سلمى حداد - الخليج أونلاين-
يحتفل السعوديون يوم الاثنين، باليوم الوطني الـ94 للمملكة الذي يوافق 23 سبتمبر من كل عام، ويستذكرون فيه توحيد أراضي بلادهم على يد الملك عبد العزيز آل سعود عام 1932.
وتتميز احتفالات السعودية بهذه الذكرى في العام الحالي بتزامنها مع إنجازات كبيرة حققتها المملكة ترتبط بالإصلاحات الاقتصادية والانفتاح الاجتماعي ولعب أدوار سياسية مهمة إقليمياً ودولياً.
هوية خاصة
ومنحت المملكة ليومها الوطني هوية خاصةً هذا العام وضعتها تحت شعار "نحلم ونحقق"؛ في محاولة لتسليط الضوء على المشاريع الضخمة التي أنجزتها المملكة خلال السنوات القليلة الماضية.
ودعت الهيئة العامة للترفيه في المملكة جميع الجهات الحكومية والخاصة إلى استخدام وتوحيد الهوية المعتمدة لليوم الوطني الـ94، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
كما أطلقت الهيئة موقعاً خاصاً للهوية، داعيةً الجهات المعنية والمواطنين السعوديين إلى الاطلاع وتحميل دليل الهوية عبر الموقع الذي يحتوي على الإرشادات الخاصة بالشعار وطريقة استخدامه بمختلف التطبيقات، إلى جانب كل ما يتعلق باليوم الوطني من فعاليات وأخبار وصور يمكن استخدامها في الاحتفال بهذه المناسبة.
فعاليات متنوعة
وتُنظّم المملكة ضمن احتفالاتها باليوم الوطني حفلات موسيقية ضخمة، وعروض ضوئية ومهرجانات في مختلف مناطق البلاد.
ويشارك في هذه الاحتفالات فنانين كبار وتتضمن العديد من الأنشطة الترفيهية والعروض التقليدية مثل رقصة العرضة الشهيرة.
ويتم إطلاق الألعاب النارية في سماء مدن المملكة بأكملها لتزيين السماء بالألوان والأضواء الجميلة.
وتقوم المتاجر والمولات والمطاعم بإعطاء التخفيضات والخصومات على معظم المنتجات، كما يتم تزيين الشوارع والمباني في جميع أنحاء المملكة بالزينة والأعلام الخضراء.
وحول مكانة المملكة والإنجازات التي حققتها، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في إطار الخطاب الملكي الذي ألقاه بافتتاح دورة مجلس الشورى، في 18 سبتمبر الجاري: إنه "منذ إطلاق رؤية السعودية 2030 والمواطن نصب أعيننا فهو عمادها وغايتها".
وأضاف بن سلمان، أن "السعودية حققت منجزات جوهرية كثيرة في هذه الرحلة العظيمة، وارتقت فيها درجات متقدمة في المؤشرات والتصنيفات الدولية، ونحن ماضون بتفاؤل وثقة في مواصلة الرحلة لتحقيق مستهدفاتنا، وفق منهج شامل وتكاملي يقوم على المراجعة الدقيقة وترتيب الأولويات".
وشدد على حرص حكومته على حماية هوية المملكة وقيمها، التي هي امتداد لمسيرة الأجداد والآباء.
وتابع أن "المملكة اليوم نتيجة منجزاتها ورؤيتها، تحظى بثقة عالمية جعلت منها إحدى الوجهات الأولى للمراكز العالمية والشركات الكبرى، وفي مقدمتها افتتاح المركز الإقليمي لصندوق النقد الدولي، ومراكز لنشاطات دولية متعددة في الرياضة والاستثمار والثقافة وبوابة تواصل حضاري".
وأشار إلى أن المملكة حققت مكانة متقدمة في مجال الطاقة المتجددة، وصارت من أكثر الفاعلين فيها إقليمياً ودولياً.
تغيرات إيجابية
ويستعرض الكاتب السعودي خالد بن حمد المالك، في مقال له نشرته صحيفة "الجزيرة" المحلية، الأحد 22 سبتمبر الجاري، أبرز المتغيرات في السعودية بعهد الملك سلمان بن عبد العزيز.
وقال المالك: "حين بويع الملك سلمان ملكاً للمملكة العربية السعودية، واختار لولاية العهد الأمير محمد بن سلمان رأينا ما يستحق معه أن يكون الاحتفال باليوم الوطني لائقاً وجديراً بإبراز كل منجز من المنجزات الكبيرة التي وُلدت بفكر سلمان ومحمد".
وأضاف: "تم في عهد الملك سلمان تمكين المرأة من كل حقوقها الشخصية، فهي اليوم تتصدر عدداً من المواقع المهمة في الدولة، وتقود سيارتها، وتسافر وتتحرك دون محرم ثقة بها، وعدم خوف عليها، وهي تمارس الرياضة، وتمثل المملكة فيها بالخارج، وغير ذلك كثير".
وتابع: "في الترفيه، أزيلت الهواجس، وتقديم المبررات التي كانت موجودة دون سند شرعي، وسمح للترفيه على أوسع نطاق كحق للمواطن والمقيم، ولم يعد من المحرمات، وليس به ما يتعارض مع عاداتنا وتقاليدنا".
وأشار إلى توسع الدعم للرياضة وتخصيصها، فأصبح نجوم العالم في الملاعب السعودية وبين أنديتها، وبذلك أصبحت المملكة واجهة للرياضة والترفيه.
ولفت إلى أن هناك إنجازات هائلة ضمن رؤية المملكة 2030، مضيفاً: "هكذا يسير اليوم الوطني من عام لآخر، وإلى ما شاء الله، يترجم التاريخ ويستعرض الحاضر والماضي، وبما سيكون عليه المستقبل، بكل ما حفلت به من دروب ومسارات إنمائية وحضارية، وتغييرات إيجابية، وتقدم بخُطا ثابتة نحو آفاق واسعة ومدروسة في بناء الدولة العصرية المتجددة".