من هنا وهناك » من هنا وهناك

«زياد فاخوري».. «يوتيوبر» فلسطيني صفع «ترامب» وقبّل «أردوغان»

في 2018/01/26

وكالات-

ثلاث سنوات فقط هي عمر «زياد الفاخوري»، من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، إلا أنها كفيلة بجعله قادرا على ترديد كلمات وعبارات، تصاحبها إيماءات ونبرات مختلفة بصوته الطفولي، وهو يسجل مقاطع فيديو يتحدث فيها عن أبرز القضايا التي تخص الفلسطينيين.

واشتهر الطفل «زياد» بشكل واسع، بعد أن نشر له والده عددا من مقاطع الفيديو، وهو يردد عبارات يعلق فيها على عدد من القضايا، أبرزها قضية اعتراف الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ولاقت مقاطع الفيديو التي ظهر فيها «زياد» إعجابا وانتشارا كبيرين، ما دفع والده إلى إنشاء قناة له على موقع «يوتيوب» تحمل اسم «زياد تي في».

ووصل عدد متابعي القناة خلال شهرين فقط أكثر من خمسين ألفا، و13 مليون مشاهدة.

كما وصل عدد متابعي صفحته على فيس بوك (يديرها والده) 200 ألف متابع، ومؤخرا أنشأ حسابا على تويتر وصل عدد متابعيه إلى 13 ألف متابع خلال فترة قصيرة، عدا حساباته على سناب شات وإنستغرام، بحسب والده.

 موهبة مميزة

«ثائر الفاخوي»، والد «زياد»، أشار إلى أنه لاحظ موهبة طفله من خلال تقليده لما يسمعه عند متابعة مقاطع فيديو على يوتيوب، ومن خلال حديثه وقوة شخصيته مع من يجلس معه ويحاوره.

وأضاف: «نشرت لزياد مقطع فيديو يتحدث فيه عن استهداف الجيش الإسرائيلي لمؤسسات إعلامية فلسطينية، وإغلاقها، على صفحتي على فيس بوك، حمل عنوان (الصحافة ليست جريمة)، وتفاجأت بمدى الإعجاب والانتشار الذي حققه الفيديو، ما دفعني لإنشاء قناة له على يوتيوب»، وفقا لحديثه لوكالة «الأناضول».

وفي منزل عائلة «الفاخوري»، كان الطفل «زياد» يتنقل من مكان لآخر حاملا علم تركيا، استعدادا لتصوير مقطع فيديو جديد، يتحدث فيه عن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، حين كانت «الأناضول» في ضيافتهم.

ويعمل والد «زياد» على تصوير طفله ومونتاج مقاطع الفيديو قبل نشرها.

ويردد الطفل الكلمات وراء والده، وسط جو من المرح والسعادة بما يقوم به.

وبينما كان الأب يلصق صورة «أردوغان» على أحد جدران المنزل تحضيرا لتصوير الفيديو الجديد، وقف زياد حاملا علم تركيا يلوح به، وهو يردد: «هذا أردوغان رئيس تركيا».

وبدأ التصوير، ليردد الطفل وراء والده وهو يشير لصورة أردوغان ويحمل العلم التركي بيده: «اللي وراي (خلفي) زعيم بمعنى الكلمة، الزعيم البطل رجب طيب أردوغان، وهو الزعيم الوحيد اللي (الذي) وقّف جنبنا، احنا الشعب الفلسطيني»، وفقا لمراسل الوكالة.

وطبع «زياد» قُبلا على صورة «أردوغان»، وهو يردد: «أحلى بوسة للكبير».

أما والده، «ثائر»، فيشير إلى أن اختياره للمواضيع يعتمد على الحالة التي يمر بها الشعب الفلسطيني بشكل خاص.

ويضيف: «بعد أن نجح زياد في هذه التجربة، كان التفكير بالاهتمام بأمور الطفولة أكثر، لكننا نحن الفلسطينيين نعيش بدائرة ساخنة جدا، والأحداث السياسية تطغى على أي شيء آخر، كموضوع القدس، فلا يمكن ألا يعي أطفالنا ماذا يعني قرار ترامب، وماذا يحصل للقدس والأقصى».

ويتابع: «يجب أن يتعلم الطفل من الآن ماذا يجري حوله».

ينظر إلى طفله وهو يركض ويضحك ويواصل قائلا: «الشعب الفلسطيني مولع بالسياسة، حتى صغيرنا سياسي، ومعروف عند كل العالم أن الطفل الفلسطيني يعرف بالسياسة أكثر من أي طفل بالعالم».

صفعة ترامب

وحول أكثر الفيديوهات التي لاقت رواجا، قال ثائر: «خرج زياد في مقطع فيديو ووجه صفعة لترامب، حينها تناقلت وسائل إعلام كثيرة المقطع، وهي تقول إن طفلا فلسطينيا يسخر من ترامب، ويصفعه على وجهه».

وقال: «صورنا الفيديو لزياد قبل إلقاء ترامب خطابه بشأن القدس، لأننا كنا نعلم أن الأمر جدي، ونعلم النتيجة، وكان واضحا من هم الزعماء الذين يقفون لجانبنا ومن يتكلم باسم القدس».

وتابع: «أردوغان قال قبل ذلك الإعلان، إن القدس هي عاصمة فلسطين، وكان موقفه بارزا ومميزا عن مواقف الزعماء العرب والمسلمين جميعهم، لذلك أشاد به زياد بشكل خاص وكبير».

ويهدف «ثائر» إلى تعليم ابنه من يقف مع الشعب الفلسطيني وقضيته، ويدعمونه، في إشارته إلى الرئيس «أردوغان» والشعب التركي.

وأشار في حديثه إلى حادثة سفينة مرمرة «عندما اختلط الدم التركي بالدم الفلسطيني، فأصبح هناك وحدة ورابطة دم بينهما»، كما يقول.

وفي 31 من مايو/أيار عام 2010، استشهد 10 أتراك (9 على الفور وواحد متأثرا بجراحه فيما بعد) كانوا على متن سفينة «مرمرة» لكسر الحصار عن غزة، خلال هجوم نفذه الجيش الإسرائيلي، ومنع السفينة من الوصول للقطاع.

وتابع «الفاخوري»: «لم أزر تركيا سابقا، لكننا نرى الأتراك عندما يأتون لزيارة فلسطين والمسجد الأقصى، ومدى حبهم وتعلقهم بفلسطين والفلسطينيين، وكذلك نحن، نبادلهم هذا الحب».

ويطمح الأب بأن يرى طفله «زياد»، إنسانا ناجحا ومؤثرا بالمجتمع، ويقول: «الشهرة ليست هدفنا، هدفي أن أبني شخصية طفلي، وأن يكون مؤثرا بالخير».