الخليج أونلاين-
تمخض اجتماع الجمعية العمومية الـ28 للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الذي عُقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور نهاية أكتوبر المنصرم؛ فولد أحداثاً عديدة سيبنى عليها خلال الفترة المقبلة، التي ستدخل خلالها القارة الصفراء في التحضير الجدي لانتخابات الاتحاد القاري للعبة، المقررة إقامتها في السادس من أبريل 2019.
وأثبت الاتحاد الآسيوي، بقيادة البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة، أنه عصي على الضغوط، سواء من الدول أو من الأشخاص، وجاءت القرارات التي اتُّخذت لتثبت ذلك بالفعل لا بالقول؛ إذ واجه الرجل الكروي الأول في القارة الصفراء، ومعه معظم الأعضاء، الضغط السعودي والإماراتي ومعهما دولتان سقطتا بالفخ هما كوريا الجنوبية وأوزبكستان، فيما تكتلت القارة برمتها خلف ديمقراطيتها وحريتها في اتخاذ القرارات التي تراها في خدمة اللعبة لا في خدمة أشخاص.
- أولى الضربات
وجاءت الضربة الأولى لمعسكر رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية، تركي آل الشيخ، ومرشحه لرئاسة الاتحاد الآسيوي عادل عزت، بالانهيار المفاجئ لاتحاد جنوب غرب آسيا الذي أسسته القيادة الكروية السعودية بعد فشلها بالاستحواذ على اتحاد غرب آسيا، وخلع الأمير الأردني علي بن الحسين من منصبه.
ويُعد هذا الانهيار مفاجأة مدوية لأسباب عديدة؛ أهمها الإمكانيات المادية الهائلة التي رُصدت لجذب أكبر عدد ممكن من الاتحادات المحلية في جنوبي القارة وغربيها؛ حيث وصلت الوعود إلى منح كل رئيس اتحاد 500 ألف دولار سنوياً، إضافة إلى منحه صلاحية 25 تأشيرة حج وعمرة قابلة للزيادة.
وبحسب مصادر لـ "الخليج أونلاين"، جاء الانهيار إثر الانسحاب الجماعي لاتحادات جنوبي القارة على وجه الخصوص بعد أن عقدت بينها اجتماعاً أعلنت خلاله براءتها من الاتحاد الوليد.
كما أن من اللافت توجيه هذه الاتحادات في نفس الليلة الرسالة الأقوى؛ وذلك بحضور العشاء الذي أقامه الاتحاد القطري لكرة القدم، والذي جمع العائلة الكروية الآسيوية بحضور رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، ونظيريه الآسيوي سلمان بن إبراهيم، والأفريقي أحمد أحمد، إضافة إلى معظم الاتحادات الوطنية الآسيوية وعرب غربي آسيا، تحديداً رؤساء اتحادات الكويت وعُمان والعراق والأردن ولبنان وفلسطين.
وأكدت قطر خلال حفل العشاء على حضورها الجامع والداعم للكرة الآسيوية، التي أثنت على الدور القطري برئاسة حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني.
في الجهة المقابلة، عرف حفل عشاء دعا إليه الاتحاد السعودي للعبة فشلاً ذريعاً بكل المقاييس، حيث ألغي في اللحظة الأخيرة وتحول إلى حفل عشاء صغير في أحد المطاعم العربية في كوالالمبور.
- صفعة للرياض وأبوظبي
أما الحدث الذي سيترك أثره بقوة خلال المرحلة القادمة وصولاً إلى انتخابات الاتحاد الآسيوي فقد تحقق من خلال الجمعية العمومية للاتحاد القاري، التي أثبتت أنها غير خاضعة للاتحادين السعودي والإماراتي، اللذين توعدا بعدم تمرير تعديلات النظام الأساسي المقترحة التي أرادتها الأسرة الكروية الآسيوية من أجل تعميق الديمقراطية أكثر في كيانها، إضافة إلى تحقيق المزيد من الانسجام والفعالية.
وجاء التصويت بتأييد التعديلات بنسبة فاقت التوقعات؛ إذ وصلت إلى ما يشبه الإجماع (42 اتحاداً وطنياً آسيوياً من أصل 46)، حيث لم يقف بوجهها فعلياً إلا الاتحادان السعودي والإماراتي؛ ما أعطى دلالة واضحة على أن المكتب التنفيذي المقبل للاتحاد الآسيوي لكرة القدم سيكون برئاسة سلمان بن إبراهيم، وبغياب أي ممثل سعودي أو إماراتي.
وبات موقف مرشح السعودية لمنصب رئاسة الاتحاد الآسيوي أكثر تعقيداً ومن خلفه صاحب المشروع تركي آل الشيخ؛ بعدما جاهر 40 اتحاداً آسيوياً برسائل خطية تفيد بأن مرشحهم لرئاسة الاتحاد القاري في الانتخابات المقبلة هو سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الحالي.
وبناءً على ذلك، صارت طموحات السعودي عادل عزت وأي مرشح آخر في مهب الريح، ولم يبقَ أمامه سوى الانسحاب من السباق، أو المغامرة في التعرض لهزيمة ساحقة أمام رجل آسيا الأول.
ولم يكن هذا كل ما حدث؛ إذ وصلت الأمور إلى القيادة السياسية؛ حين أعلن ولي عهد البحرين، ناصر بن حمد آل خليفة، وقوفه مع ابن بلده في الطريق نحو ولاية ثالثة على رأس الهرم الآسيوي.
- هكذا انتقموا بعد الفشل!
ورغم كل هذا، رجح مراقبون أن يستمر التحالف السعودي-الإماراتي في محاولة القفز فوق إجماع القارة الصفراء؛ بل ذهبوا إلى ما هو أبعد من ذلك؛ بتأكيدهم أن السهام ستوجه صوب سلمان بن إبراهيم بشخصه، خاصة بعد انهيار اتحاد جنوب غرب آسيا وانتهاء "كونغرس" الاتحاد الآسيوي.
وبالفعل بات ملاحظاً توجيه الماكينة والأذرع الإعلامية، فضلاً عما يُعرف بـ"الذباب الإلكتروني"، ضد المسؤول البحريني وتحميله مسؤولية انهيار الاتحاد الوليد ونعته بـ "الدمية التي يتلاعب بها الكويتي أحمد الفهد"، على حد زعمهم.
يُشار إلى أن سلمان بن إبراهيم آل خليفة يرأس الاتحاد الآسيوي للعبة منذ مطلع مايو 2013؛ حين فاز بأغلبية كاسحة بانتخابات الرئاسة، قبل أن يتم تزكيته لولاية كاملة في أبريل 2015 في البحرين.