أندرياس ستين زيمونز- DW- عربية-
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم أن السعودية هي المرشحة الوحيدة لاستضافة مونديال 2034 وبالتالي من المتوقع أن تُمنح رسميا هذا الشرف حال تلبية جميع المعايير. ومنظمات حقوقية تنتقد الفيفا وتتهم السعودية بـ "الغسيل الرياضي".
هذا هو حلم كل من يريد أن يفوز بشرف استضافة المونديال العالمي: لا يوجد مرشح منافس آخر! انتهى أمس الثلاثاء (30 تشرين الأول/أكتوبر 2023) الموعد النهائي لاتحادات كرة القدم الوطنية في قارتي آسيا وأوقيانوسيا للتقدم بطلباتها للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للمنافسة على استضافة كأس العالم 2034.
المملكة العربية السعودية فقط هي التي فعلت ذلك حتى الآن بشكل رسمي. ولذلك فمن المحتمل أن تستضيف هذه الدولة الخليجية بعد 11 عاماً أحد أكبر الأحداث الرياضية في العالم.
إفساح الطريق أمام السعودية
يبدو الأمر برمته وكأنه لعبة تم إعدادها بإتقان. وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن بطولة كأس العالم 2030 ستقام في ثلاث قارات: إسبانيا والبرتغال والمغرب بالإضافة إلى الأوروغواي والأرجنتين وباراجواي. وبسبب مبدأ التناوب بين القارات، لم يعد لأوروبا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية الحق باستضافة البطولة في عام 2034.
الأمر نفسه ينطبق على أمريكا الشمالية والوسطى، التي تستضيف بطولة كأس العالم المقبلة في 2026 في كل من كندا والولايات المتحدة والمكسيك. ولذلك أعلن الفيفا أنه سيتم منح شرف تنظيم نهائيات 2034 فقط لآسيا وأستراليا وأوقيانوسيا، وأن أمامهم فقط حتى نهاية تشرين الأول/أكتوبر للتعبير عن اهتمامهم.
بعد ساعات قليلة من إعلان نتائج التصويت على منح مونديال 2030 لكل من إسبانيا والبرتغال والمغرب والأوروغواي والأرجنتين وباراجواي، دخلت المملكة العربية السعودية بشكل رسمي على الخط وأبدت رغبتها بتنظيم مونديال 2034.
كما أبدى الاتحاد الأسترالي لكرة القدم اهتمامه بفتور، ولكن يبدو أنه يبحث عن مضيفين مشاركين. وقوبلت الرغبة الأسترالية بتشجيع في البداية من إندونيسيا. ولكن بعد أسبوع واحد فقط، أعلن رئيس الاتحاد الإندونيسي للعبة أن البلاد تدعم منح شرف التنظيم للمملكة العربية السعودية؟
وكان رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، قد دعا أعضاءه في اجتماع خاص للاتحاد الآسيوي لكرة القدم إلى العمل كفريق واحد فيما يتعلق بكأس العالم 2034. وذكرت وسائل إعلام سعودية أن أكثر من 100 من أعضاء الفيفا البالغ عددهم 211 عضواً يدعمون العرض السعودي.
منظمات حقوقية: غسيل رياضي
تستثمر السعودية بشكل كبير في الرياضة لسنوات، بما في ذلك في سباقات الفورمولا 1 والغولف، ولكن بشكل خاص في كرة القدم. نجوم كرة القدم مثل كريستيانو رونالدو ونيمار وساديو ماني يلعبون اليوم في الدوري السعودي. ومن المقرر أن تقام بطولة كأس العالم للأندية المقبلة في ديسمبر/كانون الأول لأول مرة في المملكة العربية السعودية.
وتتهم منظمات حقوق الإنسان حكام السعودية بـ "الغسيل الرياضي"؛ أي استخدام بريق الأحداث الرياضية لصرف الانتباه عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في البلاد. وقالت مينكي ووردن، مديرة هيومن رايتس ووتش: "إن احتمال منح الفيفا للسعودية حق تنظيم كأس العالم 2034 على الرغم من سجل البلاد المروع في مجال حقوق الإنسان وإحجامها عن السماح بأي تحقيق فيها، يفضح التزام الفيفا فيما يخص حقوق الإنسان".
وناشدت منظمة العفو الدولية الفيفا ضرورة ربط منح تنظيم كأس العالم 2034 بالإصلاحات المطلوبة بشكل عاجل في المملكة العربية السعودية: "يجب على الفيفا أن يُبقي الباب مفتوحاً أمام إمكانية سحب حق التنظيم من الدولة المضيفة".