متابعات-
شهدت مناطق واسعة من دولة الإمارات، مساء الأربعاء، عاصفة مطرية غزيرة أعقبتها سيول وارتفاع في مستوى المياه تسببت بغلق الطرق ومحاصرة السكان، وسط استنفار حكومي لإيواء المتضررين، وتوفير الخدمات والمساعدة للمحتاجين.
وبحسب المركز الوطني للأرصاد في الإمارات، فإن السيول والأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد، يوم الأربعاء، جاءت بسبب تكوّن السحب الركامية الممطرة على بعض المناطق الشرقية، وامتدت على بعض المناطق الداخلية تصاحبها رياح نشطة السرعة وقوية أحياناً وتصل سرعتها إلى 45 كم/س.
وبينت أن البحر ما يزال مضطرباً، وأن الموج يصل إلى ارتفاع 7 أقدام في عمق الخليج العربي، وذلك منذ يوم الثلاثاء الماضي، وسيستمر كذلك حتى الخميس.
وبينت أن الرياح الجنوبية الشرقية لا تزال نشطة، وأن سرعتها قوية أحياناً وتصل إلى 60 كم/س.
وشهدت مناطق واسعة من البلد الخليجي، لا سيما إمارات الفجيرة، ورأس الخيمة، والشارقة، بشكل رئيس، هطولات مطرية غزيرة تسببت بتجمعات للمياه غمرت السيارات والمحال التجارية وعدداً من المنازل.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور التُقطت في أماكن متفرقة من الإمارات مياه الأمطار متجمعة في أماكن عديدة، بينما يسير بعض الأشخاص بصعوبة مع توقف السيارات التي غمرتها المياه.
ولم ترد تقارير عن خسائر بشرية، فيما يواصل المركز الوطني للأرصاد متابعة التقلبات الجوية، وأماكن هطول الأمطار، مع إصدار التحذيرات للسكان.
بدوره وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء، وزارة تنمية المجتمع بنقل كافة الأسر المتضررة من الأمطار والسيول في المناطق الشرقية في الدولة إلى مواقع إيواء مؤقتة، وذلك بالتعاون مع الجهات المحلية.
كما شمل التوجيه الرسمي حجز الفنادق القريبة لإيواء الأسر المتضررة، وللأسر التي تعيش في مناطق قد تشكل خطورة على ساكنيها خلال فترة الأمطار الشديدة.
ووجه مجلس الوزراء جميع الجهات الاتحادية العاملة في المناطق المتضررة من الأمطار والسيول القوية، خاصة في إمارات الشارقة، ورأس الخيمة، والفجيرة، بأن يكون دوام موظفيها غير الضروريين عن بعد يومي الخميس والجمعة.
واستثنى القرار الجهات الاتحادية المعنية بالدفاع المدني، والجهات الشرطية والأمنية التي تتعامل مع الكوارث والأزمات والحالات الطارئة، إضافة للجهات المعنية بالدعم المجتمعي التي تتعامل مع البلاغات الخاصة بأضرار المزارع والممتلكات الخاصة بالمواطنين.
كما وجه مجلس الوزراء بتشكيل لجنة عاجلة برئاسة وزير الطاقة والبنية التحتية والجهات المعنية الاتحادية للعمل على حصر أضرار السيول والأمطار التي شهدتها مناطق الدولة المختلفة بالتنسيق مع الجهات المحلية في مختلف إمارات الدولة.
ووجه المجلس أيضاً اللجنة برفع تقرير مفصل حول الأضرار، والبدء الفوري باتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية الممتلكات والأرواح بالتنسيق مع الجهات الأمنية والشرطية والبلديات في كافة إمارات الدولة.
وناشدت اللجنة التي شُكلت السكانَ، خاصة في المناطق الجبلية، اتخاذ الحيطة والحذر، والابتعاد عن مجاري الأودية والسيول، والإبلاغ الفوري عن أي حوادث عبر أرقام الطوارئ، وغرف العمليات في الجهات الشرطية، وأجهزة الدفاع المدني التي تعمل على مدار الساعة للاستجابة لأي طارئ.
بدورها قالت وزارة الداخلية والقيادة العامة للشرطة إنها تعمل مع الفرق المختصة وأجهزة الدفاع المدنية بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث للاستجابة مع الحالة الجوية في البلاد، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
ودعت السكان إلى عدم مغادرة المنازل، خاصة في المناطق التي تشهد أمطاراً شديدة، إلا للضرورة.
من جهتها أعلنت قيادة العمليات المشتركة بوزارة الدفاع تنفيذها عملية "الأيدي الوفية" لدعم السلطات المدنية في الفجيرة.
وتركزت العملية على إنقاذ العالقين في المناطق المغمورة بالمياه والمحاصرين داخل بيوتهم، حيث تم إجلاؤهم لمناطق الإيواء دون خسائر.
وتشهد الإمارات، وباقي دول الخليج العربي، عادة، هطولات مطرية، لكن غزارة الأمطار الحالية كانت لافتة خلال فصل الصيف.
ومن غير المعروف حالياً إن كانت موجة الأمطار الحالية ترتبط بالتغيّر المناخي العالمي الذي تسبب بتقلبات مناخية في العديد من مناطق العالم، بما في ذلك دول أوروبية تشهد حالياً موجات حر غير مسبوقة.