من هنا وهناك » من هنا وهناك

بواقعة "المايك".. هل استأسدت الرياض وأبوظبي على الكويت؟

في 2017/12/22

الخليج اونلاين-

استبشر الجميع خيراً بعد قرار نقل كأس الخليج العربي لكرة القدم من قطر إلى الكويت؛ بمناسبة رفع الإيقاف الدولي الذي كان مفروضاً على الكرة الكويتية، منذ أكتوبر 2015.

ورأى هؤلاء أن إقامة كأس الخليج لكرة القدم في نسختها الثالثة والعشرين على الملاعب الكويتية تُعد فرصة ذهبية لـ "لمّ شمل" الخليجيين وتلاحمهم في مناسبة رياضية تحظى باهتمام ومتابعة جماهيرية هائلة في جميع دول مجلس التعاون.

وفي 21 ديسمبر 2017، وقبل يوم واحد من صافرة بداية "خليجي 23"، افتعل المنتخب السعودي لكرة القدم وجهازه الفني، واقعة أحدثت جدلاً واسعاً، ووصفها البعض بأنها "تُعيق جهود الكويت في توحيد الخليجيين"؛ إذ انسحب "الأخضر" من المؤتمر الصحفي عشية مواجهة "الأزرق" الكويتي، في المباراة الافتتاحية؛ بسبب "مايك" قنوات "بي إن سبورت" و"الكأس" القطريتين.

ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة الخليجية، قام أمير الكويت بجولات مكّوكية إلى السعودية وقطر والإمارات، ونجح في "تجنب" التصعيد العسكري، مثلما أكد في مؤتمره الصحفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض (سبتمبر 2017).

وبعد ساعات قليلة، لحق "الأبيض" الإماراتي بنظيره السعودي وأعلن انسحابه من المؤتمر الصحفي الخاص بمباراته أمام عُمان، ضمن منافسات المجموعة الأولى، التي يحتضنها استاد "جابر الدولي".

- خطوة قديمة-جديدة

الخطوة السعودية-الإماراتية تندرج في إطار الأزمة الخليجية التي اندلعت في 5 يونيو 2017، وترتب عليها قيام الرياض وأبوظبي، برفقة مصر والبحرين، بفرض حصار بري وجوي خانق على الدوحة، فضلاً عن اتخاذ سلسلة "إجراءات عقابية"؛ بزعم "دعم الإرهاب"، وهو ما تنفيه قطر جملة وتفصيلاً، وتؤكد أنها "تواجه سلسلة من الأكاذيب والافتراءات التي تستهدف التنازل عن سيادتها وقرارها الوطني المستقل".

مقاطعة قنوات "بي إن سبورت" و"الكأس" من قبل السعوديين والإماراتيين، ليست الأولى من نوعها، حيث سبقتها خطوات مماثلة على مدار الأشهر القليلة الماضية؛ لكنها تأتي في وقت ظن فيه الجميع أن "خليجي 23" ستكون فرصة مثالية لرأب الصدع الذي حدث بين "الأشقاء" من جراء تبعات الأزمة الخليجية.

- احترام للفيفا وتراجع للكويت!

وكانت السلطات السعودية والإمارات قد ضيّقت بشدة على القنوات الرياضية القطرية، قبل أن تتراجع تحت وطأة تهديدات وتحذيرات الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم.

العاصمة الإماراتية أبوظبي احتضنت، في ديسمبر 2017، بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم، التي توّج بلقبها ريال مدريد الإسباني، للمرة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخه.

وبدا لافتاً سماح السلطات الإماراتية لقناة "بي إن سبورت" ذائعة الصيت بنقل فعاليات البطولة من قلب الحدث، وإجراء حوارات مباشرة مع لاعبي الأندية فوق "المستطيل الأخضر"، كان من ضمنهم أفراد نادي الجزيرة الإماراتي، الذي شارك بصفته مستضيفاً للبطولة العالمية.

كما شوهدت إعلانات خاصة بالخطوط الجوية القطرية في ملاعب مونديال الأندية، علاوة على السماح للحكم القطري عبد الرحمن الجاسم بدخول أبوظبي لإدارة مباريات البطولة.

وفي هذا الإطار، يقول الناشط القطري عبد الله الوذين، في حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي الشهير "تويتر"، إن السلطات الإماراتية خضعت للفيفا في كأس العالم للأندية، في حين أنها "تستأسد" على الكويت، في إشارة منه إلى التزام أبوظبي التام مع القنوات القطرية في البطولات العالمية، ولكن يحدث عكس ذلك في البطولات الخليجية.

