كامل جميل - الخليج أونلاين-
نقلة جديدة في مجال الاستثمار بالترفيه ستشهدها السعودية، من خلال بناء واحد من أكبر المتنزهات والأول من نوعه على مستوى العالم مستوحى من سلسلة "دراغون بول" الشهيرة.
المشروع الجديد الذي أعلنت عنه شركة "القدية" للاستثمار، الجمعة (22 مارس 2024)، يدعم بشكل كبير جهود الحكومة السعودية الساعية إلى تنويع مصادر الدخل.
سلسلة "دراغون بول" التي تقوم فكرة إقامة المتنزه الترفيهي عليها، تشمل قصصاً مصورة وأفلام وشرائط المانغا اليابانية المصوّرة والرسوم المتحركة وألعاب الفيديو.
المتنزه، الذي سيقام في مدينة القدية، يدور حول عالم شخصية لاعب الفنون القتالية جوكو الخيالية وأصدقائه، وسيضم مساحات للتجوال و7 مناطق دراغون بول وفنادق ومطاعم.
المشروع سيقام على مساحة 500 ألف متر مربع، وهي تبلغ مثلي مساحة عالم ديزني في ولاية فلوريدا الأمريكية. ولم يُحدَّد بعد موعد تشييد المشروع ولا تكلفته.
وتُعدّ مدينة القدية الجديدة المخصصة للترفيه أحد المشاريع الضخمة ضمن برنامج رؤية 2030 السعودية لتطوير قطاع السياحة على أراضيها والحد من اعتماد اقتصادها الكبير على النفط.
سلسلة دراغون بول
في عام 1984 بدأ نشر قصص سلسلة "دراغون بول" بمجلة "ويكلي شونن جامب" اليابانية المصورة، قبل أن تتحول إلى أفلام وألعاب فيديو ومسلسلات تلفزيونية يتم توزيعها في أكثر من 80 دولة.
تروي السلسلة حياة ومغامرات سون جوكو، وهو شاب معجزة في الفنون القتالية يبحث عن سبع كرات بلورية لمساعدته وحلفائه في حماية الأرض من الأعداء الأشرار.
والمشروع، الذي يجسد سلسلة "دراغون بول"، جاء بشراكة بين شركة "القدية" للاستثمار، مع (Toei Animation)، شركة الرسوم المتحركة الرائدة في اليابان، ومبتكرة شخصيات "دراغون بول" الأصلية.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية (واس) قال العضو المنتدب لشركة القدية للاستثمار، عبد الله بن ناصر الداود: إن الشراكة مع (Toei Animation) ستساهم في تجسيد الأسطورة بكامل تفاصيلها على أرض مدينة القدية.
وأوضح أن هذه الشراكة ستساعد في خلق منتزه ترفيهي استثنائي يوفر مزيجاً فريداً من المغامرات والمتعة، ويضم ألعاباً ومرافق عائلية، وتجربة ترفيهية متنوعة تناسب جميع الأذواق.
ولفت إلى أن المتنزه الجديد سيسمح للزائرين بعيش قصص الأنمي المفضلة لديهم، وستكون أسطورة دراغون بول بداية لعدة مشاريع أنمي أخرى، لتوفير عروض ذات مستوى عالمي، وخلق وجهة ترفيهية ورياضية وثقافية غير مسبوقة.
وسيتمكن زوار المتنزه من السفر عبر رحلة تفاعلية ممتعة داخل عالم دراغون بول وقصصه الشهيرة، مثل "منزل كامي"، و"شركة الكبسولة"، و"كوكب بيروس"، حيث يقدم المتنزه أكثر من 30 لعبة مع خمسة مرافق ترفيهية رائدة، يمكن للجميع الاستمتاع بأجوائها الخيالية.
وسيوفر متنزه دراغون بول لزواره خوض مغامرات سون جوكو كاملة. وسيعمل على تعزيز مكانة مدينة القدية كعاصمة للعب في العالم.
