يوسف حمود - الخليج أونلاين-
عام يوشك على المغادرة وقد طوى معه تفاصيل كثيرة، كان أبرزها رحيل العديد من الشخصيات الخليجية المؤثرة في مختلف المجالات، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الفنية أو الرياضية وغيرها، إما بسبب المرض وكبر العمر، أو بحوادث مختلفة.
ولعل ما يجعل من رحيل هذه الشخصيات ذا أهمية أن معظمهم تركوا بصمات جلية في مختلف مجالات السياسة والاقتصاد والمعرفة، فضلاً عن فنانين برزوا من خلال أعمال درامية تحدثت عن معاناة الناس وهمومهم، وكذلك أدوار كوميدية أدخلت البهجة في قلوب الكثيرين، أو من خلال أعمال أدبية أو فنية وغيرها.
وفي هذا التقرير يرصد "الخليج أونلاين" أبرز من ودعوا الحياة من الشخصيات البارزة على مستوى دول الخليج، أو من كان أثرهم أو اسمهم له صدى على مستوى بلدانهم أو المنطقة.
رئيس الإمارات وشخصيات بارزة
سياسياً، كان الحدث الأبرز على مستوى الخليج بشكل عام والإمارات بشكل خاص، رحيل رئيسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي تولى مقاليد الحكم في نوفمبر من العام 2004 خلفاً لوالده.
وفي الكويت، وتحديداً في نوفمبر الماضي، كانت الخسارة كبيرة برحيل رئيس مجلس الأمة الكويتي الأسبق محمد يوسف العدساني، عن 97 عاماً، بعد مسيرة سياسية ودبلوماسية حافلة، وتوليه رئاسة المجلس بين أعوام 1981 و1985، وترأسه قبل ذلك المجلس البلدي.
وقبلها، وتحديداً منتصف نوفمبر، توفي وزير الإعلام الكويتي السابق محمد السنعوسي، عن 84 عاماً، بعد صراع مع المرض، بعد مسيرة مهنية حافلة؛ لكونه أحد أبرز الإعلاميين الكويتيين، وأحد مؤسسي التلفزيون الرسمي.
وفي مارس، أعلنت وفاة السياسي والنائب السابق في مجلس الأمة أحمد الخطيب، عن عمر يناهز الـ95 عاماً، حيث كان أحد رموز العمل السياسي في دولة الكويت، وأحد مؤسسي الدستور الكويتي.
اقتصاديون يغادرون الحياة
مع بداية الشهر الأخير من العام 2022، وتحديداً في يوم 7، ودعت الكويت الاقتصادي الكويتي الكبير حمد الصقر، بعد مسيرة عملية طويلة، حيث شغل الراحل العديد من المناصب، كان أبرزها توليه عضوية مجلس إدارة بنك الكويت الوطني.
وفي أغسطس، أعلنت وفاة الأديب ورجل الأعمال السعودي عبد المقصود خوجة، حيث شغل العديد من المناصب الحكومية، قبل أن يتجه إلى الأعمال الحرة.
كما غيّب الموت، في أكتوبر، الخبير الاقتصادي الكويتي فخري شهاب، عن عمر ناهز 101 عام، وهو من يُنسب إليه تحويل نظام النقد القديم في الدولة الخليجية من الروبية الهندية إلى نظام النقد الحالي (الدينار الكويتي).
فن وثقافة
كان الجانب الثقافي والفني والأدبي أكثر من تعرض لصدمات برحيل كثير من الشخصيات، حيث أعلنت في الـ22 من أكتوبر، وفاة الفنان السعودي خالد سامي، عن عمر ناهز 60 عاماً بعد صراع مع المرض، حيث يعتبر موته خسارة للفن السعودي، لكونه ممثلاً ومؤلفاً ومخرجاً، وشارك في العديد من المسلسلات والبرامج التلفزيونية، من أبرزها مسلسل "طاش ما طاش".
