محمد أمين - الخليج أونلاين-
اتخذت المملكة العربية السعودية خطوات سريعة وغير مسبوقة في إطار سعيها لجعل الدوري المحلي لكرة القدم "روشن" ضمن الأفضل في العالم.
وتمكنت المملكة في الميركاتو الماضي، من جذب عدد من أشهر اللاعبين، عقب نجاحها في ضم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى دوريها الوطني، في صفقة وضعت السعودية على الخريطة الرياضية العالمية، وساهمت في رفع نسب مشاهدة ومتابعة هذه البطولة.
ومع قرب نهاية منافسات دوري روشن للمحترفين 2023-2024 (ينتهي 27 مايو المقبل)، نستعرض تجربة أبرز النجوم، من أرقام وإحصائيات، في هذا الموسم، الذي تخللته أيضاً إثارة للجدل والشائعات.
صفقات رياضية جماهيرية
في إطار سعيها لترويج قطاعي الرياضة والسياحة، نجحت السعودية في استقطاب عدد من اللاعبين البارزين إلى الدوري الوطني خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية 2023، والانتقالات الشتوية المنتهية مؤخراً.
وهذا الأمر كان متوقعاً بعد صفقة التوقيع مع كريستيانو رونالدو، التي جاءت بمنزلة "فتح باب الهجرة للاعبين الأوروبيين" للانضمام إلى أندية الدوري السعودي.
وأشعلت الأندية أقوى سوق انتقالات في تاريخ المملكة، حيث كانت أبرز 4 صفقات هي: ضم النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا إلى نادي الهلال، وتعاقد فريق الاتحاد مع النجم الفرنسي كريم بنزيما، في حين ضم النصر السنغالي ساديو ماني، وضم الأهلي، البرازيلي روبرتو فيرمينو.
وإلى جانب نيمار، ضم الهلال كلاً من مالكوم، وألكسندر ميتروفيتش، وكاليدو كوليبالي، وسيرجي سافيتش، وروبن نيفيز، في حين تعاقد النصر بعد ساديو ماني، مع كل من الإسباني إيمريك لابورت، وسيو فاوفانا، وأوتافيو ومارسيلو بروزوفيتش، وأليكس تيليس.
الاتحاد الذي عزز صفوف فريقه ببنزيما، تعاقد أيضاً مع الفرنسي أنجولو كانتي، والبرتغالي جوتا، والإيطالي لويز فيليبي، والبرازيلي فابينيو، إلى جانب صفقات محلية.
وبعد تعاقده مع فيرمينو، ضم الأهلي كلاً من الفرنسي آلان ماكسيمان، وإيبانيز، وميريح ديميرال، وفرانك كيسيه، وإدواردو ميندي وفيغا، بجانب عددٍ من الصفقات الأخرى، أبرزها اللاعب الجزائري رياض محرز.
أما نادي الشباب فكان حضوره خجولاً في الميركاتو الصيفي، حيث ضم البلجيكي "يانيك كاراسكو" لاعب أتلتيكو مدريد، ليعود في سوق الانتقالات الشتوية الذي أغلقت أبوابه مؤخراً وينجح في التعاقد مع الكرواتي إيفان راكيتيش نجم إشبيلية السابق، من أجل الاستعداد للنصف الثاني من موسم 2023-2024
ولم تنحصر الصفقات العالمية على اللاعبين فقط، بل نجح نادي الاتفاق في التعاقد مع أسطورة نادي ليفربول السابق ستيفن جيرارد مدرباً للفريق.
إنفاق تفوق على الدوريات الأوروبية
حطمت صفقات الدوري السعودي كل الأرقام القياسية، ليحتل المركز الثاني من حيث الإنفاق، متفوقاً على دوريات أوروبية كبرى، وفق تقرير نشره الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" يغطي الفترة الممتدة بين 1 يونيو وحتى 1 سبتمبر 2023.
وتربعت إنجلترا على عرش الانتقالات الدولية، حيث بلغت قيمة رسوم الانتقالات فيها 1.98 مليار دولار، وعدد صفقات الشراء 449 والبيع 514، في حين احتل الدوري السعودي للمحترفين المركز الثاني من حيث الإنفاق بقيمة إجمالية بلغت 875.4 مليون دولار، متفوقاً على فرنسا (859.7 مليون دولار)، وألمانيا (762.4 مليون دولار) وإيطاليا (711 مليون دولار) وإسبانيا (405.6 ملايين دولار).
ونتيجة لذلك، بلغت حصة أندية الاتحاد الآسيوي لكرة القدم 14% من مجموع نفقات الانتقالات الدولية، وهي المرة الأولى التي تتخطى فيها حصة الأندية التابعة لاتحاد قاري من خارج أوروبا 10% من المجموع.
ماذا قدمت الصفقات الأبرز في الملاعب؟
مع الزخم الذي صاحب سوق الانتقالات وعقب إغلاق أبوابه وانطلاق المنافسات على أرضية الميدان، تحولت أنظار الجماهير إلى الملاعب، ورفعت سقف توقعاتها لأنديتها بتحقيق اللاعبين الجدد للمتعة والألقاب والأرقام القياسية.
