متابعات-
يشعر مسؤولو الاتحادات والأندية الأوروبية بالرعب من زحف فرق الدوري السعودي للمحترفين على نجوم الكرة العالمية خلال الفترة الأخيرة.
وباتت فرق دوري المحترفين السعودي، المدعومة مالياً من قبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي، تتعاقد مع لاعبين من الفئة الأولى عالمياً خلال الفترة الأخيرة، بحجم الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو هداف ريال مدريد الإسباني التاريخي الذي انضم للنصر في يناير/كانون الثاني الماضي، والفرنسي كريم بنزيما مهاجم الريال أيضا الذي تحول إلى الاتحاد مؤخرا.
كما يقترب ثنائي تشيلسي الإنجليزي، السنغالي كاليدو كوليبالي والمغربي حكيم زياش، من الانتقال إلى الهلال والنصر على الترتيب، وكذلك البرتغالي روبين نيفيز لاعب ولفرهامبتون الإنجليزي الذي بات قريبا من الهلال، كما يسعى الأهلي للتوقيع مع الجزائري رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي وهدافه الأول في موسم 2021-2022.
مطالب بالتحقيق
من أجل ذلك، وخوفا من استقطاب نجوم عالميين بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة وحرمان الأندية الأوروبية الكبرى منهم، بدأت أندية إنجليزية في مطالبة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بالتحقيق في انتقال النجوم إلى الدوري السعودي بمبالغ باهظة تفوق قيمتهم الحقيقية.
وذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية، في تقرير لها، أن منافسي ناديي تشيلسي وولفرهامبتون طالبوا اليويفا بتحقيقات عادلة في عمليات الشراء السعودية الدرامية للاعبين بأموال كبيرة، كادت تصل لـ500 مليون جنيه إسترليني في صفقة الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي فضل الانتقال إلى إنتر ميامي الأمريكي على الهلال.
وتقول تلك الأندية إن مثل هذه الفرق الإنجليزية تستخدم الأموال السعودية للهروب من قوانين اللعب المالي النظيف، من خلال تحسين ميزانياتها عبر بيع اللاعبين بأسعار مبالغ فيها وتحقيق استفادة.
ويشير التقرير إلى أن تشيلسي الذي يقترب 6 من نجومه من اللعب لأندية سعودية، وتحديداً نجولو كانتي وكاليدو كوليبالي وحكيم زياش وروميلو لوكاكو وبيير إيميريك أوباميانغ والحارس إدوارد ميندي، لديه علاقات مالية مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي بات يمول أندية الهلال والأهلي والاتحاد والنصر.
وعلق نادٍ أوروبي رفض الكشف عن هويته للصحيفة البريطانية بالقول: "إن صندوق الاستثمارات السعودي لديه استثمارات في جميع أنحاء العالم، ومن ثم يجب إجباره على إثبات عدم وجود تضارب في المصالح لأنه ينفق مبالغ طائلة لا نهاية لها على لاعبين متقدمين في العمر".
وحذر المصدر من امتلاك الصندوق لأسهم في أندية إنجليزية مثل نيوكاسل يونايتد، بالإضافة لوجود استثمارات لتود بويلي مالك "البلوز" وشريكه جوناثان جولدشتين عبر شركتهما "Cain International" مع الصندوق بقيمة 900 مليون دولار أمريكي.
ويطالب اليويفا تشيلسي بالتخلص من كم كبير من اللاعبين لتعويض إنفاق 600 مليون جنيه إسترليني على الصفقات خلال آخر سوقين للانتقالات، ووصول حجم خسائر النادي عن الموسم الماضي إلى 121 مليون إسترليني.
من جانبه، أوضح كيران ماجواير، المحاضر في تمويل كرة القدم بجامعة ليفربول، لـ"تليجراف": "إذا بدت رسوم الانتقال غير عادية، فيمكن للدوري الإنجليزي الممتاز التحقيق في الأمر بصورة أكبر".
بينما نفى تشيلسي أن يكون لدى صندوق الاستثمارات العامة السعودي أي مصلحة مع النادي.
وكان ألكسندر تشيفيرين، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، علق على تلك القصة قبل يومين في ظل شعور الفرق الأوروبية بهجوم أندية الدوري السعودي على نجومها.
وقال تشيفيرين في تصريحات نقلتها وكالة "أسوشييتد بريس" الأمريكية: "أعتقد أن كرة القدم السعودية ترتكب خطأ كبير، لماذا؟ لأنهم يجب أن يستثمروا في الأكاديميات، ويجب أن يجلبوا مدربين ويطوروا لاعبيهم".
وواصل: "نظام شراء اللاعبين، وغالباً الذي ينهون مسيرتهم، ليس بالنظام الذي يطور كرة القدم، إنه شبيه بخطأ الصين، فقط قاموا بضم لاعبين في نهاية مسيرتهم الكروية".
وتساءل رئيس اليويفا: "أخبرني عن لاعب واحد في أوج عطائه وفي مقتبل عمره سيلعب في الدوري السعودي.. الأمر ليس فقط أموالا، اللاعبون يريدون التتويج بالبطولات، وأكبر البطولات موجودة في أوروبا، أما في نهاية مسيرتهم فإن الحصول على الأموال من أي مكان يكون هدف اللاعبين".