من هنا وهناك » من هنا وهناك

(تعرفة المياه) تكوي جيوب المواطنين.. والتبرير بـ (التسريب)!

في 2016/03/24

المدينة السعودية-

في الوقت الذي لا زالت فيه أصوات المواطنين تتعالى داخل أروقة وصالات شركة المياه الوطنية ضجرًا مما وصفوه بالمبالغة فيما تم فوترته عليهم لقاء استهلاكهم للمياه، لم يجدوا ردودًا شافية من موظفي المياه عند مراجعتهم للاستفسار عن السبب في ذلك، فقد تراوحت تبريراتهم عن تضاعف مبالغ الفواتير ما بين «زيادة الاستهلاك» و»وجود تسريبات»، حيث أكد المواطنون أن شيئًا مما ذكره الموظفون لهم لا وجود له على أرض الواقع.

وطالبوا بإعادة النظر في المبالغ التي وُصفت بالخيالية مقارنة بالمبالغ السابقة التي اعتاد المواطن عليها، وإيجاد تعرفة جديدة تتماشى مع المصلحة ولكن في حدود المعقول، لافتين إلى أنهم لم يشعروا بوجود فرق كبير في سعر التعرفة الجديدة للكهرباء عن سابقتها، بعكس ما حصل في تعرفة المياه.

زيادة غير مبررة

وقال محمد المالكي:»إن هذه الزيادة غير مبررة أومقنعة، فليس من المعقول أن يرتفع سعر الفاتورة الجديدة عن سابقتها الخاضعة للتعرفة القديمة ما يزيد عن الـ100% «، مشيرًا إلى الزيادات السابقة لخدمة المياه سواء في الكهرباء أوفي أسعار الوقود والتي كانت زيادة بسيطة بما يتوافق مع إمكانيات المواطن ودخله، كما أنها لم تؤثر على دخل المواطن بشكل كبير كما فعلت التعرفة الجديدة لاستهلاك المياه.

خدمة متدنية

فيما لفت حامد الحربي إلى سوء التعامل والخدمة التي تقدمها الشركة مشيرًا إلى أنه وبعد صدور فاتورته البالغ قيمتها ما يزيد عن الـ 3000 ريال قام بالاتصال مرارًا وتكرارًا على الرقم المجاني للشركة للاستفسار عن سبب فوترة مثل هذا المبلغ على حسابه ليجد أن الرقم المجاني لا يستجيب لأي من اتصالاته.

وأضاف:»ذهبت إلى فرع الشركة للاستيضاح وتصحيح الخطاء ليتفاجأ بأن هذا المبلغ هو وفقًا للتسعيرة الجديدة بحسب كلام الموظف»، مبينا أنه عندما أراد تقديم شكوى فطلبوا منه سداد الفاتورة أولًا وفي حال اتضاح خطأ في مبلغ الفاتورة سيتم حفظها في حساب المشترك وتغطية الفاتورة اللاحقة لها.

وأكد أن استهلاكه للمياه لم يختلف بشكل كبير طيلة الفترة الماضية، متسائلًا هل ما إذا كانت الزيادة المعقولة في التعرفة الجديدة هي أن تكون فاتورتي لا تتجاوز مبلغ الـ200 ريال في التعرفة القديمة ومن ثم تتجاوز الـ3000 ريال في تعرفتها الجديدة..!

تسريبات مياه

فيما ذكر فهد جمعة أنه رفض تسديد فاتورته بعد أن توجه بها إلى فرع الشركة متسائلًا عن سبب زيادة مبلغ فاتورته والذي كان لا يتجاوز الـ30 ريالًا ليصبح مبلغها 1400 ريال، قائلا:»اعتقدت وجود خطأ في الفاتورة إلا أنه الموظف الذي راجعته إخبرني بأنه ربما يوجد تسريبات للمياه، الأمر الذي واجهه المواطن بالرفض التام معللًا ذلك بعدم وجود أي تسريبات في منزله.

أما أحمد مظفر فقال:»اضطررت إلى دفع 1800 ريال كجزء من مبلغ الفاتورة المقدرة بـ6 آلاف ريال حتى يُعاد ضخ المياه إلى منزلي في مهلة لإيفاء باقي المبلغ خلال شهر كي لا تنقطع المياه عنه مجددًا، مؤكدًا بأن فاتورته السابقة كانت تتراوح ما بين الـ300 وحتى الـ500 ريال كرسوم استخدام داخل 6 شقق سكنية.

وقد تواصلت «المدينة» مع مدير وحدة أعمال مدينة جدة بشركة المياه الوطنية المهندس فواز بحلس إلا أنه لم يجب على الاتصال، كما تم التواصل مع مدير العلاقات العامة بالشركة الأستاذ عبدالله العوفي والذي طلب إرسال الاستفسارات على البريد الإلكتروني ليتم الإجابة عليها. كما تم التأكيد على ضرورة وأهمية الإجابة على الاستفسارات ولكن لم يصل الرد.

كما تواصلت «المدينة» أيضًا مع الأستاذ خالد مقبول المتحدث الإعلامي للشركة ولسؤاله عن ملاحظات المواطنين حول التعرفة الجديدة لاستهلاك المياه ليحيل الأمر إلى وزارة المياه والكهرباء، وحينما سألناه عن آلية تعامل الشركة مع شكاوى المواطنين المتعلقة بالفواتير وتوقع المواطنين لوجود أخطاء فيها رفض الإجابة ليحيل الأمر مجددًا للوزارة طالبًا التواصل معها.

ومن جانب آخر توجهت «المدينة» إلى أحد مقاعد الانتظار داخل صالة خدمة العملاء بالشركة منتظرةً دورها في الخدمة، توجهت «المدينة» بعد ذلك لموظف الخدمة لتسأله عن آلية الاعتراض على الفاتورة لتكون إجابته أن الاعتراضات والشكاوى يتم رفعها إلكترونيًا عن طريق أيقونة الشكاوى بالموقع. وعند إخباره بأن تلك الشكاوى لا تجد أصداءً وردودًا فعليه بحيث يستلم رافع الشكوى رسالة تفيد بإغلاق طلبه دون حصوله على حل لمشكلته أجاب بأن هذا الأمر لا يحصل إلى في حال تم الوصول إلى حل، وبعد اطلاعه على بعض الحالات أجاب بأن الموقع في وضع تحديث للنظام وإصلاح لبعض المشاكل خلال أسبوع وسيتم أخذ معالجة شكاوى المواطنين.