صحيفة "فايننشال تايمز"-
كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" تفاصيل جديدة عن تحرك قطري مرتقب للاستثمار في الدوري الإنجليزي الممتاز "البريميرليج"، قائلة إن هذا الخيار بات مفضلا في الدوحة التي تسعى للحفاظ على زخم اندفاعها بالمجال الرياضي بعد انتهاء بطولة كأس العالم 2022 التي استضافتها بنجاح كبير.
وقالت الصحيفة، فيتقرير ترجمه "الخليج الجديد"، إن شركة قطر للاستثمارات الرياضية "QSI"، الكيان المدعوم من الدولة، والذي اشترى نادي باريس سان جيرمان الفرنسي في عام 2011، تجري محادثات مبدئية مؤخرًا مع توتنهام هوتسبير، وفقًا لما ذكره شخص مطلع على الأمر، على الرغم من أن العاملين في النادي الذي يتخذ من لندن مقراً له ينفون أنه ناقشوا بيع حصة من الأسهم.
ونظرا لأن "QSI" توازن بين خياراتها في كرة القدم الإنجليزية، فمن المحتمل أن يؤثر عاملان على أي قرار وهما الموقع والمنافسة، وسيكون عامل الموقع هو المفتاح.
فرق لندن هي المفضلة
ويشير التقرير إلى أن العاصمة البريطانية لندن قد تكون بالفعل وجهة مفضلة للاستثمار القطري – حيث تمتلك الدولة الخليجية متجرًا فاخرًا متعدد الأقسام "هارودز"، وناطحة سحاب "شارد"، وحصة 20% في مطار هيثرو - لذا فإن الشراء في فريق مقره بالمدينة سيكون "منطقيًا"، كما يقول "بول مايكل براناجان"، كبير المحاضرين في إدارة الرياضة والسياسة في جامعة مانشستر متروبوليتان.
ومع استحواذ أبوظبي بالفعل على مانشستر سيتي، واختيار السعودية الاستثمار في نيوكاسل يونايتد الذي يقع في شمال شرق إنجلترا، تظل عاصمة المملكة المتحدة سوقًا لكرة القدم تجتذب أموال الشرق الأوسط.
المعيار الثاني هو المنافسة، ووفقا للمحللين فمن المحتمل أن تبحث قطر عن فريق لا يتنافس حاليًا على قمة الجدول، كما كان الحال عندما اجتذب كل من مانشستر سيتي ونيوكاسل وباريس سان جيرمان الأموال من الخليج.
وعلى هذا النحو، فإن الاستثمار في مانشستر يونايتد أو ليفربول - وكلاهما يبحث حاليًا عن مستثمرين جدد أو مشترين كاملين - يبدو غير محتمل.
ويقول "براناجان": "أنت لا تريد شراء فريق ناجح لأنك حينها ستكون مجبرا على الاستمرار في تحسين الأداء دون تدرج"، مردفا: "المستثمر ينظر إلى الفرق التي لم تعتد على الفوز بالألقاب، فحينها ليس لديك أي شيء تخسره إذا اشتريت ناديًا ولم يفز بأي شيء".
محاولات سابقة
وتتحدث "فايننشال تايمز" عن محاولات سابقة من شركة قطر للاستثمارات الرياضية للاستثمار في الدوري الإنجليزي، ففي 2019 أجرت محادثات مع فريق ليدز يونايتد، لكنها لم تنجح.
لكن الشركة اتخذت خطوة فعلية قبل أسابيع من نهائيات كأس العالم، حيث استحوذت على حصة 22% في "SC Braga"، الفريق الثاني حاليًا في دوري الدرجة الأولى البرتغالي، مقابل حوالي 19 مليون يورو.
وتبحث "QSI" حاليا عن خيارات في بلجيكا وإسبانيا والبرازيل.
واعتبرت الصحيفة أن انتقال القطريين إلى الدوري الإنجليزي الممتاز من شأنه أن يمثل زيادة في طموحات الدوحة الرياضية وينعشها، لكن من شبه المؤكد أنهم سيلتزمون باستثمار أقلية لتجنب التعارض مع ملكية باريس سان جيرمان، فالاتحاد الأوروبي لكرة القدم، يمنع الأندية التي يسيطر عليها نفس الكيان من التنافس ضد بعضها البعض في المسابقات الأوروبية.
لماذا الدوري الإنجليزي؟
وتنقل الصحيفة عن محللين قولهم إن القرار القطري باستهداف الاستثمار في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو الدوري الأغنى والأكثر مشاهدة في كرة القدم، يعد منطقيًا على عدد من المستويات.
فمن الناحية المالية، يتقدم الدوري بسنوات ضوئية على المنافسين، حيث تتوقع شركة "Deloitte" أن تتجاوز الإيرادات هذا العام 6 مليارات جنيه إسترليني، مدعومة بصفقات تلفزيونية كبيرة جديدة في الولايات المتحدة والدول الاسكندنافية.
في غضون ذلك، من المتوقع أن يحقق الدوري الفرنسي دخلاً أقل من ملياري يورو.
بالإضافة إلى ذلك، يتمتع الخليج بعلاقات عميقة في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث استحوذ أحد أفراد العائلة المالكة في أبوظبي على مانشستر سيتي في عام 2008، قبل بناء شبكة من الأندية في جميع أنحاء العالم، وواصل الفريق الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز ست مرات منذ الاستحواذ، على الرغم من أن الفوز بدوري أبطال أوروبا لا يزال بعيد المنال حتى الآن.
وفي الوقت نفسه، قاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي كونسورتيوم اشترى نادي نيوكاسل يونايتد مقابل 300 مليون جنيه إسترليني في عام 2021، وبعد شراء صفقات بأكثر من 200 مليون جنيه إسترليني، أصبح الفريق الآن في المركز الثالث بالدوري.
ويقول "براناجان": "الرياضة هي شبكة رئيسية لبناء التأثير الاقتصادي، وكل هذه الدول تفعل الشيء نفسه، وإذا كنت في قطر، وترى أن أقرب جيرانك الإقليميين لديهم فرق في الدوري الإنجليزي الممتاز؛ فستجد أنت على الهامش".
وتتشجع قطر من تجربة استثمارها في باريس سان جيرمان، والتي كانت ناجحة على أرض الملعب، فقد فاز الفريق بثمانية ألقاب للدوري الفرنسي من أصل 10 منذ الاستحواذ، على الرغم من أنه، مثل مانشستر سيتي، لم يفز بعد بدوري أبطال أوروبا.