متابعات-

تواصل دولة قطر تحركاتها المستمرة لتأمين بطولة كأس العالم 2022 في قطر، مع بدء العد التنازلي لانطلاقها، وسط حالة من الانتظار والشغف تسود عشاق الساحرة المستديرة.

وعلمت الدوحة على طمأنة الجميع بأن التميز لن يكون فقط في تجهيز الملاعب والملاحق الرياضية، بل بمعدلات الأمان المرتفعة لتأمين البطولة والجماهير.

كما استفادت قطر من استضافتها لفعاليات رياضية أخرى في قياس مدى الاستجابة والقدرة على التعامل مع أي تحدٍّ، كما نفذت فعاليات عسكرية وأمنية، ووقعت اتفاقيات ومذكرات تفاهم، في إطار التجهيز للبطولة الكبرى في العالم، والتي تقام لأول مرة في منطقة الخليج والشرق الأوسط.

"قبة سماوية"

في إطار الاستعدادات الأمنية المكثفة لمونديال قطر، الذي يبدأ في 21 نوفمبر القادم، ويستمر حتى 18 ديسمبر، أعلنت شركة "فورتيم تكنولوجيز" الأمريكية الرائدة في أمن المجال الجوي والدفاع مشاركتها في توفير الحماية والأمن لمونديال قطر 2022، من خلال العمل على منع أي تهديدات للطائرات المسيرة "بدون طيار" خلال المونديال.

وقالت الشركة في بيان على موقعها الرسمي، 23 يوليو 2022، إنها ستوفر حلولاً مضادة للطائرات دون طيار بالتعاون مع لجنة عمليات أمن وسلامة كأس العالم.

وأوضحت الشركة في البيان أنه "إضافة إلى توفير مستوى أمان متطور وغير مسبوق خلال فعاليات كأس العالم 2022، ستواصل أنظمة الاتصالات الذكية في الشركة توفير أنظمة مضادة للطائرات بدون طيار، بأماكن تنظيم الأحداث والأماكن المهمة الأخرى في جميع أنحاء المنطقة".

وأكدت الشركة أن نظام "القبة السماوية" حل شامل مضاد للطائرات بدون طيار وحاز جوائز، حيث يكتشف ويهزم ويحمي من الطائرات بدون طيار المارقة.

وأضافت: "يصنف نظام القبة السماوية التهديدات ويحيّدها من خلال طائرة بدون طيار تدعى (درون هانتر)، وفي قلب النظام رادار مدمج مدعوم بالذكاء الاصطناعي ومصمم للأداء في البيئات الحضرية والأماكن العامة المزدحمة مثل الساحات الرياضية والمطارات".

مؤتمرات ومحاكات أمنية

ولم يكن لجوؤها للمنظومة الجوية إلا استكمالاً لخطوات سابقة كان من بينها القيام بسلسلة من المؤتمرات التمارين والمحاكاة الأمنية، وآخرها في مايو الماضي، حيث عقدت "مؤتمر الميل الأخير الأمني لبطولة كأس العالم"، الذي يتناول الجاهزية الأمنية لدولة قطر بمشاركة أكثر من 40 وفداً من الدول المتأهلة والمنظمات الدولية والإقليمية.

وفي شهر أكتوبر الماضي، أقامت قطر تمريناً أمنياً وعسكرياً بغرض محاكاة عملية تأمين استضافة البطولة، حيث شارك في هذا التأمين الذي أطلق عليه "تمرين وطن" نحو 28 جهة ومؤسسة ووزارة مدنية وعسكرية.

وشاركت 13 دولة من بينها سلطنة عُمان وتركيا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والبرتغال والولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا، وكان هذا التمرين هو الأضخم بهدف قياس سرعة الاستجابة للأحداث الطارئة والتعاون المشترك بين الجهات العسكرية والمدنية المعنية بتنظيم كأس العالم.

وقال قائد التمرين المقدم ركن مبارك شريدة الكعبي حينها: إن "التمرين هو محاكاة لأعمال مشتركة بين الجهات العسكرية والأمنية بهدف تفعيل آلية التعاون بين تلك الجهات المشاركة، وقياس مدى الجاهزية، وضمان الوصول إلى تحقيق النجاح الأمني المطلوب".

وفي يونيو الماضي، أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" استعداده لتقديم الدعم لدولة قطر في الجوانب الأمنية المتعلقة بتنظيم بطولة كأس العالم في قطر.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا" عن بيان للحلف أن هذا الدعم "سيأتي في إطار التعاون المتبادل مع دولة قطر".

اتفاقيات أمنية وعسكرية

في 18 يوليو الجاري، أعلن جيش كوريا الجنوبية أنه سيرسل 5 من ضباط الشرطة العسكرية ذوي الخبرة في مكافحة الإرهاب وحفظ النظام العام إلى دولة قطر، نهاية الشهر الجاري؛ للمشاركة في تدريب مشترك لتأمين مونديال 2022.

وبحسب ما ذكرت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية الرسمية، فمن المقرر أن تشارك القوات الكورية الجنوبية في الأنشطة التمهيدية لتأمين المونديال، وستنقل خبراتها في مجال إنفاذ القانون إلى نظيرتها القطرية، ومن ضمن ذلك عمليات الحراسة والمهارات القتالية القريبة، وتقنية التوقيف والحفاظ على النظام العام.

وفي يونيو الماضي، عقدت دولة قطر وتركيا في العاصمة الدوحة مباحثات أمنية ضمن الاستعدادات لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، المقرر انطلاقها شتاء هذا العام.

وفي منتصف مايو الماضي، عقد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، واللواء عبد العزيز الأنصاري، رئيس لجنة عمليات أمن وسلامة بطولة كأس العالم، اجتماعاً عبر اتصال مرئي لبحث تأمين البطولة.

ووقعت وزارتا الداخلية التركية والقطرية سابقاً اتفاقية لتنظيم الفعاليات الكبرى، والتي تتضمن مشاركة تركيا بالتنظيم الأمني لكأس العالم.

وبحسب تصريحات لصويلو، في ديسمبر الماضي، تعتزم تركيا إرسال 3250 شرطياً؛ للمساهمة في دعم سلامة وأمن بطولة كأس العالم، من خلال قوات خاصة وخبراء الكشف عن القنابل.

كما اتفقت قطر وبريطانيا، في مايو الماضي، على توفير غطاء جوي أمني فوق بطولة كأس العالم، وأن سلاح الجو الملكي وسلاح البحرية الملكية البريطانية سيشاركان في التأمين، بحسب وكالة الأنباء القطرية.

وكشفت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، في يونيو الماضي، عن أن المغرب سيرسل الآلاف من رجال الأمن إلى قطر، من أجل المساهمة في التغطية الأمنية للمونديال.

ووفقاً للمجلة فإن عملية الاستعداد لتنظيم نهائيات كأس العالم بلغت مرحلتها الأخيرة، ما دفع قطر لتوقيع العديد من الشراكات من أجل توفير الأمن لقرابة المليون ونصف المليون مشجع سيحلون بالبلد في فترة المونديال.