من هنا وهناك » من هنا وهناك

خبير فرنسي: هكذا ربح القطريون والسعوديون رهانهم الرياضي

في 2022/10/22

متابعات- 

في مقابلة مع مجلة “جون أفريك” الفرنسية، اعتبر الخبير في الجيوسياسة- الرياضية، جان بابتيست جيغان، أن السعودية وإيران ظلتا تمثلان القوة الرياضية الحقيقية في منطقة الخليج على مدى سنوات، لكن المعادلة تغيرت مع الدخول القوي لقطر على الخط، لتفوز بتنظيم كأس العالم  2022، كما اشترت نادي باريس سان جيرمان، وقبل ذلك، فازت قطر بلقب كأس الأمم الآسيوية لعام 2019 على حساب الإمارات، الحليف التاريخي للرياض.

ويضيف جيغان، أن السعوديين يريدون من خلال مشروع رؤية 2030، أن يكونوا حاضرين في الجانب الرياضي من خلال سعيهم لاستضافة كأس آسيا 2027 وكأس العالم 2030. وقد حصلوا بعد الألعاب الصيفية الآسيوية 2034 على تنظيم ألعاب 2029، إلى جانب بناء مدينة مستقبلية (نيوم).

وأوضح الخبير الفرنسي أن البحرين، التي تعثّر نظامها بشكل خطير خلال الربيع العربي، تعتمد بشكل كبير على السعودية، استثمرت في نادي باريس لكرة القدم، وهو أحد الأندية الفرنسية في دوري الدرجة الثانية، وتستضيف سباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1، لكن لا يمكنها فعل أي شيء دون موافقة السعودية.

أما سلطنة عُمان، فقد اختارت بدلاً من ذلك مسار السياحة الراقية. أما بالنسبة للكويتيين، فإنهم يفكرون أولاً في التعافي الكامل من غزو العراق لهم عام 1991، ولا يتطلعون حقا إلى تطوير استراتيجية رياضية.

في الواقع -يتابع جيغان- أصبحت السعودية وقطر والإمارات أكثر وضوحا من حيث الأهداف؛ وإن كانت الحالة الإماراتية مختلفة، حيث يريد الإماراتيون التحفظ على عكس السعوديين والقطريين. ومع ذلك، تبقى الإمارات نشطة: هناك سباق الجائزة الكبرى في أبو ظبي، واشترت مجموعة “سيتي فوتبول غروب” نادي مانشستر سيتي. لكنها تركز  بشكل أساسي على السياحة الفاخرة في دبي على وجه الخصوص، والأعمال التجارية.

ورأى بابتيست جيغان أن السعودية بعد شرائها لنادي نيوكاسل الإنكليزي، يمكنها ضخ الكثير من المال فيه. والمحتمل أن نتوقع استحواذ الصندوق السعودي على أندية أخرى قريبا.

وقال الخبير الفرنسي إنه وفقا لبعض التوقعات، فإنه سيكون هناك نفط أقل بكثير في غضون 50 عاما، وبالتالي سيكون العثور على ودائع أخرى صعبا ومكلفا للغاية.

وعليه، اعتبر جيغان أنه من خلال المراهنة على الرياضة، تقوم هذه الدول الخليجية بخيارات متعددة: فهي تحسن صورتها، وتجهز نفسها بهياكل عالية الجودة تسمح لها باستضافة المسابقات -نظمت قطر كأس الأمم العربية في عام 2021، وستستضيف كأس الأمم الآسيوية في عام 2023 بعد أن تخلت الصين عن تنظيمها- فهي تجتذب المستثمرين الأجانب والسياح منذ أن قررت السعودية قبل عامين الانفتاح على الزوار الأجانب وعرض تراثها. ومن الناحية السياسية، فإن الدولة التي تكافح لاستضافة المسابقات الكبرى ستجني الفوائد. وستتحسن صورتها، وهذا أمر جيد دائما للأعمال.

واعتبر جان بابتيست جيغان أنه حتى لو تكن بعض الاستثمارات مربحة فإن يتوقع أن تواصل قطر السعودية استراتيجية الاستثمار في الرياضة، لأن البلدين حتى لو خسرا المال، فقد فازا بالفعل: تمكنت قطر من تنظيم كأس العالم، إنه شيء غير عادي بالنسبة لهذا البلد الصغير. ومن ناحية الرؤية، ربح السعوديون والقطريون رهانهم.