من هنا وهناك » من هنا وهناك

طباخ الملوك في السعودية يروي أسرار الأطباق الملكية

في 2016/04/11

هافينغتون بوست عربي-

الأسماك بأنواعها واللحوم والدجاج والإيدامات وكل ما لذ وطاب تجده على موائد ملوك السعودية، بهذه الكلمات يختصر الطباخ السعودي أيمن بغدادي خبرة 20 سنة من العمل مع ملوك السعودية.

فالطباخ الذي يبلغ من العمر 53 عاماً، لم يكن يتوقع إطلاقاً أن تقوده الصدفة إلى أن يصبح "طباخ الملوك في السعودية"، حيث احترف طبخ الأسماك بجميع أنواعها لتكون على مائدة الملوك في المناسبات الخاصة والرسمية.

بدأ بغدادي مهنة الطبخ في الأسماك تحديداً منذ 20 عاماً، ومن ثم توجّه إلى طبخ اللحوم "الخرفان" منذ أن تولى الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، وكانت أول مرة في جازان قبل 9 سنوات.

يقول بغدادي لـ"هافينغتون بوست عربي": "لقد تشرّفت بتقديم أطباق الأسماك واللحوم للملك فهد بن عبدالعزيز وللملك عبدالله بن عبدالعزيز والآن للملك سلمان بن عبدالعزيز، ولم أقابل الملك فهد والملك عبدالله وجهاً وجه، لكنني قابلت الملك سلمان وتشرفت بالسلام عليه وكتب لي بالسجل الخاص كلمة اعتبرها وساماً".

الأطباق على الموائد الملكية

تكاد لا تخلو مائدة من موائد الملوك من مختلف أنواع الأسماك خاصة سمك الناجل الذي يتواجد غالباً في البحر الأحمر فهو "المفضل" لدى الملوك، على حد وصف البغدادي.

ويضيف: "تكمن جمالية سمك الناجل بما يضفيه على المائدة من منظر، بالإضافة إلى مذاقه الشهي، وخاصة في الولائم الكبيرة، وزنه قد يصل إلى أكثر من 13 كيلوغراماً للقطعة الواحدة، ويتم طبخه كقطعة واحدة دون تقطيعه".

إلى جانب سمك الناجل يفضل الملوك الأسماك المقلية دون البهارات فقط المملحة، بالإضافة إلى تلك الولائم التي يطلب فيها الذبائح المحمرة مع الرز الأبيض والمسكرات والكاجو والزبيب واللوز وأيضاً دون بهارات فقط ملح.

ويوضح الطباخ السعودي أن موائد الملوك، نظراً للمناسبات والضيوف الذين في الغالب يكونون زعماء ورؤساء دول وشخصيات مهمة، من الصعب أن تضع عليها صنفاً أو صنفين أو حتى 5 أصناف، بل تجد عليها كل ما لذ وطاب من اللحوم والدجاج والإيدامات التي تُعرف بـ"الطواجن"، والرز والأسماك والطيور، فهناك أذواق مختلفة يجب أن ترضيها جميعاً.

تقديم الطعام بالموعد المحدد

عمل الطباخ السعودي مع الملوك ألقى على عاتقه مسؤولية كبيرة، فضلاً عن الهيبة حيث كان في بداية عمله متخوّفاً، ولكن وبحسب ما يقول: "دخلت في مرحلة أن كل صاحب صنعة عليه أن يتقنها ويعمل كي تخرج من يده بأفضل حال، بعيداً عن التفكير بمن سيأكل وهي مُعدّة لمن؟ ولكن بقيت أكثر الأشياء إرباكاً وقلقاً هي عملية الوقت من حيث تقديم أو تأخير موعد الأكل".

موائد ضخمة أعدّها بغدادي أهمها الحفل السنوي لخادم الحرمين الشريفين، الذي يستقبل خلاله ضيوف الدولة من رؤساء وزعماء وحكام دول، وتكون الإعاشة لحوماً وأسماكاً خلال هذه الفترة.

السفر مع الملوك خارجياً


أشار الطباخ السعودي أيمن بغدادي خلال حديثه إلى أنه يسافر مع الملوك والأمراء في رحلاتهم الخاصة لا الرسمية، وأن الأكلات والأطباق التي تطلب للإعداد بالخارج لا تختلف عن الأكلات والأطباق التي تطلب بالداخل.

يقول بغدادي: "لا شك أن شهرتي كوني أطبخ للملوك وفي القصور ساعدتني في نجاح محلي الخاص، وكان هذا الأمر سلاحاً قوياً، ووجدت راحة تامة من الزبائن، وأعتقد أن سر تميزي في محلي الخاص هو أن البضاعة التي اشتريها للمطعم اشتريها وكأنها ستذهب لمنزلي".

دخول عالم الطبخ بالصدفة

ويستعيد بغدادي قصة دخوله عالم الطبخ التي جاءت بالمصادفة قائلاً: "عمري الآن 53 عاماً، وبدأت الطبخ وعمري 33 عاماً، وتعلمته مصادفة، حيث عملت وليمة لأبناء الأمير عبدالله الفيصل ونالت استحسانهم، وبعد ذلك طلب مني عليّ الأمير تركي العبدالله لافتتاح محل خاص، والحقيقة ساعدني كثيراً مادياً ومعنوياً، وكنت أذهب للمطاعم لمعرفة كيفية تحضير السمك حتى بدأت أطور نفسي".

ويختتم بقوله: "اليوم هو فخر وليس غروراً، لا أعتقد أن أحداً استطاع إعداد وقلي سمكة وزنها 13 كيلوغراماً قطعة واحدة، لدرجة أن هناك شخصية في مناسبة رسمية حينما شاهد السمكة على المائدة بهذا الحجم كان يعتقد أنها مجرد ديكور ومجسم على مائدة الطعام، ولم يكن يتوقع أنها مُعدة للأكل".