نشر حساب في «تويتر» لرجل الأعمال الشيخ سليمان الراجحي صورا لتلال ضخمة من شحنات القمح منتجة في مشروعه بالسودان، وفي مقالة للكاتب السوداني الطاهر ساتي قارن فيها بين إنتاج مشروع الراجحي بمشاريع أخرى في السودان، وذكر أن إنتاج الفدان في مشروع الشيخ سليمان يتجاوز 30 «جوالا»، في حين تقل كميات المحصول عن هذا بكثير في مشاريع أخرى مدعومة بقروض في السودان، بحسب الكاتب.
عنوان مقالة الطاهر ساتي «الراجحي يحرجكم»، يقصد أنه أحرج الإدارة ورجال الأعمال في السودان، وفي واقع الأمر وبعيدا عن بنك الراجحي، فإن حسن التدبير عند الشيخ سليمان يحرج كثيرا من الاقتصاديين والماليين والمخططين حتى لدينا في السعودية، وإن لم يصرحوا بذلك.
طبعا السودان بلد خصبة في الزراعة، وفيها أيد عاملة ومياه، بمعنى أن الموارد متوافرة، فليست المقارنة بالزراعة على رغم أن مشاريع الشيخ سليمان الراجحي في الزراعية ناجحة ومستمرة في النمو بمقاييس الإنتاج والعائد. إلا أن المعنى الذي أرمي إليه هو حسن التدبير، أو بلهجتنا الشعبية «السنع».
وخلال العقد الماضي استقبل في السعودية الكثير من الأسماء العالمية الرنانة اقتصاديا وإداريا، لكن لا أذكر أن الشيخ سليمان الراجحي دعي إلى مؤتمرات التنافسية أو ندوات التخطيط والاقتصاد الرسمية ليقول رأيه وهو المجرب المنتج.
حتى الآن لم تعط تجربة الشيخ سليمان الراجحي حقها لدينا في البحث والتدقيق لاستخلاص المفيد، فمعظم ما ينشر عنه هو قصص نرويها أو مواقف، وهي لا شك مفيدة لكن هذا غير كاف، إذ لم يصاغ ويبرز في إطار جذاب ليكون للشباب لدينا نظرية سليمان الراجحي في الاقتصاد والإدارة، لتدرس ويستفاد منها.
والشيخ أيضا له تجربة في ترتيب الشركات العائلية للتغلب على المشكلات المستقبلية المتوقعة بين الورثة وحتى تبقى الشركات قادرة على النمو والصمود. ولو كان الشيخ سليمان يلبس كرافتة وبدلة رسمية ويتكلم بلغة عربية محشوة بالمصطلحات الإنكليزية لربما أصبح من كبار مستشاري وزارة الاقتصاد والتخطيط.
عبد العزيز السويد- الحياة السعودية-