من هنا وهناك » من هنا وهناك

"#أقزام_آسيا" يُثير جدلاً خليجياً.. فمن قصد "آل الشيخ" بتصريحاته؟

في 2017/10/30

هاني زقوت - الخليج أونلاين-

منذ وصوله إلى كرسي رئاسة الهيئة العامة للرياضة السعودية، في الـ6 من سبتمبر 2017، أحدث تركي آل الشيخ ضجة هائلة بالأوساط الرياضية في بلاده؛ بسبب سلسلة القرارات التي اتخذها في فترة زمنية وجيزة لم تتجاوز الشهرين، وسط تأييد وإعجاب من قِبل البعض، ومعارضة من قِبل آخرين وصفوه بأنه يهدف إلى "استعراض عضلاته" و"إثبات ذاته".

وأكمل "آل الشيخ" هيمنته على المشهد الرياضي في المملكة العربية السعودية؛ بتوليه منصب رئيس اللجنة الأولمبية بـ"التزكية"، في الـ12 من أكتوبر 2017؛ ليجمع بين المنصبين الأكثر أهمية في عالم الرياضة السعودية.

ومساء الجمعة 27 أكتوبر 2017، أطلق "آل الشيخ" تصريحاً مدوّياً على قناة "روتانا خليجية"، قال فيه إن "أقزام آسيا" لن يضروا الرياضة السعودية، كما أنه كرر هذه العبارة في أكثر من مناسبة خلال المداخلة الهاتفية.

- حجر في بِركة راكدة

وأحدثت تصريحات "أرفع مسؤول في الرياضة السعودية" جدلاً وضجَّة هائلين على مواقع التواصل والشبكات الاجتماعية، خاصة بعدما لفت إلى أن "السعودية من طبعها دعم كل مرشح من الدول الشقيقة التي نعتز بها، لكن –للأسف- هؤلاء حينما يصلون إلى المكان الذي رُشحوا له يتحولون للعمل ضد السعودية لأسباب شخصية من أنفسهم، دون مراعاة توجُّه اتحاداتهم وكياناتهم التي رشحتهم".

واستطرد موضحاً: "ما حدث للمنتخبات والأندية السعودية سابقاً، خاصة من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، لن أسمح بتكراره مرة أخرى. من واجبي، بصفتي رئيس اللجنة الأولمبية السعودية، أن أحمي حقوق الرياضة السعودية في كل مكان".

وحظيت تصريحات "آل الشيخ" بمباركة جمع من الفنانين والرياضيين والصحفيين؛ على غرار راشد الماجد، ورابح صقر، وغيرهما. كما لاقت تفاعلاً واسع النطاق من قِبل جماهير الكرة السعودية، ومختلف الأندية المحلية.

 

- مَن قصد "آل الشيخ"؟

لم يكشف رئيس هيئة الرياضة السعودية، صراحةً، عن هوية هؤلاء الأشخاص؛ لكن تطرُّقه إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ودعم بلاده المرشحين "من الدول الشقيقة"، يُشيران بوضوح إلى أن الشيخ البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة، الذي يتزعم الاتحاد القاري، على رأس قائمة "أقزام آسيا"، بحسب ما كشفته تحليلات وسائل إعلام رياضية سعودية، كقناة "24 الرياضية".

 

ويرأس سلمان بن إبراهيم آل خليفة الاتحاد القاري منذ مايو 2013، خلفاً للقطري محمد بن همام، في حين ستجرى الانتخابات المقبلة عام 2019 بعد انتهاء الدورة الحالية للشيخ البحريني، الذي لم يكشف نواياه بشأن إن كان سيترشح لدورة رئاسية جديدة أم يكتفي بما قضاه في العاصمة الماليزية كوالالمبور، مقر الاتحاد.

بدوره، شنَّ الإعلام الرياضي السعودي هجوماً على الاتحاد الآسيوي، معتبرين أنه يجامل القنوات الناقلة والرعاة، كما وصفوه بأنه "اتحاد يُشترى بالمال"، على حد زعمهم، في مشهد أرادوا من خلاله زج قطر وقنواتها الرياضية ذائعة الصيت "بي إن سبورت"، وذلك في ظل الأزمة الخليجية المندلعة منذ عدة أشهر.

