وكالات-
رفع مشجعون في أحد ملاعب كرة القدم الجزائرية لافتة كبيرة تتضمّن صورة تجمع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وإلى جوارهما صورة للمسجد الأقصى، ما أثار غضب السعودية، وتوعّدت في الوقت ذاته بالرد على الواقعة التي أثارت جدلاً واسعاً.
وفي التفاصيل؛ تداول رواد مواقع التواصل والشبكات الاجتماعية، على نطاق واسع، صورة لجماهير كروية في الجزائر ترفع لافتة عريضة تُظهر الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإلى جوارهما صورة لقبة الصخرة (إشارة إلى القدس)، مع وجود للعلم الفلسطيني.
وكُتب تحت الصورة باللغة الإنجليزية: "TWO FACES FOR THE SAME COIN"؛ أي "وجهان لعملة واحدة"، فضلاً عن عبارة أخرى باللغة العربية هي: "البيت لنا والقدس لنا".
وعلى الفور سارعت السعودية للرد عبر سفيرها لدى الجزائر، سامي بن عبد الله الصالح، بقوله: "جارٍ التأكّد من ذلك وسنقوم بما يجب"، مؤكداً: "هذا واجبنا، ولا خير فينا إن لم نقم به، ولن نترك هذه الخطوة دون ردٍّ"، وفقاً لما نقلته صحيفة "سبق" السعودية.
وفي 6 ديسمبر 2017، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اعتراف بلاده بـ "القدس عاصمة لإسرائيل"، كما وجه بالبدء فوراً بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المقدسة.
وأشعل قرار ترامب ثورة غضب حقيقية بالعالم الإسلامي، فضلاً عن الأحرار في كل بقاع الأرض، وضمنهم الرياضيون؛ إذ شهدت الدول العربية والإسلامية مسيرات ومُظاهرات ووقفات بأعداد جماهيرية غفيرة، مندّدة بقرار الرئيس الأمريكي، الذي وصفه البعض بأنه بمنزلة "وعد بلفور" ثانٍ؛ تزامناً مع الذكرى الـ 100 للوعد المشؤوم للفلسطينيين.
وحفلت ملاعب "الساحرة المستديرة" في الدول العربية والإسلامية وحتى الأوروبية بسلسلة من الفعاليات واللفتات واللقطات، التي أظهرت وقوفاً قوياً خلف المدينة المقدسة، متحديةً في الوقت نفسه قرار ترامب الصارخ والمُنحاز تماماً إلى دولة الاحتلال.
ويأتي رفع صورة تجمع ترامب والملك سلمان في الجزائر في ظل تصاعد الحديث حول علاقات غير علنية بدأت تطفو على السطح بين الرياض و"تل أبيب"، فضلاً عن زيارات لمسؤولين سعوديين إلى الدولة العبرية، وفقاً لتقارير غربية.
وبات مصطلح "صفقة القرن" يُطلق بكثافة في وسائل الإعلام العربية والعالمية، في ظل زعم بعض التقارير الغربية أن تسوية يتم إعدادها والترويج لها على قدم وساق؛ وذلك لوضع حل نهائي للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي بين الرياض وواشنطن.
ووفقاً لتلك التقارير، فإن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وكبير مستشاري البيت الأبيض، جاريد كوشنير، يتوليان مهمة إبرام "صفقة القرن" بالتعاون مع أطراف أخرى، وهو ما نفته السلطات السعودية في أكثر من مناسبة.