sula70iman) June 30, 2019
الصلاة في جماعة بالمسجد من أفضل القربات وأعظمها ،، pic.twitter.com/bKLCppujeT
#صلاة_الجماعة
— مشعل الحنيني (@meshal13579) July 1, 2019
سئل #الإمام_أحمد عنها:
"فعظم أمرها جدا، وقال : كان ابن مسعود يشدد في ذلك، وروي عن النبي ﷺ في ذلك تشديدا كثيرا".
قال #الشوكاني:
المحروم من حُرم صلاة الجماعة، فأجر (٢٧) صلاة لا يعدل عنه إلى (واحدة) إلا مغبون
ولو رضي في المعاملات بمثل هذا لكان مستحقا للحجر عليه.
ومنذ تولي محمد بن سلمان العرش في المملكة عُرف عن عضو الشورى السعودي عيسى الغيث قربه من العائلة الحاكمة في المملكة ودفاعه المستميت عن التيار الليبرالي والاختلاط بين الجنسين في البلاد، ويعتبر أيضاً من أشد المؤيدين لخطط بن سلمان لتطوير المملكة اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً.
وأرجع بعض المراقبين وفاة الشيخ سلمان الدويش في المعتقل (يوم 23 أبريل 2016) بسبب التعذيب إلى الشجار مع الغيث على الهواء مباشرة حيث جرى اعتقاله بعدها مباشرة.
وقال عنه الدويش: إنه "يدعو إلى الاختلاط بين الجنسين ويقتات على أهل الخير بتعظيم المسؤولين في السعودية، وينتقد العلماء بحجة النقد".
ومنذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد تشنّ السلطات في المملكة حملة اعتقالات واسعة على كلّ من لا يؤيّد سياسة ولي العهد، حيث اعتُقل العديد من العلماء والدعاة وتوفي بعضهم في المعتقلات بظروف غامضة، كما اعتُقل العديد من الناشطات الليبراليات.
وسبق أن انتقدت جماعات حقوقيّة، منها منظمة "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية"، حملة الاعتقالات السعودية، وطالبت بإطلاق سراح ضحاياها فوراً.