متابعات-
اجتماع أعداد غفيرة من المسلمين يزيد عددهم على المليون، من جنسيات وثقافات ومجتمعات مختلفة في موسم الحج، دائماً ما ينتج عنه مواقف عديدة، بعضها يجري توثيقها وأخرى يتداولها الناس، وأكثرها تختفي بمرور الأعوام، ومن بينها مواقف طريفة شهدها الحجيج.
وعلى الرغم من أن موسم الحج للعام الحالي لم تبدأ مراسمه بعد، لكن المواقف الغريبة يبدو أنها سبقت طقوسه بأيام؛ فبحسب تقرير لوكالة "فرانس برس"، يختبئ مصري سبعيني يدعى محمد في حيّ العزيزية بمكة المكرمة منذ ما يزيد على أسبوعين لغرض أداء فريضة الحج بطريقة غير رسمية.
محمد، وهو متقاعد، دخل المملكة بتأشيرة سياحية واختبأ في سكن داخل مكة، ويأكل أطعمة معلبات أتى بها من بلاده، واتفق مع وكيل سفر على تأمين مسكن له وإدخاله خلسة إلى عرفات مقابل 3500 ريال سعودي (933 دولاراً).
ويقول الرجل السبعيني: "مستعدّ لكل مشقة. الجو حار. سأشرب الكثير من المياه. الأهم أن أؤدي الحج".
وتوفر السعودية خدمات متكاملة، من نقل ومبيت مكيف وطعام وشراب في مناطق الحجاج، في أجواء شديدة الحرارة، لكنها خدمات محجوزة للحجاج حسب بطاقتهم، ما يعني أن المتجاوزين لن يكون لهم نصيب فيها.
قصة أخرى ذكرتها "فرانس برس" باختصار للشاب المصري أيمن الذي حج بنفس الطريقة التي ينتهجها مواطنه السبعيني، حيث دخل مكة متسللاً في قطار، ويقول: "الأمر كان قاسياً للغاية. لا خدمات، لا أسرّة، لا مُكيفات، لا حمامات"، ويستذكر ضاحكاً كيف كان يركز على "الإفلات من عناصر الأمن عوضاً عن التركيز على الصلوات والابتهالات".
رئيس دولة حلاق!
على مرّ سنوات الحج وقعت العديد من الأحداث الطريفة، كان من بين أبرزها حادثـة طريفة لرئيس السودان الراحل المشير عبد الرحمن حسن سوار الذهب (تولى الحكم 6 أبريل 1985 – 6 مايو 1986).
أثناء أدائه مناسك الحج، وبعد أن أكمل المشير السعي، قام إليه الوزير عوض الجاز الذي كان معه فحلق له رأسه، ثم قام المشير فحلق للوزير رأسه.
وفور فراغ سوار الذهب من الحلق أقبل أحد الحجاج المصريين يطلب منه أن يحلق له رأسه، فأجلسه وحلق له.
ولما فرغ تناول الحاج المصري عشرة ريالات وقدمها إلى المشير سوار الذهب، فلما اعتذر المشير عن أخذ المبلغ ألحّ عليه الرجل بأن يأخذ أجرته، عندئذ قال الوزير الجاز للحاج المصري: هل تعرف هذا الذي حلق لك رأسك؟ إنه المشير عبد الرحمن سوار الذهب الرئيس السابق لجمهورية السودان، عندئذٍ صاح الرجل: "يا خبر أبيض!".
حجاج أجانب
مما يروى حول الحج وتتناقله وسائل الإعلام أن مجموعة من النساء توضح هيأتهن أنهن من مسلمات الدول التي كانت جزءاً من جمهورية السوفييت، يتقدمهن رجل من بلادهن يقرأ العربية لكنه لا يفهم ما يقرأ.
وكان الرجل يقرأ من كتاب الأدعية وهن يردّدن وراءه حتى صار يقول: طُبع، فيقلن: طُبع. فيقول: في الرياض، فيقلن: في الرياض. فيقول: في مطبعة، فيقلن: في مطبعة... إلخ.
طرائف عديدة تحدث في أثناء الحج لمسلمين من جنسيات غير عربية، وهم في طبيعة الحال يتوقعون أحياناً بعض ما يقوله الحجيج العرب من كلام دعاءً.
في مثال على ذلك، ما قاله حاج كبير بالسن أن أخته وكّلته بالرمي عنها، وعند الرجم كان يردد: "اللهم اجعلها عن أختي حصة"، وكان خلفه حجاج من دولة آسيوية سمعوا ما قال، فقاموا أثناء الرجم بترديد: "حصة حصة".
الجهل ودور العلماء
شهد موسم حج 2015 موقفاً طريفاً لشخص يصلي عكس اتجاه القبلة سجلته الكاميرات داخل الحرم المكي.
