صحيفة “التايمز” البريطانية-
نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا لكبير مراسليها الرياضيين مات لاوتون قال فيه إن الشرق الأوسط تنطبق عليه كل شروط الفيفا لتنظيم مباريات كأس العالم، وعليه توقع تقدم السعودية بالدخول في منافسة على التنظيم. وجاء فيه أنه وبعد ساعة من فوز السعودية على الأرجنتين في بطولة قطر 2022، كانت نسبة النشاط على تويتر العالمي بشأن كأس العالم من الحسابات السعودية عالية.
وفي الوقت الذي أعلن الملك سلمان عن عطلة رسمية في اليوم التالي للفوز 2-1 يقول المحللون إن المقياس الحقيقي للفوز وما عناه بالنسبة للسعوديين هو حالة الجنون التي ظهرت على تويتر. وبالنسبة للفيفا فعقد مباريات كأس العالم في قطر كان مهما، لأنه سيزيد من عزيمة السعوديين لجلب المباريات مرة أخرى إلى الشرق الأوسط وفي أسرع وقت ممكن. فبعد انتقال البطولة إلى شمال أمريكا والمكسيك في 2026، يجب أن تعود إلى أوروبا بعد أربعة أعوام. لكن السعوديين يريدون التقدم بحل لهذه المشكلة، من خلال مونديال مشترك مع اليونان ومصر، وستكون أول بطولة تعقد في ثلاث قارات، ولكنها تستوفي كل شروط الدوري الأوروبي. ولكن هل ستقبل الفيفا هذا السيناريو؟ وسنرى إن كانت ستقبله، إلا أن السعوديين متأكدون من حظوظهم بعد نجاح ترتيب أول بطولة في العالم العربي، إلى جانب الفوز ضد ليونيل ميسي وفريقه.
وكان جلب كأس العالم إلى قطر مربحا للفيفا حيث زاد الموارد المالية في الدورة الأخيرة من أربعة أعوام إلى 7.5 مليار دولار. لكن المعيار الذي ستقاس فيه هذه المباريات من قبل المنظمة الدولية يذهب أبعد من المال، حيث ستقوم فيفا وبالتأكيد بالإشارة إلى التنظيم القطري لهذه المباريات الاستثنائية والمركزية كسبب آخر يدعو إلى الاحتفال. وهناك بالطبع المنافسات نفسها على التنظيم، فمنح الحق لقطر قبل 12 عاما أدى لانتقاد حول نقلها من الصيف إلى الشتاء وقلق حول حقوق الإنسان. إلا أن الفيفا ستشعر بأنها كانت محقة في قرارها من خلال وصول المغرب إلى مرحلة نصف النهائي، والنتائج غير المتوقعة، وستنظر إليها على أنها تحقيق لصحة رؤيتها لنقل المناسبة إلى مناطق جديدة وزيادة عدد المشاركين من 32 فريقا إلى 48 فريقا عام 2026.
وبحسب مصدر قريب من السعوديين، فلن يمر وقت طويل قبل أن تعلن المملكة عن رغبتها بتنظيم مباريات كأس العالم كجزء من مشروع “جودة الحياة” لعام 2030. وبحثت السعودية عن الأحداث الرياضية الكبرى، ولا ننسى أن شراءها لنادي نيوكاسل يونايتد الإنكليزي، تم استقباله بنقد مفهوم وأنه عبارة عن تبييض رياضي، وكذا نقد يتعلق بحقوق الإنسان كما هو الحال مع قطر. ويحب السعوديون القول إن معظم سكان البلد هم تحت سن الـ 35 عاما، أي بنسبة 70%، وغير نشطين بنسبة عالية من السمنة، وإن البحث عن مناسبات رياضية هو عن زيادة المشاركات في الرياضة وجزء من التحول الثقافي الأوسع. وخصصت السعودية ملياري دولار للرياضة بحلول 2024 منها 670 مليون دولار لدعم النوادي الرياضية الخاصة، وقد زاد هذا المشاركة بنسبة 37% في المجالات الرياضية خلال السنوات الماضية.
وبدون مشاكل بشأن المال، يقول السعوديون إن التحرك نحو الرياضة الدولية هو جزء من هذه العملية، وزعموا أنهم استضافوا جولات ملاكمة مهمة أدت لظهور ملاعب لتدريب الملاكمة (ارتفع عددها من 7 إلى 49 ملعبا). ويقولون إن محاولاتهم السيطرة على مباريات الغولف، منها مباريات ليف، جزء من العملية وقادت لظهور ملاعب غولف جديدة. ونفس الأمر يحدث في لعبة التنس، وحتى في رياضات مثل غيمرز 8 وهي أكبر مناسبة لرياضة الألعاب وبجوائز تصل إلى 15 مليون دولار.
إلا أن كرة القدم هي الأهم حيث يصل عدد الذين يمارسونها تحت سن الثلاثين، 2.6 مليون شخص، إلى جانب دوري للبطولة النسوية أعلن عنه العام الماضي. ويقولون إن نسبة 80% من السكان إما يلعبون، يتابعون أو يشجعون الفرق المحلية، وأصبحت أديداس الداعم للفريق الوطني بدلا من نايك. ومثل قطر فستقوم السعودية ببناء ملاعب جديدة ويخططون لبناء أربعة ملاعب للبطولة الآسيوية عام 2027 لو حصلوا على حقوق تنظيمها. وتم الانتهاء من واحد وهو ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية وهو مقر نادي الاتحاد وهو فريق الدوري الممتاز السعودي الذي يدربه المدرب السابق لتوتنهام هوتسبيرز وولفرهامتون ووندررز، نيونو إسبيريتو. وتفاخر السعوديون أن فريقهم في كأس العالم هو من اللاعبين المحليين ولكن المشجعين سيشعرون بالبهجة لوصول كريستيانو رونالدو.