هدى القشعمي- خاص راصد الخليج-
ليلة حزينة قضتها الشعوب العربية بعد خروج ثلاث منتخبات عربية بشكل رسمي من سباق المونديال، في هذه الليلة دخل الحزن إلى منازل الملايين من الشعب العربي إبتداء من المغرب منتقلاً إلى أرجاء السعودية ومعهما ملايين الشعب المصري، يأتي هذا الخروج بعد جولتين من المونديال لم يقدم فيه العرب المستوى المأمول من الجماهير العربية المتعطشة للإنجازات، فماذا كان ينقص المنتخبات العربية الثلاثة؟.
بعد الفرحة العربية العارمة بتأهل 4 منتخبات عربية إلى المونديال في التصفيات التي كانت مشاركة المنتخبات العربية فيها مشرفة حيث تأهلت السعودية بجدارة عن قارة آسيا كما تأهلت المنتخبات العربية الثلاثة مصر المغرب تونس عن القارة الإفريقية، لكن هذه الفرحة التي كان الشعب العربي يأمل أن تستمر من خلال تقديم المنتخبات العربية الأداء الذي يطمح له الشعب العربي ألا وهو التأهل من دور المجموعات لمقارعة المنتخبات الأخرى، لم يكن على قدر الآمال.
من هنا لابد من أن نفند أداء المنتخبات الأربعة المتأهلة إلى المونديال من نقاط القوة وكذلك نقاط الضعف التي عانى منها جميع المنتخبات العربية.
المنتخب السعودي:
بدأ المنتخب السعودي بخسارة قاسية جداً في مباراته الافتتاحية بمواجهة البلد المضيف روسيا التي مني بها بخمس أهداف مقابل صفر في صدمة كبيرة للشعب السعودي الذي لم يكن يتوقع هذا الأداء السيء من منتخبه، كان المنتخب السعودي في المباراة لا حول له ولا قوة لم يقدم الأداء المشرف، أما في المباراة الثانية فقد حاول المنتخب السعودي تعديل الأداء في مواجهة الأوروغواي حيث قدم أداء جيد ومشرف وخسر بهدف دون رد، ما كان ينقص السعودية هو الأهداف إذ أن الهجوم السعودي كان دون تركيز وفعالية، ففي مثل هذه المباريات لا يمكن لأي منتخب ينوي التأهل أن يضيع الفرص التي تسنح له في المباراة، لكن الأقصى هو عدم تسجيل المنتخب السعودي في المبارتين وقد تلقت شباكه 6 أهداف.
المنتخب المصري:
يتضمن المنتخب المصري أسماء لامعة تتألق في الدوريات الأوروبية أمثال محمد صلاح لاعب ليفربول الانكليزي هداف الدوري وكذلك محمد النني لاعب آرسنال الانكليزي وغيرهم من الأسماء، كان المصريين يعولون الكثير على منتخبهم في التأهل إلى الدور الثاني وخاصة بوجودهم في مجموعة متوسطة الصعوبة لكن هذا الذي لم يحصل وقد منيت مصر بخسارتين متتاليتين الأولى أمام الأوروغواي بهدف دون رد والثانية أمام روسيا ثلاث أهداف لهدف، فقد قدمت مصر أداء مميزا في المباراة الأولى من الناحية الدفاعية ولكن لم يكن الهجوم على قدر الآمال إذ أضاعت أكثر من فرصة أتيحت للتسجيل، أما في المباراة الثانية لم يصمد الدفاع المصري وتلقى هدفين بفارق دقيقتين رغم تسجيل الهدف الوحيد من ركلة جزاء لمحمد صلاح المنتخب المصري هجومياً كان غائباً من دون أي فعالية تذكر.
المنتخب المغربي:
المنتخب المغربي هو المنتخب العربي الوحيد الذي لم يخسر أي مباراة في التصفيات ويتضمن أسماء كبيرة تلعب في أوروبا أمثال أشرف حكيمي في الريال مدريد وبن عطية في اليوفنتوس وحكيم زياش في اياكس، ففي المبارتين قدم المنتخب المغربي أداء مميزا فقد خسر أمام إيران بالوقت القاتل وأمام البرتغال بهدف مبكر، دفاعيا المنتخب المغربي كان صلباً أما هجومياً كان نشيطاً ولكن دون فعالية فقد أضاع المنتخب المغربي في المبارتين فرص لو سجل نصفها لكان الآن في الدور الثاني، فقد تفنن لاعبو المنتخب المغربي بإضاعة الفرص السهلة أمام كل من إيران والبرتغال.
المنتخب التونسي:
قدم المنتخب التونسي أداء مشرفا وبطولياً أمام المنخب الإنكليزي والحديث هنا عن المنتخب التونسي كونه المنتخب الوحيد الذي يحمل آمال العرب في المنديال حيث خاض مباراته الأولى بشكل رائع خانه الحظ في الدقائق الأخيرة من المباراة، في المباراة الثانية أمام المنتخب البلجيكي يوم السبت القادم ينتظر المنتخب التونسي مباراة قوية وصعبة ومصيرية فالمنتخب البلجيكي الذي يتضمن نجوم من الطراز الرفيع والمنتصر في مباراته الأولى سوف يكون نداَ قويا لتونس التي لم يعد لديها سوى خيارين الأول وهو الفوز أمام بلجيكا من ثم الفوز على بنما لتضمن التأهل بشكل أسهل، أما الخيار الثاني فالتعادل أمام بلجيكا والفوز على بنما في المباراة القادمة منتظرة فوز الانكليز على بلجيكا، حسابات معقدة جداً ولكن المنتخب التونسي قادر على صنع المفاجأة والفوز بمباراته امام منتخب بلجيكا المتألق، فهل تنقذ تونس ما أفسدته السعودية ومصر والمغرب وتدخل السرور على قلوب الملايين من العرب؟ أم أنه كتب على الشعوب العربية أن تتذوق المرارة من منتخباتها؟.