من هنا وهناك » من هنا وهناك

لماذا تتشوق هذه المدينة السعودية للمصالحة مع قطر؟

في 2019/12/11

متابعات-

تترقب مدينة سعودية حل الأزمة الخليجية لتعود الحياة إليها مجدداً بعدما شهدت ركوداً كبيراً في الاقتصاد عقب الحصار المفروض على قطر منذ يونيو 2017.

وتسبب الحصار المفروض على الدوحة في توقف العمل في فنادق وقطاع العقارات ومزارع التمور في مدينة الأحساء السعودية، الحدودية مع قطر، بعدما كانت تشهد تكدساً كبيراً للقطريين وزياراتهم المتكررة إليها.

وكشفت وكالة "فرانس برس" أن كثيراً من الفنادق لم يستكمل بناؤها، لكن مؤشرات الانفراج في الأزمة الدبلوماسية بدأت تحيي آمالاً بانتعاش اقتصادي لدى السكان.

حيث شاركت قطر، يوم الثلاثاء (10 ديسمبر الحالي)، في قمة خليجية بالعاصمة السعودية، وشهد وفدها استقبالاً حافلاً من الملك، وسط تأكيدات من الرياض والدوحة بوجود مفاوضات بين الجانبين.

ونقلت عن الباحث في جامعة أوكسفورد، سامويل رماني، قوله إن مقاطعة قطر "كان لها أثر سلبي على البلدات قرب الحدود، وجعلت الاستثمارات صعبة، في وقت يعاني فيه الاقتصاد السعودي من عجز كبير".

أسواق فارغة وتوقف الاستثمارات

وذكرت الوكالة أن المراكز التجارية والأسواق التجارية أصبحت شبه فارغة، في وقتٍ يشكو بائعو العباءات التقليدية التي تعرف باسم "بشت" من تراجع المبيعات، كما أن فنادق في المدينة التي يقيم فيها نحو مليون شخص لم ينته العمل فيها، بعدما كانت قيد الإنشاء بتمويل قطري وأصبحت مهجورة الآن إثر توقف العمل فيها بشكل مفاجئ عام 2017.

وأشار إلى أن هذه الفنادق، بحسب ما يعتقد البعض، كانت مخصّصة لاستضافة سياح إضافيين لحضور كأس العالم 2022 في قطر.

كما نقلت الوكالة الفرنسية عن مدير أحد الفنادق العاملة في الأحساء قوله، إنّ موقف السيارات التابع للفندق فارغ الآن، في حين كان يمتلئ في السابق بسيارات تحمل رخصة تسجيل قطرية.

وتحدّث المدير عن تراجع نسبة الإشغال في الفندق بعد مقاطعة قطر، وعن الصعوبات التي واجهها حتى في دفع فاتورة الكهرباء.

وقال رجل أعمال في المدينة، طلب عدم الكشف عن اسمه: "الخلاف هو بين الحكومات وليس بين الشعوب، نحن لسنا دولاً مختلفة، نحن عائلة واحدة كبيرة".

وما زالت هناك بارقة أمل تتمثل في عدم قيام غالبية المستثمرين القطريين بتصفية استثماراتهم في المدينة، ما يعني إمكانية عودة العمل إلى ما كان عليه في السابق.

وكنتيجة مباشرة للأزمة اضطرت الدوحة إلى البحث عن بدائل لواردات الغذاء، بعد أن أوقفت الدول المنخرطة في الصراع صادراتها الغذائية لها، في حين كانت قبل الأزمة تعتمد بشكل كبير على واردات منتجات الألبان من السعودية، وقامت بعدها باستيراد أبقار.

وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قلّل من أهمية تأثير الخلاف بعد أن قطعت بلاده والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع الدوحة في منتصف عام 2017 على بلاده، إلا أن الأمر يختلف في الأحساء القريبة من الحدود القطرية.