من هنا وهناك » من هنا وهناك

رونالدو والسعودية.. هل يمكن الاستفادة بتأثير الدون في ملف استضافة مونديال 2030؟

في 2023/01/07

موقع "جول" -

سلط "كريستيانو رونالدو" الأضواء على كرة القدم السعودية، بإعلان انتقاله نادي النصر واللعب في دوري "روشن" بالمملكة، ليبقى السؤال الأهم: هل يستطيع "رونالدو" الاحتفاظ بعلامة "CR7" بما يكفي لمساعدة السعودية في تأمين تنظيم كأس العالم 2030؟.

يقول تقرير لموقع "جول" إن "تأثير رونالدو حولنا جمعيا في العالمين الحقيقي والافتراضي، فهو يهيمن على وسائل التواصل الاجتماعي ويمكنه حتى التأثير على سوق الأوراق المالية، إنه يحدث تأثيرًا فوريًا، ولكنه يمكن أن يحقق فوائد طويلة الأجل أيضًا".

تأثير رونالدو

ويعتبر قدوم "رونالدو" إلى السعودية والتقديم الأسطوري بملعب "مرسول بارك" بحضور أكثر من 30 ألف مشجع بمثابة ضرب عصفورين بحجر واحد: فقد جعل الدوري السعودي أكثر جاذبية للاعبي المستوى العالي، وهو الدوري الذي يعد الأفضل عربيا من حيث قيمة اللاعبين، كما ساهم في الترويج للمملكة كوجهة سياحية وهو طموح ولي العهد "محمد بن سلمان" ضمن رؤية 2030 الاقتصادية.

وعلى الرغم من جميع مشاكل "رونالدو" الأخيرة، فإنه لا يزال قويا للغاية، لدرجة أنه لفت انتباه وسائل الإعلام العالمية للحظات إلى ملعب "مرسول بارك"، حيث تم تقديمه رسميا لاعبا في نادي النصر، بعيدًا عن موكب جنازة "بيليه" في البرازيل.

وفي هذه المناسبة، لم يكن هناك مقعد شاغر في "مرسول بارك"، حيث أراد الجميع رؤية "رونالدو" يتحدث للمرة الأولى منذ انتقاله المثير إلى الشرق الأوسط.

وعكس باقي دول الخليج، يتمتع الدوري السعودي بحضور جماهيري كبير مع أندية عريقة مثل الهلال زعيم آسيا، والنصر والشباب وأهلي واتحاد جدة وحضور "الدون" لا يمكن إلا أن يزيد من إشعاع الدوري السعودي.

وأعلن "النصر" رسميا الجمعة، التعاقد مع "رونالدو" لمدة موسمين ونصف، مقابل 200 مليون يورو في السنة الواحدة.

وبرر "رونالدو" راتبه المذهل بالقول إن "العقد الفريد يفيد لاعبًا فريدًا"، وأصر على أنه تلقى عدة عروض من الأندية الكبرى في جميع أنحاء العالم لكنه رفضها جميعًا لصالح النصر.

ووصل "رونالدو" إلى السعودية، وهو يحمل في جعبته مجموعة كبيرة من الألقاب بعد فترة رائعة قضاها مع العملاق الإسباني ريال مدريد ما بين عامي 2009 و2018، حيث فاز بلقبين لدوري الدرجة الأولى، ومثلهما في كأس ملك إسبانيا، و4 ألقاب لدوري أبطال أوروبا، و3 ألقاب لكأس العالم للأندية.

ومضى "رونالدو" قدما ليسجل رقما قياسيا مع ريال مدريد وهو إحراز 451 هدفا، وجمع أكثر من 800 هدف إجمالا على صعيد منافسات الأندية ومنتخب البرتغال.

أكبر من الكرة

ووفق تقرير "جول"، فإنه بعد 6 أشهر فقط من وصول "رونالدو" إلى تورين الإيطالية، حيث لعب في نادي يوفيتوس، وقع "البيانكونيري" صفقة رعاية جديدة ومحسنة مدتها 7 سنوات مع شركة "أديداس" الرياضية، بقيمة 357 مليون يورو، وهي ضعف قيمة الاتفاقية السابقة.

بعد ذلك، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، مدد النادي شراكته مع "JEEP" مقابل 42 مليون يورو، بزيادة قدرها 25 مليون يورو عن الاتفاقية السابقة.

ومع ذلك، كما يقول "ماركو بيليناتسو" مؤلف كتاب "نهاية كرة القدم الإيطالية" في ذلك الوقت: "تأثير رونالدو حقيقي.. إنه موجود ليراه الجميع.. لكن مشكلة يوفنتوس في هذا الوقت المبكر المرحلة هي أنه يمكنك أيضًا رؤية زيادة في التكاليف، وليس فقط في الإيرادات".