وتركزت الأنظار على اللاعبين الثلاثة الأبرز: نيمار دا سيلفا، وكريم بنزيما اللذين يخوضان أول مواسمهما في السعودية، إضافة إلى كريستيانو رونالدو الذي يخوض موسمه الثاني مع النصر.
والبداية مع نيمار الذي كانت انطلاقته مخيبة للآمال، فبعد خوضه 5 مباريات فقط بجميع المسابقات مع الهلال وتسجيله هدفاً وحيداً وصناعته ثلاثة، تعرض اللاعب البرازيلي لإصابة بقطع في الرباط الصليبي والغضروف خلال مشاركته مع منتخب البرازيل أمام أوروغواي في تصفيات كأس العالم 2026.
ويخضع نيمار لبرنامج تأهيلي مكثف، حيث ستستغرق رحلة التعافي عدة أسابيع، قبل أن يتمكن من المشاركة في المباريات الرسمية.
ورغم بعض الانتقادات التي طالت نيمار المعروف بكثرة الإصابات التي تلحق به، فإن ما جعلها محدودة نوعاً ما، هو نجاح الهلال في تصدر الدوري والأداء اللافت للاعب ألكسندر ميتروفيتش الذي نجح في خطف الأضواء من اللاعب البرازيلي.
وواصل ميتروفيتش تألقه منذ انضمامه إلى الهلال، وقاد الفريق للفوز في كثير من المباريات هذا الموسم بتسجيله 34 هدفاً وصناعته 6، خلال 34 مباراة خاضها بقميص الزعيم.
أما كريم بنزيما، فيعيش موسماً صعباً مع اتحاد جدة حامل اللقب في الموسم الماضي، حيث يحتل المركز الخامس على سلم الترتيب ولم ينجح في الفوز إلا في 11 مباراة من أصل 21، ما جعل اللاعب الفرنسي عرضة لانتقادات جماهيرية وإعلامية كبيرة بسبب هبوط مستواه، خاصةً عقب إضاعته عديداً من ركلات الجزاء، وتسببه في ركلة جزاء ضد فريقه خلال مواجهة النصر في 26 ديسمبر والتي انتهت بخسارة ثقيلة للاتحاد بنتيجة 5-2.
وسجل بنزيما مع الاتحاد في هذا الموسم ببطولة دوري روشن السعودي، 9 أهداف في 17 مباراة لعبها حتى الآن، وصنع 6 أهداف، لكن موسمه لم يقتصر على أرض الميدان فحسب، بل انتشرت شائعات كثيرة تفيد برغبته في المغادرة والعودة إلى أوروبا، الأمر الذي نفته صحف محلية وفرنسية.
رونالدو يفقد صوابه
لطالما كان النجم كريستيانو رونالدو محط أنظار متابعي كرة القدم، إلا أنه أثار مؤخراً ضجة كبيرة في السعودية من خلال حركات غير لائقة قام بها تجاه الجماهير، ليتم إيقافه وتغريمه مبالغ مالية.
فخلال الأيام الماضية، أثار كريستيانو الجدل، بعد إدخاله راية نادي الهلال في سرواله ورميها مجدداً صوب الحضور، وذلك عقب خسارة فريقه في المباراة التي أقيمت ضمن منافسات كأس موسم الرياض في 8 فبراير الحالي، ما عرَّضه لانتقادات واسعة.
والحادثة الأبرز، هي الحركة غير الأخلاقية التي فعلها تجاه جماهير الشباب بعد فوز فريقه بنتيجة 3-2، لتقرر على أثر ذلك لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم إيقافه مباراة واحدة وتغريمه 30 ألف ريال سعودي (8 آلاف دولار).
وعلى صعيد أرقام رونالدو، فقد سجل في أول موسم له مع النصر 14 هدفاً في 19 مباراة، ولكن هذه الأهداف لم تكن مؤثرة إلا في تحقيق فريقه للانتصارات في بطولة الدوري، دون تحقيق أي لقب.
أما الموسم الحالي، فرغم فقدان رونالدو السيطرة على نفسه في كثير من المواقف، فإنه يعيش فترة تألق مع ناديه بتسجيله 22 هدفاً وصناعته تسعة أهداف، خلال 20 مباراة خاضها مع النصر، الذي يقبع في مركز الوصافة خلف نادي الهلال المتصدر، بفارق 7 نقاط.
ارتفاع المعدل التهديفي
بعيداً عن الصخب الذي يرافق الصفقات التاريخية، انعكس مردود اللاعبين على أرضية الملاعب، بشكل إيجابي، ليس فقط على مستوى المتابعة والحضور الجماهيري، بل حتى على المعدل التهديفي.
وتطور دوري روشن، من ناحية تسجيل الأهداف خلال المواسم الماضية، حيث شهد خلال موسم 2020-2021 تسجيل 609 أهداف، وفي الموسم الذي تلاه 2021-2022 وصل عدد الأهداف المسجلة إلى 637 هدفاً.
أما موسم التحول في الكرة السعودية، 2022–2023 والذي شهد التوقيع مع كريستيانو رونالدو، فقد تم خلاله تسجيل 648 هدفاً طوال البطولة.
ورغم عدم انتهاء البطولة الحالية، فإن عدد الأهداف حتى منتصف الموسم تقريباً بلغ 512 هدفاً، ما يشير إلى الإسهام الكبير الذي حققته الانتقالات في تطور الناحية الفنية.