وفي منتصف أكتوبر، توفي الشاعر السعودي عبد الله أبو راس، الذي اشتهر اسمه كأحد أبرز الشعراء بالمملكة، وكتابته العديد من الأوبريتات الغنائية، أبرزها أوبريت "كوكب الأرض"، ما مثل خسارة فنية كبيرة للمملكة.
وأواخر أغسطس، أعلنت في السعودية وفاة الإعلامي المخضرم غالب كامل، عن عمر ناهز 81 عاماً، بعد معاناة طويلة مع المرض، حيث يُعتبر من أقدم مذيعي القناة السعودية الأولى مع عدد من المؤسسين للإذاعة والتلفزيون السعودي، ومن أهم من عمل فيه.
وكان منتصف يوليو موعداً لرحيل الفنان الكويتي أسد محمود، 82 عاماً؛ بعد صراع مع مرض السرطان، حيث شارك في عدد من الأعمال التلفزيونية، كما يعتبر من جيل الرواد، وقد مارس الإخراج والإنتاج إلى جانب عمله ممثلاً.
أما البحرين فقد خسرت أيضاً، في 12 يوليو، الفنانة الشعبية هبة عبد الله عن عمر ناهز 79 عاماً، بعد معاناة مع المرض، حيث كانت من أهم أعمدة الفن والطرب الشعبي في المملكة، وتنتمي إلى عائلة فنية عريقة.
كما خسرت السعودية الرحالة والداعية والأديب السعودي محمد بن ناصر العبودي، مطلع يوليو، بعد عطاء ثقافي مهم قدمه على مدى 70 عاماً، حيث عرف كرحالة وداعية وأديب؛ إذ زار أكثر من 100 دولة، وألّف نحو 220 كتاباً بين الرحلات والتاريخ، وأطلق عليه لقب "ابن بطوطة السعودية"؛ لكثرة تنقلاته ولما يملكه من كتب ألفها.
وتوفي في مايو الماضي، الشيخ هلال بن سالم بن محمد الرواحي، الخطاط الخاص لسلطان عُمان الراحل قابوس بن سعيد، حيث لُقِّب بـ "شيخ الخطاطين"، فقد كان كاتب الأوسمة والخطابات والرسائل والطغرائية السلطانية للسلطان قابوس.
وواصل المرض حصد الشخصيات؛ بعدما توفي الفنان السعودي الشهير جعفر الغريب، مطلع مايو، عن عمر ناهز 67 عاماً بعد مسيرة حافلة خاضها في التمثيل، على مدار 34 عاماً.
ومنتصف مارس، أعلنت وسائل إعلام سعودية وفاة عناد المطيري، أحد أبرز الشعراء في المملكة والخليج، وذلك على أثر مرض عضال.
ومنتصف فبراير، أعلنت في الكويت وفاة الفنان جاسم عباس عن عمر ناهز 53 عاماً، إثر تدهور مفاجئ في صحته، حيث كان من أبرز الممثلين الذين اشتهروا بتقديم الأعمال الموجهة للطفل.
وفي منتصف يناير، توفي الفنان والمخرج السعودي علي الهويريني، عن عمر ناهز 76 عاماً، بعد صراع مع المرض، حيث يعتبر ممثلاً ومخرجاً ومفكراً وشاعراً، وأول سعودي يحصل على شهادة في الإخراج السينمائي من هوليوود
وفي يوليو، فقدت دولة قطر الراوي الشعبي والتاريخي علي بن خميس الحسن المهندي، بعد حياة حافلة في نقل الموروث الشعبي القطري.
وفقدت الساحة الثقافية في سلطنة عُمان، في فبراير، الشاعر العُماني هلال بن محمد العامري، 70 عاماً، الذي سبق أن كان مديراً عاماً لتلفزيون سلطنة عمان في 1985.
وحمل شهر مارس حزناً للعُمانيين برحيل الفنانة شمعة محمد 64 عاماً، إثر سكتة قلبية في السعودية، حيث كانت تصور فيها عملاً درامياً لصالح محطة "إم بي سي".