وأظهرت الكاميرات قدوم رجال الأمن داخل الحرم المكي لتنبيهه بأنه يصلي عكس اتجاه القبلة فحمل سجادته وغادر المكان.
مشهد آخر وثقه أحد الحجاج لحاج يقوم بجمع الكثير من الحصى، وعندما سئل عما يفعله قال: "والله لأكسر رأس الشيطان هذا وأخربلك بيته".
كثيرون من الحجاج غير مدركين بشكل كامل لمناسك الحج، وهنا تأتي أهمية العلماء ومرشدي الحج.
وما يذكر في هذا الشأن قيام أحد الحجاج قديماً بالطواف من بعد صلاة الفجر وحتى صلاة الظهر ظناً منه أن الطائفين يبدؤون الطواف معاً وينتهون معاً.
حاج آخر ظل واقفاً في عرفة حتى أدركه المساء، وعند سؤاله، قال: أليس اسمه الوقوف بعرفة!
ومما يروى أيضاً ما حدث قبل عدة عقود، أن شخصاً جاهلاً انضم إلى المطوفين، فأوكل إليه رئيس المطوّفين تطويف 12 امرأة.
وبعد أن انتهى الرجل معهن من رمي الجمار، أمرهن بحلق رؤوسهن جميعاً، ونفذت النساء هذا بالفعل وعادت النساء إلى أهلهنّ بدون شعر.
رياضة وسرقة الحِرام
في حج عام 2017، أظهر مقطع فيديو انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، أحد مشجعي نادي الشباب السعودي يسير إلى جانب سامي الجابر، الذي كان أحد أبرز لاعبي العرب وآسيا في تسعينيات القرن الماضي ومطلع القرن الحالي.
كان المشجع واللاعب في منطقة الجمرات بمكة المكرمة، حيث يؤديان مناسك الحج.
وطلب المشجع من الجابر الذي كان حينها يتولى تدريب النادي العاصمي بتحقيق لقب الدوري خلال الموسم الجاري، فيما مازح أحد رجال الأمن الجابر بطلبه التحرك سريعاً خشية تسببه بالزحام.
فيديو طريف ظهر فيه قرد يقوم بسرقة إحرام بعض الحجاج الذين كانوا يزورون غار حراء في جبل النور كجزء من موسم الحج.
طرائف رمي الجمرات
مواقف طريفة عديدة، ومشاهد تنقلها مقاطع فيديو لحجاج في أثناء رمي الجمرات، وقد يكون هذا المنسك أكثر مناسك الحج يشهد غرائب، لكون الحجيج، لا سيما بسطاء الفهم، يتوقعون أنهم يواجهون الشيطان بشكل مباشر وعليهم تلقينه درساً بالضرب بالحصى.
بحسب رواية أحد الحجاج، يقول إنه شاهد حاجة مصرية تتحدث مع الشيطان أثناء رمي الجمرات فكانت تقول: "مش إنت اللي حرضت جوزي على تطليقي، وفرقتني أنا وعيالي، الله يلعنك".
وفي حادثة أخرى ذكرها رجل أمن سعودي عبر صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك"، أنه رأى حاجاً مصرياً يتحدث مع الشيطان فيقول له: "بص يا إبليس أنا لا جاي أضربك ولا أشتمك، سيبني في حالي وأسيبك في حالك".
وقالت صحيفة "عكاظ" السعودية إن مصرياً قال أثناء رمي الجمرات: "أتينا لرجم العفريت… الشيطان مش كويس، وبيخلي الإنسان يرتكب الخطيئة ويوقعنا بالهلاك".
وأوردت وسائل إعلام سعودية تقريراً ذكرت فيه أن حاجة شوهدت وهي تقوم برجم زوجها بدلاً من الشيطان، مع توجيهها الانتقادات لشخص ما مع كل حجر كانت ترميه.
وعند سؤالها عن هوية الشخص الذي توجه له الانتقادات لم ترد بسبب حالة الغضب التي كانت تعتريها، لكن قريبة لها كانت ترافقها أوضحت أن السبب في قيام الحاجة برجم زوجها يعود لقيام الأخير بخيانتها أكثر من مرة.
يروي شيخ سعودي في حديث عبر محطة تلفزيونية، أن حاجاً فلبينياً كان يحمل حجراً كبيراً في رمي الجمرات، ويقول أمسكته بيده وأخبرته أن هذا الحجر كبير وليس مناسباً في رمي الجمرات، فرد عليه بأن الشيطان كبير يجب أن يضرب بحجر كبير.
واستطرد قائلاً لما أدرك أن الشيخ السعودي يصر على أن فعله خاطئ: "أنا عرفتك أنت أخو الشيطان".
وكان أحد أكثر مقاطع الفيديو الذي لقي رواجاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي لحاج مصري رفض أخذ مظلة تقيه من حرارة الشمس وطلب بدلاً عنها كأساً من الشاي.