من هنا وهناك » من هنا وهناك

مباراة السعودية وقطر أعطت إشارة على عمق الأزمة الخليجية

في 2019/01/21

صحيفة "نيويورك تايمز"- ترجمة منال حميد -

أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" أن المسؤولين السعوديين سعوا لتحشيد أكبر عدد ممكن من الجماهير خلال مباراة منتخب بلادهم مع قطر في كأس أمم آسيا المقامة بالإمارات، من خلال توزيع تذاكر مجانية، وتخصيص حافلات لنقل المشجعين.

وقالت الصحيفة الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الأحد: إن "محاولات السعوديين فشلت؛ حيث لم يحضر سوى 16000 مشجع، كما ذهب عدد من العمانيين، ومواطنتان صينية وكورية، إلى تشجيع منتخب قطر خلال المباراة التي جمعت المنتخبين الخميس الماضي".

وبيَّنت الصحيفة أن الإمارات منعت الجماهير القطرية من مساندة فريقها في البطولة، مؤكدة أنه منذ الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر، بات من الصعب، بل من المستحيل، على القطريين زيارتها، مع القوانين التي سنَّتها أبوظبي والتي تمنع التعاطف مع الدوحة بأي شكل من الأشكال.

وأوضحت أن مباراة السعودية وقطر الأخيرة كانت إشارة أخرى إلى عمق الأزمة التي تعيشها دول الخليج العربية، حيث كانت المدرجات المخصصة للجماهير القطرية فارغة بعد أن استحال وصول أي مشجع قطري، في وقت كانت مباراة من هذا النوع يمكن أن تشهد حضور نحو 2000 مشجع قطري على الأقل، بحسب مسؤول في الاتحاد القطري.

مدربا الفريقين حاولا التقليل من السحابة السياسية التي أحاطت بالمباراة، كما تقول الصحيفة، حيث تجاهلا أي أسئلة خارجة عن نطاق عملهم، وركزا على التحديات التي تنتظرهما فوق المستطيل الأخضر.

يقول خوان أنطونيو بيززي، مدرب السعودية الأرجنتيني الجنسية: إنه "لا علاقة لي بما يجري خارج الملعب، لذا لن أردَّ على أي سؤال بخصوص الخلاف السعودي-القطري".

في حين اعترف فيليكس سانشيز، مدرب قطر الإسباني الجنسية، بأن لحظة عزف النشيد الوطني القطري وما رافقه من تشويش من قِبل الجمهور، كانت لحظة صعبة بالنسبة للاعبيه.

أحد معلقي شبكة "بي إن سبورت"، المملوكة لقطر والتي تملك حق البث الحصري لتلك المباريات، ذكر أن الحصار المفروض على قطر منع وصول المشجعين القطريين، وهو ما أثار غضب الرياض وأبوظبي، حيث أصدرت الأخيرة بياناً أكدت فيه أنها لن تمنع أحداً من الدخول ومساندة فريقه.

وعن الطالبة الصينية يانكو (23 عاماً)، التي شجعت قطر، قالت الصحيفة إنها جاءت لتشجيع الفريق القطري، لأنه لعب في مدينتها وتعرفت عليه هناك، إضافة إلى تشجيع منتخب بلادها، الصين.

على الطرف الآخر من الملعب، تقول الصحيفة إن ماري لي، عاملة الاتصالات الكورية، كانت تعاني؛ فهي الوحيدة التي جاءت لتشجع منتخب قطر، حيث ارتدت فستاناً على شكل العَلم القطري، على الرغم من أن القانون الإماراتي يمنع أي نوع من أنواع التعاطف مع قطر.

وبيَّنت الصحيفة أن "لي" حصلت على موافقة رسمية من السلطات الإماراتية للدخول بهذه الملابس في مباريات منتخب قطر فقط.

تأييد المنتخب القطري جاء من المشجعين العمانيين، الذين وصلوا إلى الإمارات لتشجيع منتخب بلادهم، الذي تمكن من الفوز على تركمانستان بنتيجة 3-1 والانتقال للدور الثاني.

يقول عبد الله مقبلي، عماني الجنسية: إن "شعب الخليج واحد، ونحن نشجع القطريين لأنهم بلا مشجعين"

مدرب منتخب قطر أشاد بالجمهور العماني، وقال: "نحن نقدّر وجودهم، من المهم أن نحصل على بعض الأشخاص لمساندة الفريق".

وعلى الرغم من التحشيد السعودي والتضييق الإماراتي على جمهور المنتخب القطري، فإن الفريق تمكن من تحقيق الفوز بهدفين دون مقابل، ليتأهل أولاً على المجموعة، وليلاقي المنتخب العراقي يوم الثلاثاء المقبل، في حين ستواجه السعودية المنتخب الياباني القوي، حسب الصحيفة.