وبحسب مراقبين ومطّلعين على الشأن الرياضي، فإن الاتحاد القاري يُطبق اللوائح والقوانين على الوقائع والأحداث بغض النظر عن هوية المستفيد من العقوبة أو المتضرر منها؛ كما حدث في الفترة الأخيرة بمعاقبة السعودية وفتح تحقيق معها على خلفية ممارساتها غير المهنية مع قنوات "بي إن سبورت"، على هامش مباريات الأندية السعودية في دوري أبطال آسيا، علاوة على لقاءات "الأخضر" في تصفيات كأس العالم 2018.

- متهَمون آخرون

ولم يكن البحريني سلمان بن إبراهيم الوحيد في قائمة المقصودين المتوقعين بعبارة "أقزام آسيا" من وجهة نظر السعوديين؛ بل أشار إعلاميون سعوديون، في تصريحات متلفزة، إلى أن المقصود الفعلي هو الشيخ الكويتي أحمد الفهد الصباح، لافتين إلى أنه "الرئيس الحقيقي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وليس سلمان بن إبراهيم، الذي لا يعدو سوى (دمية) بيد الفهد"، على حد زعم الإعلامي محمد الشهراني الذي تناقله مغردون.

ويُعد أحمد الفهد شخصية رياضية بارزة في الكويت، وأحد أقوى الشخصيات تأثيراً، ليس على مستوى بلاده والخليج فحسب؛ بل على المستويين القاري والعالمي؛ لكونه يمتلك علاقات وثيقة مع أبرز المسؤولين الرياضيين في مختلف الألعاب.

ويتولى الصباح عضوية اللجنة الأولمبية الدولية منذ نحو أكثر من 25 عاماً، ويشغل مناصب مهمة في الرياضة العالمية؛ إذ يرأس المجلس الأولمبي الآسيوي الذي يشرف على تنظيم جميع دورات الألعاب الآسيوية، ويرأس أيضاً اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية "أنوك"، ولجنة التضامن الأولمبي، إضافة إلى العديد من المناصب الآسيوية والدولية.

ويُعرف عن أحمد الفهد مساندته القوية لاستضافة قطر لمونديال 2022، في حين أبدت الإمارات، في أكثر من مناسبة ومن خلال أحد أبرز رجالاتها الأمنيين، ضاحي خلفان، امتعاضاً شديداً من إقامة النهائيات العالمية في الدوحة، وطالبت بالانسحاب من تنظيمها مقابل انتهاء الأزمة الخليجية الحالية.

 

 

- دلالة التوقيت

وتأتي تصريحات تركي آل الشيخ قبل أسابيع قليلة على نهائي مسابقة دوري أبطال آسيا لكرة القدم؛ إذ يحتضن استاد "الملك فهد الدولي" مباراة الذهاب بين الهلال وأوراوا ريد دياموندز الياباني، في الـ18 من نوفمبر المقبل، في حين يحل "الزعيم" على ملعب "سايتاما 2002" لخوض مباراة الإياب المقررة في الـ25 من الشهر ذاته.

ويخشى الهلاليون من تكرار ما حدث في نهائي البطولة الآسيوية، نسخة 2014؛ حين كان الهلال قاب قوسين أو أدنى من التتويج بلقبها، حيث سقط أمام ويسترن سيدني الأسترالي في لقاء الذهاب بهدف نظيف، لكنه فشل في تعويض خسارته إياباً واكتفى بالتعادل السلبي في الرياض بلقاء الإياب.

وشهد إياب نهائي 2014 حالات تحكيمية مثيرة للجدل؛ أبرزها تغاضي الحكم الياباني يويتشي نيشيمورا عن ركلات جزاء "واضحة"، وفقاً لعشاق "الزعيم" السعودي، وهو ما استبقه السعوديون بحملة إعلامية كبيرة؛ للضغط على حكم نهائي النسخة الحالية.

- "حرب تكسير عظام" قادمة

"آل الشيخ" لم يكتفِ بـ"أقزام آسيا"؛ بل أنهى تصريحاته المثيرة بأنه سيتصل بنائب رئيس الاتحاد الآسيوي ورئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم الأسبق يوسف السركال، منوّهاً بأنه "شخص قادر على العطاء".

وفي هذه النقطة، يبدو أن السعودية قد حسمت أمرها فيما يتعلق بهوية المرشح لرئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث ستدعم الإماراتي السركال في مواجهة البحريني سلمان بن إبراهيم أو أي مرشح آخر؛ ما يعني أن "معركة انتخابية" تلوح في الأفق، سوف تزيد من ضبابية المشهد في منطقة الخليج العربي.