كامل جميل - الخليج أونلاين-
تفتح دولة الإمارات باباً جديداً لمنح امتياز إقامة طويلة الأمد للأجانب في البلاد، عبر "الإقامة الزرقاء" التي تسعى من خلالها الإمارات لدعم نهجها في حماية البيئة والاستدامة؛ ما يوفر فرصة مثالية للمختصين في المجال البيئي للانتقال للعمل والإقامة في البلد الخليجي.
واعتمد نائب الرئيس الإماراتي رئيس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الأربعاء (16 مايو الجاري) "الإقامة الزرقاء"، وهي إقامة طويلة الأمد لمدة 10 سنوات.
والإمارات من بين أكثر البلدان في العالم التي يسعى مواطنون من جنسيات مختلفة للإقامة فيها، والحصول على عمل داخلها؛ وذلك لمزايا عديدة تفتقدها بلدان أخرى.
من بين أبرز هذه المزايا:
توفر فرص عمل متنوعة في مختلف القطاعات مثل النفط والغاز، والعقارات، والسياحة، والخدمات المالية.
تتميز الحياة في الإمارات بأنها مريحة وعملية لوجود بنية تحتية متطورة.
تُعدّ الإمارات واحدة من أكثر الدول أماناً واستقراراً في العالم، مما يجعلها بيئة مثالية للعيش والعمل.
يعيش ويعمل أشخاص من مختلف الجنسيات والخلفيات الثقافية، ما يجعل البلد متعدد الثقافات.
وجود تسهيلات تجارية وضريبية، وتملك الأجانب للعقارات؛ ما يزيد من جذب البلد للمغتربين والمستثمرين.
تعد دبي وأبوظبي من بين أبرز الأسواق العقارية التي تتيح فرصاً للتملك والاستثمار.
تملك الإمارات وجهات سياحية فريدة، مثل برج خليفة، وجزيرة ياس، وغيرها، إضافة إلى تنظم العديد من الفعاليات العالمية.
أنواع الإقامات في الإمارات
تقدم الإمارات العربية المتحدة أنواعاً مختلفة من الإقامات؛ لتلبية احتياجات مجموعة واسعة من المقيمين والمستثمرين والزوار، وبما يلبي احتياجات البلد الخليجي.
ومن بين أبرز هذه الإقامات هي الإقامات الطويلة الأمد، وهناك أكثر من نوع من هذه الإقامات، أبرزها الإقامة الذهبية والإقامة الخضراء.
تُمنح الإقامة الذهبية على فئتين هما 5 سنوات و10 سنوات، تُجدد تلقائياً عند توافر الشروط، لفئات معينة تشمل المستثمرين، ورواد الأعمال، وأصحاب المواهب التخصصية.
تتيح هذه الإقامة العمل والعيش والدراسة، وإمكانية التمتع بإقامة طويلة الأمد دون الحاجة لضامن إماراتي.
وتتيح "الإقامة الخضراء" للمستثمرين أو الشركاء في النشاط التجاري الإقامة بدون ضامن ولمدة 5 سنوات قابلة للتجديد، لتحل محل إقامة المستثمر السابقة التي كانت مدتها سنتين وباشتراطات أبسط ومزايا أكبر.
لكن الجديد هي الإقامة الزرقاء التي جاءت بشروط غير مسبوقة، يرى متخصصون أنه ستكون لها فوائد كبيرة بيئياً، وأهم مزاياها أنها إقامة طويلة الأمد لمدة 10 سنوات، تمنح للأفراد ذوي الإسهامات والجهود الاستثنائية في مجالات:
حماية البيئة.
الاستدامة وتقنياتها الحديثة.
الاقتصاد الدائري.
أهمية الإقامة الزرقاء:
تعزيز دور الإمارات في مجالات الاستدامة وحماية البيئة والطبيعة.
حافز قوي لاستقطاب أصحاب الكفاءات والمواهب والخبرات العالمية.
دعم الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي في التوصل إلى حلول عملية لمواجهة تداعيات تغير المناخ.
تطوير البيئة محلياً وعالمياً
الخبير البيئي أحمد صالح نعمة، الذي تحدث لـ"الخليج أونلاين"، يرى أن "الإقامة الزرقاء" التي استحدثتها الإمارات سيكون لها أثر إيجابي كبير في تحسين البيئة يتعدى الإمارات إلى العالم؛ لكونها تمنح العلماء والباحثين فرصة كبيرة لتطوير الأفكار.
ويقول نعمة: "مثلما عودتنا دائماً، تُفاجئُنا الإمارات بإقامة جديدة بعد الإقامة الذهبية والإقامة الخضراء، والآن الإقامة الزرقاء لأصحاب الهم البيئي والتوجه البيئي وعلماء وخبراء البيئة".
يؤكد نعمة أن الإقامة الزرقاء "تُسهم بشكل فاعل" في تطوير البيئة في داخل الإمارات، وأيضاً تطوير عمليات التشارك وتلاقح الأفكار بين ذوي الاختصاص وأصحاب الخبرة في البيئة.
مثل هذه المبادرات تستقطب من خلالها الإمارات عدداً كبيراً من العلماء والخبراء والمهتمين بالشأن البيئي داخل البلد الواحد، بحسب ما يقول نعمة، والإمارات بذلك "تعطيهم الكثير من الفرص للحصول على نتاجاتهم ووضع أفكارهم قيد التنفيذ".
المبادرة الإماراتية الجديدة، بحسب ما يذكر الخبير البيئي، "توفر بيئة صالحة للأفكار، وبيئة عملية وعقلية ميدانية صالحة لتطبيق الأفكار".
ويلفت إلى أن الأفكار التي تنتجها هذه البيئة ستنتج بدورها تطبيقات من شأنها أن تغير الواقع البيئي إلى الأفضل، سواء كان لدولة الإمارات كتجارب حقلية أو تطبيقات تصدر خارج الدولة، على حد قوله.
يصف نعمة توفير الإقامة الزرقاء بأنها "من الأمور التسامحية العالية التي سمحت من خلالها الحكومة الإماراتية بشكل رسمي وحقيقي بالتعامل والتعاطي مع خبراء والناشطين البيئيين حول العالم ليكونوا موجودين داخل دولة الإمارات".