لا أعرف -حقيقة- ما يدور في أروقة اتحاد الكرة ودهاليزه، فلست قريباً منه اليوم إلى هذا الحد، وقبل ذلك لست حريصاً على معرفة تفاصيل يومياته، وقد يستغرب ذلك البعض، لكنها الحقيقة، بيد أنني أستقرئ أن البدايات في الاتحاد مربكة، ليست مالياً وحسب كما تابعنا منذ مؤتمر جدة، وما تلا ذلك من تسريبات بل حتى إدارياً، ومنه ما هو موروث، وما هو وليد المرحلة.
الإرباك الذي استقرؤه بل وأستشعره أراه طبيعياً ومتوقعاً، فعادل عزت ورث جبلاً من الفوضى الخلاقة وغير الخلاقة، فضلاً عن أن ديموقراطية الانتخابات، وقبل ذلك لعبتها التي تقوم على المصالح ليس بالضرورة أن تنتج الخيارات الأفضل على كل المستويات، والأسوأ من كل ذلك حينما تجد نفسك أمام أناس يريدون أن يتعاطوا مع مكاسب الانتخابات مثل كعكة تحتاج للتقسيم.
ما يواجهه رئيس الاتحاد عادل عزت هو أشبه بدخول نفق مظلم ويراد الخروج منه بأسرع وقت وبأقل ضرر، وهو ما ينبغي أن يفعله بنهاية الموسم، ولذلك فهو يحتاج إلى قرارات محسوبة وصارمة، وأولها إبعاد بعض أفراد الحرس القديم عن مفاصل الاتحاد، في الأمانة واللجان، فثمة من ولاؤهم للأشخاص، وليس للمنظومة، كما أن عليه أن يدير جانباً من الظهر لبعض الأعضاء الحاليين الذين يبحثون عن مصالحهم الخاصة على حساب مصلحة الكرة السعودية، لأن الخطورة أحياناً تكون من الداخل، بل قد تكون أخطر من الخارج.
أعلم تماماً أن عادل عزت شخصية قيادية، وعمله رئيساً تنفيذياً في غير شركة يسهل عليه إدارة منظومة الاتحاد، لكنه يعلم كما أعلم أن إدارة اتحاد الكرة في كثير من جوانبها وتفصيلاتها وتعقيداتها وقضاياها وشخوصها تختلف تماماً عن إدارة الشركات، ولذلك فهو مطالب بتكتيكات مختلفة لمواجهة هذا الواقع، حتى لو أدت إلى وصف تصرفاته بالدكتاتورية، فقليل من الدكتاتورية بهذا المعنى لا يضر بل ينفع أحياناً.
لا أطالب عزت بالقفز على النظام، أو استخدام عصا التسلط، وإنما بتفعيل كل ما يكفل له القانون من صلاحيات بكامل اتساعها، وإن اضطره الأمر للتفرد في بعض القرارات أو حصرها في دائرته الضيقة، فالمرحلة تتطلب الحذر والحزم والقوة، فالمخالب مغروسة خارج جدران الاتحاد.
محمد الشيخ- الرياض السعودية-