المنامة – الخليج أونلاين-
شهدت البحرين عديداً من الأحداث المهمة خلال عام 2022، داخلياً وعلى صعيد العلاقات الخارجية، خاصة في ما يتعلق بالتطبيع مع "إسرائيل".
كما جرت انتخابات نيابية وبلدية في المملكة هي الأولى منذ إبرام اتفاقيات التطبيع عام 2020، في وقت بدأ الاقتصاد البحريني يسير على سكة التعافي البطيء.
وفي هذه السطور نستعرض أبرز المحطات التي عاشتها المملكة، خلال العام الذي شارف طي صفحاته.
تعميق التطبيع
سار قطار التطبيع هذا العام بين "إسرائيل" والبحرين بشكل متسارع، ففي فبراير 2022 زار المنامة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، ووقع معها اتفاقية دفاعية، وجرى تعيين ضابط بحري للتمركز فيها.
كما شهدت المنامة حينها أيضاً، أول تمرين عسكري بقيادة الولايات المتحدة بمشاركة 60 دولة ومنظمة مشتركة من بينها "إسرائيل"، إلى جانب عدد من الدول التي لا تقيم علاقات دبلوماسية معها.
وفي الـ14 من الشهر نفسه، زار المنامة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، وعقد سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين البحرينيين، من بينهم ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، في أول زيارة رسمية لرئيس حكومة إسرائيلي للدولة الخليجية.
وفي مارس الماضي أيضاً، أقر وكيل وزارة الخارجية البحرينية، الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة، بأن رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنيع، موجود في بلاده ضمن إطار "التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين".
وقال بن أحمد خلال مؤتمر ميونيخ للأمن: إن "هناك تعاوناً استخباراتياً بين إسرائيل والبحرين، الموساد في البحرين وهو موجود بالمنطقة، وإذا كان هذا التعاون الأمني يوفر مزيداً من الأمن والاستقرار، فيجب أن يحدث".
وأردف قائلاً: "التعاون الأمني والاستخباراتي مع إسرائيل جزء من شراكتنا، وسوف يستمر ذلك".
وفي ديسمبر 2022، زار البحرين رئيس دولة الاحتلال إسحاق هرتسوغ، والتقى الملك حمد بن عيسى، وأهداه تميمة يهودية، وبحث معه تعزيز العلاقات بين الجانبين.
وقالت القناة السابعة العبرية إن هرتسوغ شكر العاهل البحريني على ترحيبه به في المنامة، وأهداه "مزوزاة فضية"، وهي تميمة يهودية تقليدية يعلقها اليهود على أبواب بيوتهم ويلمسونها أو يقبلونها قبل الدخول.
وأوضحت القناة أن ملك البحرين رحب بهرتسوغ، وقال إن الزيارة ستعزز العلاقات بين الجانبين، وترسخ السلام والتنمية المستدامة في المنطقة والعالم.
من جانبها، أفادت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا)، بأن ملك البلاد والرئيس الإسرائيلي أكدا، خلال اللقاء، ضرورة مواصلة جهود حماية أمن المنطقة في ظل التحديات الحالية.
ونقلت عن الملك حمد، قوله: "نحن على ثقة بأن هذه الزيارة لها دور مهم في توطيد العلاقات، ودعم تطلعاتنا المشتركة على صعيد ترسيخ السلام والتنمية".
وشدد على "الموقف البحريني الثابت والداعم لتحقيق السلام العادل والشامل والمستدام الذي يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".
ووفق الوكالة ذاتها، قال الرئيس الإسرائيلي خلال اللقاء: إن "هذه لحظة عظيمة، وإنني أفتخر بكوني هنا في البحرين".
انتخابات نيابية وبلدية
من الأحداث التي يجب التوقف عندها، الانتخابات النيابية والبلدية، التي جرت في نوفمبر 2022؛ حيث انتخب البحرينيون 40 عضواً لمجلس النواب، و30 عضواً للمجالس البلدية.
وتنافس في الانتخابات النيابية 334مرشحاً، من بينهم 74 سيدة، فيما تنافس في الانتخابات البلدية 173 مرشحاً، من بينهم 20 سيدة.
وتعد هذه أول انتخابات تجرى بعد تولي ولي العهد البحريني، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، رئاسة الوزراء قبل عامين، حيث جرت جميع الانتخابات السابقة في أثناء ترؤس الحكومة من قبل الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، الذي وافته المنية في نوفمبر 2020.
كما حققت المرأة البحرينية إنجازاً تاريخياً بفوزها بـ8 مقاعد برلمانية خلال انتخابات 2022، فيما يعد أكبر عدد من المقاعد تحصل عليه في تاريخ المملكة.
وأظهرت نتائج الانتخابات تغييراً كبيراً في تركيبة البرلمان بلغ نسبة 82% بوصول 33 نائباً جديداً، حيث واصل المستقلون السيطرة بوصول 36 نائباً مستقلاً يشكلون 90% من أعضائه، في مقابل وصول 4 أعضاء للجمعيات السياسية فقط.
البابا وشيخ الأزهر
ومن ضمن اللحظات التاريخية التي شهدتها البحرين خلال 2022، كانت زيارة شيخ الأزهر أحمد الطيب وبابا الفاتيكان للمنامة؛ للمشاركة في ملتقى حوار الأديان الذي أقيم في 4 نوفمبر 2022.
ووجّه شيخ الأزهر خلال الملتقى، دعوة تاريخية للمسلمين الشيعة إلى عقد حوار، فيما طالب بابا الفاتيكان فرنسيس بوقف الحرب الروسية الأوكرانية المندلعة منذ فبراير الماضي.
وتوجه "الطيب" بـ"نداء إلى علماء الدين الإسلامي في العالم كله بالمسارعة بعقد حوار (إسلامي إسلامي) جاد؛ من أجل إقرار الوحدة والتقارب ونبذ أسباب الفُرقة والفتنة والنزاع الطائفي".
بدوره، أطلق البابا فرنسيس في كلمته "نداءً من أجل وضع حد للحرب الدائرة في أوكرانيا وبدء مفاوضات جادة بين الأطراف"، ودعا إلى أهمية أن يكون الخلق "أنبياء العيش معاً، وصناع الوَحدة، وبناة السلام".
تعافي الاقتصاد
وخلال 2022، ظهرت أولى بوادر التعافي للاقتصاد البحريني بعد سنوات من المعاناة نتيجة تراجع الداخل ووباء كورونا.
ففي سبتمبر 2022، أعلن ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، أن الناتج المحلي الإجمالي للبحرين نما 6.9% على أساس سنوي في الربع الثاني من 2022، وهي أكبر زيادة سنوية منذ 2011.
كما نما اقتصاد البحرين بمقدار 5.5% على أساس سنوي خلال الربع الأول من العام الحالي، في حين سجل القطاع غير النفطي نمواً بلغ 7.8%.