وقال مدير المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية القطرية، أحمد بن سعيد الرميحي، إن المقاطعين اليوم للقنوات القطرية سيتحدثون "رغماً عن أنفهم لبي إن سبورت" في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، التي تحتضنها روسيا، صيف العام المقبل.

بدوره قال المدير التنفيذي للموارد البشرية والشؤون المالية في مجموعة "beIN" الإعلامية، طارق زينل، في تغريدة عبر حسابه بـ "تويتر": "قنوات beIN SPORTS الناقل الحصري لكأس العالم 2018 في روسيا، فلنرى شجاعة أحد المنتخبات في الانسحاب من المؤتمرات الصحفية إن كانت لديهم الجرأة في ذلك".

وتأهل منتخبا مصر والسعودية (من دول حصار قطر) إلى النهائيات العالمية، حيث وقعا في المجموعة المونديالية الأولى برفقة صاحب الضيافة المنتخب الروسي ونظيره الأوروغوياني.

وتمتلك "البنفسجية" حقوق البث الحصرية لمونديال روسيا، كما أن الخطوط الجوية القطرية تُعد الراعي الرسمي لبطولات الفيفا حتى عام 2022.

34858682944_ab45e559fc_o

في ذات السياق، استهجن نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الخطوة المزدوجة من قِبل السعودية والإمارات، مؤكدين في الوقت ذاته أن قرار المشاركة في البطولة الخليجية يعني الانخراط في جميع فعالياتها، ومن ضمنها التحدث مع مختلف وسائل الإعلام، مع "وضع الخلافات السياسية جانباً في المناسبات الرياضية".

- "حمامة سلام"

الاتحاد الكويتي لكرة القدم كان قد اختار "حمامة سلام" شعاراً لبطولة كأس الخليج، تحمل ألوان قمصان الدول الـ 8 المشاركة في المسابقة الإقليمية.

ووفقاً للمسؤولين الكويتيين الرسميين، فإن "شعار البطولة يُعد تكريساً لجهود أمير الكويت في لم شمل الخليج والأشقاء وتوحيدهم للأبد".

وكانت وزارة الداخلية الكويتية قد طالبت الجماهير الخليجية بضرورة الالتزام بالتعليمات الأمنية والبُعد عن الشعارات واللافتات السياسية.

وأشارت إلى أن هناك ممنوعات لا يُسمح للجمهور الدخول بها إلى الملاعب؛ على غرار بطاريات شحن الهواتف، والآلات الحادّة بكل أنواعها، والألعاب النارية بكل أنواعها، والسيجارة الإلكترونية، والشعارات واللافتات السياسية، وطائرات التصوير اللاسلكية، وقلم الليزر بكل أنواعه، والعصيّ الخاصة بالأعلام.

ولفتت إلى أنه يُسمح بدخول الآلات الموسيقية الخاصة بروابط المشجعين المصرّح لها، متوعدة في الوقت ذاته أنه سيتم "أخذ تعهّد من رئيس الرابطة بتحمّله المسؤولية كاملة في حال استعمال الآلات بالأوضاع غير المخصصة لها".

- مشاركة بعد انسحاب

وكان المكتب التنفيذي للاتحاد الخليجي لكرة القدم قد أعلن، منتصف نوفمبر 2017، "انسحاب" السعودية والإمارات والبحرين من "خليجي 23"، بعد رفض الاتحادات الكروية الثلاثة الردّ على المُهلة النهائية التي مُنحت لهم بشأن تأكيد المشاركة من عدمها.

وبعد رفع الإيقاف عن الكرة الكويتية، توفر النصاب القانوني لإقامة البطولة الخليجية في قطر بمشاركة 5 منتخبات، وبنظام الدوري من دور واحد، قبل أن يُقرر أمير الكويت، احتضان كأس الخليج بعد تشاور مع الدوحة؛ بهدف "لمّ شمل" فرقاء الأزمة.

 

ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة الخليجية، قام أمير الكويت بجولات مكّوكية إلى السعودية وقطر والإمارات، ونجح في "تجنب" التصعيد العسكري، مثلما أكد في مؤتمره الصحفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض (سبتمبر 2017).

وتمكن "أمير الإنسانية" من إحداث انفراجة نسبية؛ حين جمع الفرقاء على طاولة واحدة في القمة الخليجية الـ 38، التي أُقيمت بالكويت، 5 ديسمبر 2017، وذلك لأول مرة منذ اندلاع الأزمة، فيما تندرج استضافة "خليجي 23" في إطار الجهود الكويتية في هذا الصدد.