لويز تايلور- الغارديان-
قالت لويز تايلور محررة الشؤون الرياضية في شمال- شرق بريطانيا، إن الحرب التي تخوضها السعودية بالوكالة ضد قطر وضعت الدوري الإنكليزي الممتاز (بريميير ليغ) أمام معضلة دبلوماسية في موضوع عرض السعودية شراء واحد من نوادي الدوري الممتاز وهو نادي نيوكاسل يونايتد.
وتقول إن حلم مشجعي النادي بالعودة إلى دوري الأبطال في حالة باع مالك النادي الحالي مايك أشلي نيوكاسل إلى مجموعة من الشركات تقودها الهيئة العامة للاستثمار السعودية، يتقاطع الآن مع الحساسية السياسية التي نجمت عن تمويل السعودية لعملية الاستحواذ وأدت إلى توقف الملف حتى الآن.
وتقول إن نظرة سريعة إلى عناوين الأخبار فمن السهل الافتراض أن العلم السعودي كان سيرفرف على ملعب سانت جيمس بارك. وفي الوقت الذي تسمّر فيه مشجعو النادي أمام تكهنات حول وقوف فيليب كوتينيو وهاري كين وغاريث بيل وكاليدو كوليباي أمام يافطة “بيع” التي علقت على جدار النادي، إلا أن النكتة توقفت حول خروج رجل الأعمال أشلي الذي قاد النادي لمدة 13 سنة بائسة، والاحتفاء باستحواذ السعودية التي عرضت 300 مليون جنيه استرليني.
فقد مضى شهران على تعليق يافطة “بيع” ورغم تبادل العقد، وتلقي أشلي 17 مليون جنيه مودعة في البنك وغير قابلة للرد، فلا يزال رجل الأعمال يملك مفاتيح سانت جيمس بارك.
وحل محل النقاش الحماسي حول ملاك النادي الجدد وهم مجموعة فيها هيئة الاستثمارات العامة السعودية، والميلياردين روبن والممولة أماندا ستيفلي، الترقب والقلق. وبعد ثمانية أسابيع من قيام الدوري الممتاز بفحص الملاك والمدراء، لم يوقع مدراء “بريميير ليغ” بعد على العقد، ولا يزال ستيف بروس مدير نادي نيوكاسل الذي أصبح بيدقا كما يظهر في حرب السعودية بالوكالة ضد قطر.
ففي عام 2017 قامت السعودية مع الإمار ات العربية والبحرين ومصر، بقطع كل العلاقات مع قطر؛ بسبب مزاعم حول دعم الجماعات المتطرفة والتدخل في الشؤون الداخلية لجاراتها. ووصلت تداعيات هذه الحرب والشجار إلى غالو غيت (المنطقة المحيطة بسانت جيمس بارك) وبات الجورديز (لقب يطلق على أي شخص من منطقة تاينسايد في شمال- شرق إنكلترا) يخشون من أن حلمهم بالعودة إلى دوري أبطال أوروبا هو مجرد وهم قاتل.
ومع أن مصادر مقربة من النادي تقول إن الصفقة ليست إلا مجرد “بصم” وستتم في الأسبوع المقبل أو بعده، إلا أن الجيوسياسية حلت محل هدف جولينتون اللاعب البرازيلي الذي لعب مع النادي.
وتقول الكاتبة إن فحص المدراء والملاك لم يصمم لزمن تتسابق فيه القوى الدولية على شراء النوادي الإنكليزية لتحسين صورتها، وعليه فسجل السعودية في مجال حقوق الإنسان وجريمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي تظل خارج صلاحيات الدوري الممتاز.
ولكن القرصنة على المباريات تظل أمرا مختلفا. وكما كشفت الصحيفة أول مرة في تقرير شون إنجل، فقد تلقى الدوري الممتاز نسخة متقدمة من تقرير منظمة التجارة العالمية والتي ربطت بشكل مباشر بين الحكومة السعودية وقناة القرصنة “بي أوت كيو” والتي قامت ببث مباريات الدوري الممتاز التي اشترت حقوقها مجموعة “بي إن” القطرية.
وتقول مصادر مقربة من الجهة التي ستشتري النادي، أن موضوع القرصنة لم يكن محل “محاذير خطيرة” خلال الاستفسارات الشاملة التي قام بها محامو الدوري الممتاز. ويقولون إن هناك فصلا بين هيئة الاستثمار العامة والحكومة، وإن بدا الأمر كخلاف لغوي.
وأكثر من هذا، يقولون إن أي شخص سعودي يقوم الدوري الممتاز بفحصه لا يمكنه منع عمليات سرقة المباريات. ولكن النقاد يواجهون هذا الكلام بالقول إن المسؤول العام عن هيئة الاستثمار العامة هو ولي العهد محمد بن سلمان.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن “بي إن” القطرية تحتفظ بحق بث المباريات لمدة 3 سنوات بعد عقد مع المؤسسة البريطانية بـ500 مليون جنيه استرليني فالموضوع يظل حساسا. ولأن تحقيق منظمة التجارة العالمية بدأ عام 2018، فهذا طريق توقعه الجميع، وحضّر فريق المجموعة التي ستشتري النادي فريقهم القانوني، فيما اتهمت ستيفلي قطر بمحاولة عرقلة الصفقة.
ووسط كل هذا، سيجد مدير الدوري الإنكليزي ريتشارد ماسترز نفسه وسط أزمة لا يمكنه الفرار منها، ففي أي اتجاه سيواجه تداعيات سلبية، فلو رفض العرض وما يحمله من أخبار للمشجعين فقد تقوم هيئة الاستثمار العامة بالاعتراض قانونيا. وفي حالة أمضى العقد فإنه كمن عض اليد التي تطعمه “بي إن” القطرية.
وهناك موقف الحكومة التي قال وزير ثقافتها أوليفر داودين، إنها لن تتدخل في قرار الدوري، مؤكدا على “العلاقات الجيدة مع السعودية”، فماسترز العالق بين مشجعي النادي واعتراضات نقاد السعودية بحاجة لأن يجد راحة في مسبحة عربية يخفف بها التوتر الذي يتعرض له.