ويضيف: "رونالدو رفع مكانة النادي خارج الملعب".

ومع ذلك، فشلت المشاريع المالية والرياضية للنادي، ولعبت الجائحة بلا شك دورًا كبيرًا، حيث فقد يوفنتوس الملايين من إيرادات يوم المباراة.

في النهاية، خفف انتقال "رونالدو" عام 2021 إلى مانشستر يونايتد بعض الضغوط المالية على "يوفنتوس"، ولكن ليس كلها بأي حال من الأحوال، فقد كان خروجه أفضل لكلا الطرفين.

وتعتبر تجربة يوفنتوس الفاشلة لـ"رونالدو" ذات صلة بالسعودية، لأنه على الرغم من وجود بعض الاختلافات المهمة، لكن هناك أوجه تشابه واضحة من حيث الأهداف، حيث كانت كلتا الصفقتين أكثر من مجرد نجاح رياضي.

واعترف رئيس يوفنتوس السابق "أندريا أنييلي"، أنه تم أخذ الاعتبارات التجارية في الاعتبار عند توقيع "رونالدو".

ووفق تقرير "جول"، فمن الواضح أن النصر لا يحتاج إلى المهاجم البرتغالي لأسباب فنية فقط، لكنهم حريصون على الاستفادة من العلامة التجارية "CR7".

واعترف "مسلي المعمر"، رئيس نادي النصر، أن "الاتفاق مع رونالدو لا يقتصر فقط على كرة القدم"، وقال إن الصفقة "مفيدة تجاريا لنا من حيث الربحية".

وأضاف أن مجرد وجود "رونالدو" سيساعد على "تحقيق المزيد من النجاح للنادي والرياضة السعودية والأجيال المقبلة".

ومن المؤكد أن "رونالدو" يجب أن يرفع من مكانة دوري المحترفين في المملكة، وأن يثبت أنه مصدر إلهام للأطفال في جميع أنحاء الشرق الأوسط وما وراءه.

ومع ذلك ، يبقى مقدار ما يمكنه المساهمة به فعليًا "غير معروف"، وفق التقرير.

فإن كان النصر بلا شك الأكثر تأثيراً في المملكة، و"رونالدو" هو الأكثر تفاعلا حول العالم بين اللاعبين، ولفت الانتباه بالفعل إلى كرة القدم السعودية،يبقى الاحتفاظ بهذه المكانة سيكون أكثر صعوبة.

يقول "رونالدو" إنه يريد تحطيم المزيد من الأرقام القياسية في الدوري السعودي، بعد أن حطم الكثير في أوروبا، لكن "جول" يعلق على حديثه بالقول: "من غير المرجح أن تحمل مآثره في التهديف نفس الوزن، ما يعني أنها لن تولد نفس المستوى من الإثارة عبر الإنترنت".

ويضيف: "من المرجح أن تجذب أيامه الأولى اهتمامًا من خارج المملكة، لكن المرء يتساءل إلى متى ستستمر؟".

عين على كأس العالم

ويتابع التقرير: "من الواضح أنه سيحصل على أجر جيد يبعث على السخرية، لكن هذا نوع من المقامرة من جانبه، خاصة أن تأثير رونالدو معرض لخطر التلاشي".

يستطرد التقرير: "رونالدو رجل عظيم على الإطلاق، وعملاق تجاري، لكنه ليس صانع معجزات، ففي حالة الدوري الإيطالي، لم يستطع بمفرده إحياء الدوري الذي أسيء إدارته بشكل كبير لعقود".

ويخشى تقرير "جول"، أن يكون مستوى اللعب في الدوري السعودي أقل من مستوى الدوري الإيطالي".

ويخلص التقرير إلى أنه "لن يُقاس نجاح هذه الخطوة بالأهداف أو الجوائز، ولكنها تتوقف على ما إذا كانت السعودية ستفوز بحق استضافة كأس العالم 2030، وهو ما تدور حوله هذه الصفقة حقًا، حيث كان رونالدو يلقي نظرة إيجابية على كرة القدم السعودية قبل التصويت في مؤتمر فيفا في غضون عامين".

وكانت تقارير قد أشارت إلى أن مصر والسعودية تستعدان لعمل ملف قوي من أجل تقديمه للاتحاد الدولي لكرة القدم، من أجل استضافة المحفل العالمي في الشرق الأوسط مرة أخرى عام 2030، خاصة بعد النجاح المُبهر الذي حققته دولة قطر في نسخة 2022، والتي توجت الأرجنتين بها في النهاية.