مبادرات سعودية
استثمار السعودية في قطاع الترفيه شهد تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، حيث أطلقت المملكة مبادرات عدة لتعزيز هذا القطاع وجذب الاستثمارات المحلية والدولية.
وتأتي هذه الجهود في إطار رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتحويل المملكة إلى وجهة رائدة للترفيه في المنطقة.
من بين الجهود الرئيسية التي قامت بها السعودية في مجال الترفيه، إنشاء المدن الترفيهية، وإقامة العديد من الفعاليات والمهرجانات الثقافية والفنية والترفيهية، مما يساهم في جذب السياح وزيادة الوعي بالثقافة السعودية.
ومن بين أبرز الجهود أيضاً بناء ملاعب ومراكز رياضية متخصصة لاستضافة الفعاليات الرياضية المحلية والدولية، بالإضافة إلى الاستثمار في الفنون والثقافة من خلال دعم المعارض الفنية والمسارح والمهرجانات الثقافية.
هوية وطنية سعودية
يقول الخبير الاقتصادي د. محمد موسى، الذي تحدث لـ"الخليج أونلاين"، إن السعودية تملك كل المقومات التي تجعلها تملك قطاعاً سياحياً متطوراً قادراً على اجتذاب كل أنواع السياحة.
يشير الخبير الاقتصادي إلى رؤية 2030 وأهدافها، مبيناً أن جزءاً منها هو الترفيه "كأداة لرفع السياحة بالمملكة ومن ثم لتصبح السياحة الترفيهية ركيزة اقتصادية واجتماعية".
وفي حديثه عن الترفيه في السعودية يلفت إلى أن تدعيم هذه الفكرة التنافسية ضمن إطار التطور المستدام "يخلق هوية وطنية تتناسب مع طموحات الشباب السعودي خاصة، والخليجي عموماً، بشكل تجعل الترفيه جزءاً من التواصل والتفاعل بما يعزز الانتماء الاجتماعي ضمن البيئتين السعودية والمحيطة".
إضافة إلى ذلك يرى موسى أن "من ضمن هذه الأهداف قد يكون تحسين نوعية الحياة وجودتها، والكل يدرك أن رفاهية المجتمع جزء منها يعتمد على كل أدوات الترفيه التي هي جزء من الاقتصاد الصحيح، إضافة إلى ذلك هي تعزز الشخصية والموروث والأصالة".
ويلفت إلى أن جزءاً من أهداف هيئة الترفيه الصحة النفسية والعناية بمواضيع البيئة، ورفع جودة التعليم والمنظومة الرياضية، التي باتت المملكة قبلة عالمية لها، بحسب موسى، الذي يرى وفق ذلك أن ما يشير إلى نجاح المملكة في مسار الترفيه ارتفاع عدد السائحين.
ويقول: "تسجيل المملكة 120 مليون سائح خلال أربع سنوات، وتنظيم كل هذه الفعاليات الترفيهية داخلها تشكل رؤية طموحة لاقتصاد متنوع لا يعتمد فقط على النفط والغاز بل ينظر إلى كل القطاعات، والقطاع السياحي في صلب هذه المنظومة القادمة إلى المملكة من اليوم حتى 2030".
يشير موسى إلى ما تطرق إليه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في وقت سابق، من أن السعودية تستهدف إنفاقاً داخلياً بما يقارب 26 مليار دولار داخل المملكة.
ويستدل موسى من ذلك على أن "قطاعات الترفيه سترفع الناتج المحلي من 3 إلى 6% وهذا دخل ليس بالهين، فكيف إذا ما صاحب ذلك تنويع الأمور الاقتصادية ومشاريع التنمية الأخرى؟ كل هذا سيدلل أن المملكة في قطاع الترفيه تتجه ليس فقط إلى تنويع الاقتصاد بل إلى خلق دينامية جديدة قادرة على خلق فرص عمل".