الحياة السعودية-
مثلما كان متوقعاً له، إذ لا غرابة أن يستقبل السعوديون «يوم السعادة» بالطرفة والتندر، حين تحوّل من مناسبة عالمية رسمية اعتمدتها الأمم المتحدة كاحتفال عالمي وقرر أن يكون في 20 آذار (مارس) من كل عام، حوّله السعوديون عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى مادة دسمة للضحك والفكاهة، ليتحول إلى «عيد السعادة المباركة»، و«عيد نحر الحزن والكآبة»، وتحويرات أخرى جعلت منه مادة دسمة للتداول والضحك، بحسب العرف السائد لمغردين سعوديين.
واحتل وسم «يوم السعادة العالمي»، المركز الأول باللغة الإنكليزية، ومراتب متقدمة باللغة العربية، وتساءل مغردون سعوديون «هل صدر بيان يؤكد خروج هلال يوم السعادة؟»، وآخرون تساءلوا عن «مستحبات هذا اليوم؟»، فيما ذهب آخرون إلى أن «على الأمم المتحدة أن تقوم بتوزيع معلبات من غاز السعادة لتتحقق أهداف هذا اليوم السعيد.
وذهب المغرد يوسف المحيميد إلى أنه «أحياناً لفرط السعادة يتأمل أحدنا الذبابة على الجدار كما لو كانت فراشة»، أما الفنان الفوتوغرافي حسين الدغريري فغرد: «يوم السعادة العالمي لأولئك المتشبثين بالأمل، على حدود الغربة»، وذهب آخر إلى أن «الاحتفال بالسعادة بدعة فليس هناك ما يدعو إلى السعادة».
وأسقط مغردون على هذه المناسبة الأحداث السياسية الراهنة في بلاد الصراع مثل سورية والعراق واليمن وفلسطين وليبيا، وتحول مجرى التغريد إلى التراجيديا السوداء، حين علَّق مغردون على أنه «من العار أن يحتفل العرب بيوم السعادة العالمي بينما هناك مشردون، وأوطان تغرق بالدماء، وآلة الحرب تعبث فيها»، وشكك مغرد أن «الاحتفالية بيوم السعادة العالمية هي بمثابة المسرحية التي كان يرجى منها أن تضحك فأبكت الجمهور».
وكانت الأمم المتحدة دعت إلى الاحتفال بيوم السعادة العالمي من خلال دورتها 66، اعترافاً منها بأهمية السعي إلى السعادة، أثناء تحديد أطر السياسة العامة لتحقق التنمية المستدامة، والقضاء على الفقر، وتوفير الرفاهية لجميع الشعوب، بيد أن كل هذه الخطط والأهداف لم تشفع لدى المغردين السعوديين المتهكمين، الذين رأوا أن هذا اليوم «لن يكون إلا باقترانه بالإجازة، وهنا تتحقق السعادة الحقيقية»، بينما رأى آخر أن «على دول العالم والأمم المتحدة بصورة خاصة أن توزع الأموال على الشعوب في هذا اليوم، ليروا تأثير السعادة على وجوههم». ووفقاً لنتائج دراسة قامت بها الأمم المتحدة في 2016 عن الدول الأكثر سعادة عربياً جاءت الإمارات العربية المتحدة في الصدارة لتليها السعودية، ثم قطر فالكويت ثم البحرين، فيما حلت تونس في المركز العاشر، وجاءت تغريدات للمواطنين الإماراتيين الذين يحتلون المركز الأول عربياً في قائمة الشعوب السعيدة، متشابهة في كون السعادة أصلها «تلاحم الشعب والقيادة، فهم من صنعوا سعادة الوطن» بحسب مغردين.
وسكب مغردون سعوديون الصبغة الدينية على الدعوة للاحتفال بهذا اليوم، وانقسم المغردون بين رافض لمثل هذه الاحتفالات باعتبارها بدعة «وكل بدعة ضلالة»، وبين من يراه أنه لا يجوز بوصفه «أنه منتج غير إسلامي ومصدر من الغرب»، معللين أن «كل يوم لا يعصى الله فيه هو يوم سعادة»، وأن «المسلمين يحتفلون بالسعادة في كل يوم جمعة فلا حاجة لمثل هذه الأيام».