كما خسرت عُمان، في سبتمبر، الفنان العماني مدين مسلم باجري، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
رياضيون إلى القبر
وكان شهر نوفمبر على موعدٍ مع إعلان رحيل لاعب المنتخب العُماني السابق ونادي الطليعة يوسف شعبان، بعد معاناته مع مرض السرطان، حيث يعتبر شعبان من لاعبي "الجيل الذهبي" لمنتخب عُمان، بعدما أسهم في الوصول إلى نهائي كأس الخليج ثلاث مرات متتالية، والتتويج ببطولة "خليجي 19" عام 2009.
وأواخر يوليو، توفي الإعلامي الكويتي الشاب عبد الله عاجل العنزي، الذي كان أحد أبرز الإعلاميين الرياضيين في البلاد، حيث كان يعمل مقدم برامج ومحلل مباريات رياضياً في الكويت.
وفقدت قطر نجمها الكروي الأسبق اللاعب عادل الملا، عن عمر ناهز الـ51 عاماً، إثر أزمة قلبية مفاجئة، حيث يعد أحد لاعبي "العنابي" الذين حققوا كأس الخليج بنسختها الـ11 "خليجي 11".
وفي يوليو، غيب الموت رائد الكشافة القطرية والرمز العرباوي المعروف عبد الله محمود عبد الله المحمود، حيث كان من أبرز رواد الكشافة القطرية.
دعاة وشخصيات مختلفة
حزنت قطر والشعب القطري وخلفه الشعوب العربية والإسلامية كثيراً، على رحيل العلامة يوسف القرضاوي؛ لكونه عاش فيها سنوات طويلة وحمل جنسيتها، وتوفي ودفن على أرضها، وحضر أمير قطر وقيادات قطرية إلى منزل أسرته للتعزية برحيله الذي حدث في أواخر سبتمبر الماضي عن عمر ناهز 96 عاماً.
ومطلع العام 2022، توفي رئيس مجلس القضاء الأعلى السابق وعضو هيئة كبار العلماء السعودية الشيخ صالح بن محمد اللحيدان عن عمر ناهز 90 عاماً.
كما ودعت سلطنة عُمان، منتصف أبريل، أحد أبرز فقهائها الشيخ د. صالح بن أحمد الصوافي، حيث يعتبر أول فقيه عُماني يحصل على الدكتوراه، وأول من قدم برنامجاً للفتاوى على التلفزيون العماني.
وتوفي في الكويت عالم الفلك والرياضيات الشهير صالح العجيري، عن عمر ناهز 102 عام، في فبراير الماضي، حيث يعتبر صاحب "تقويم العجيري" المعروف، الذي يتميز بدقة حساباته، وقد اعتمدت دولة الكويت هذا التقويم رسمياً في جميع معاملاتها الرسمية.
وشهدت السعودية، في فبراير، وفاة راعية الإبل السعودية الشهيرة شومة العنزي، بعد أزمة صحية حادة، حيث ذاع صيتها، وقد تعدت الـ90 عاماً؛ بسبب كبر عمرها ومعايشتها الإبل والجمال منذ أن كانت شابة وحتى رحيلها.
وفي سبتمبر، توفي أقدم حرفي في سلطنة عُمان اشتهر بصناعته لـ"دلال القهوة"، عن عمر ناهز 90 عاماً، حيث ترحم ناشطون عُمانيون في مواقع التواصل الاجتماعي على الراحل خلفان بن راشد الصباحي، الذي عمل في مهنته لنحو 80 عاماً، قبل أن يغادر الحياة.
وفي فبراير، توفيت أبرز رائدات العمل الخيري والنسوي في السلطنة رحيمة بن حبيب المسافر، وكانت تتولى قبل وفاتها رئاسة مجلس إدارة "جمعية الرحمة لرعاية الأمومة والطفولة في سلطنة عُمان".