متابعات-
فتحت السعودية خزائنها وأبوابها لاستقدام النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو قبل نحو عام، وغيّرت بعض قوانينها ليتمكّن من الاستقرار داخل المملكة. «امتيازات» استثنائية أعطاها القيّمون لصاحب الكرات الذهبية الخمس كي يحمل لواء كرة القدم السعودية، لكنّ سلوك اللاعب البرتغالي أخيراً جعله مثالاً لا يُحتذى به. كان رونالدو، ولا يزال، جسراً لعبور العديد من لاعبي كرة القدم «العالميين» إلى السعودية. مع مجيئه في 30 ديسمبر/كانون الأول 2022، نزحَ عشرات النجوم إلى السعودية ورفعوا من أسهم دوريّها تباعاً.وبغضّ النظر عن الفوائد العديدة التي حصّلتها المملكة من استقدام رونالدو، إلا أن سلوك اللاعب نال أصداء سلبية كبيرة في المجتمع السعودي.
في أبريل/نيسان الماضي، قام رونالدو بحركة غير أخلاقية أثناء خروجه من الملعب بعد خسارة فريقه النصر أمام منافسه اللدود الهلال. وضجّ الوسط السعودي حينها بتلك الحركة المشينة، لكنّ رونالدو أفلت من العقاب خاصةً بعد تبرير ناديه بأن الحركة كانت إشارة إلى «إصابته في الفخذ».
وفي وقتٍ سابق من شهر فبراير/شباط، أثار اللاعب البرتغالي جدلاً واسعاً مرة أخرى، بعد هزيمة فريقه أمام الهلال في نهائي بطولة كأس موسم الرياض. أثناء دخوله إلى النفق المؤدي إلى غرف الملابس، تعرّض رونالدو لهتافات معادية من قبل جمهور نادي الهلال، في حين بادر أحد الحضور برمي البرتغالي بوشاح باللون الأبيض والأزرق. أمسك رونالدو بالوشاح، ووضعه في سرواله ثم رماه بعيداً.
تصرفات مشينة انسحبت إلى الأحد الماضي، هذه المرة ضد فريق الشباب. فبعد إطلاق الحكم صافرة النهاية على اللقاء الذي فاز به النصر بصعوبة (3-2)، توجّه رونالدو إلى مدرجات جماهير الشباب الذين هتفوا باسم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي طوال المباراة، ثم وضعَ يده على أذنه في إشارة إلى عدم تمكنه من سماعهم، قبل أن يقوم بحركة غير أخلاقية بيده اليمنى.
تصرفٌ أثارَ الغضب في الوسط السعودي، وسط دعوات لمعاقبة رونالدو بسرعة. في هذا الإطار، كشفت صحيفة «الرياضية» السعودية أن عقوبة قاسية تنتظر اللاعب البرتغالي. فبعد أن قامت إدارة الشباب بتقديم شكوى لدى لجنة الانضباط والأخلاق في الاتحاد السعودي للعبة، قد تتجه اللجنة لإيقاف «الدون» مباراتين على الأقل، إضافةً إلى تغريمه مبلغاً مالياً بسبب سلوكه غير الرياضي.
ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن مصادر مطّلعة قولها إن «لجنة الانضباط ستُخضع رونالدو لجلسة استماع»، مؤكدةً أن نادي الشباب طالبَ بتطبيق المادة 57 من لائحة الانضباط التي تنص على أن «أي شخص يقوم بالإساءة إلى الجمهور، بالفعل أو القول أو الإشارة، خلال أي مباراة، يتم إيقافه مباراتين، ويعاقب بغرامة مالية قدرها 20 ألف ريال (نحو 5300 دولار)».
عالمياً، تفاعلت عدة وسائل إعلام في إسبانيا، التي شهدت منافسة مشتعلة بين نجمَي ريال مدريد وبرشلونة على مدار سنوات طويلة، مع هذه الحادثة فكتبت «ريليفو»: «كان رد فعل كريستيانو رونالدو فاحشاً عندما صرخوا في وجهه (ميسي، ميسي)». أما صحيفة «موندو ديبورتيفو» فوصفت ما حصل بـ «الموقف المستهجن»، فيما كتبت ماركا: «رونالدو ينفجر ضد المشجعين الذين يهتفون: ميسي، ميسي».