من هنا وهناك » من هنا وهناك

“مندسون” أردنيون لا يعرفون شيئا عن صدام حسين يهتفون له نكاية بمنتخب الكويت والجميع “يعتذر”

في 2019/10/11

متابعات-

وهو في قبره، دفع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين نخبة من كبار المسؤولين الأردنيين لتقديم سلسلة اعتذارات من دولة الكويت “الشقيقة”، بعد هتاف مشجعين أردنيين أثناء مباراة مع منتخب الكويت “بالروح.. بالدم.. نفديك يا صدام”.

الواقع أن هؤلاء لم يتقدموا لفداء صدام لا بالروح ولا بالدم، وبعضهم كما أكد لـ”القدس العربي” أحد كبار أعضاء اتحاد كرة القدم الأردني، “لا يعرفونه ولم يسمعوا به أو ولدوا قبل وقت قصير من وفاته”.

السؤال يصبح لماذا تتحول مباراة كرة قدم أردنية مع دولة خليجية هي “الأولى” في مجال دعم الاستثمار في الأردن الذي يعاني من أزمة مالية خانقة إلى حوار سياسي واجتماعي عاصف في البلدين؟

صدرت على تويتر في نسخته الكويتية مئات التعليقات التي تطالب بوقف مساعدة الاقتصاد الأردني وسحب الأموال الكويتية والتخلي عن شعب الأردن لأنه يهتف لصدام حسين.

كل ذلك حصل لأن مشجعين محدودين لمنتخب النشامى وخلال مباراة كروية قرروا المناكفة عن جهل، وهتفوا للرئيس العراقي الراحل على أساس أن مجرد ذكره يمكن أن يؤدي لتوتر الفريق الكويتي، وهو ما لم يحصل عمليا لأن الهتاف لصدام لم ينته بتسجيل أي هدف أردني في مرمى الكويت رغم أن المباراة تقام وسط جمهور النشامى وفي قلب العاصمة عمان وانتهت بالتعادل السلبي.

طبعا لا مجال لاستعراض حملة الاستنكار الواسعة جدا في منصات التواصل الأردنية لذلك الهتاف المسيس البعيد عن الروح الرياضية.

اتحاد كرة القدم الأردني وبأمر مباشر من رئيسه الأمير علي بن الحسين بدأ بتقليب أشرطة الفيديو للبحث عن “المندسين” الذين هتفوا لصدام حسين نكاية بالفريق الضيف تمهيدا لإجراءات ضدهم وتحويلهم للقضاء.

استنكر الاتحاد بلهجة حادة الفئات التي تسببت بالإحراج من مشجعي منتخب النشامى ضد “الأزرق”.

واستعمل رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز وصف “ثلة مندسين” من أبناء بلاده، مطالبا الاتحاد بإجراءات رادعة ضد كل من تسول له نفسه باسم الرياضة الإساءة لعلاقات أخوية مع دولة شقيقة مثل الكويت.

ضمنيا اعتذر الفايز عن تلك الإساءة الجارحة التي تسبب بها نفر من مواطنيه، وتبرأ باسم مجلس الأعيان والأردنيين من تلك “الفعلة” ومن الهتاف وأصحابه.

وتفاعلا مع منصات الكويت التي اشتعلت ضد النشامى ونشرت صورا لجمهور الكويت وهو ينظف مقاعده في المدرجات بعد المباراة، نشر وزير الخارجية أيمن الصفدي تغريدة تحدث فيها عن استنكاره لما حصل خلال اتصال هاتفي مع نظيره الكويتي.

وفي الأثناء كان آلاف الأردنيين يشعلون مواقع التواصل نفيا واستنكارا لأولادهم الذين أساءوا للذات ولأصول الضيافة الأردنية ولأخلاق الأردنيين أكثر من أي مساس بالفريق الضيف.