في 2025/12/17
الخليج أونلاين
قدّمت المنتخبات الخليجية أداءً باهتاً خلال مشاركتها في كأس العرب 2025، الذي أُقيم في قطر، حيث افتقدت الزخم التنافسي الحقيقي.
إذ لم ينجح أي منتخب خليجي في فرض نفسه كمرشح جدي للقب، كما غابت الشخصية القوية في المباريات الحاسمة، وهو ما انعكس في الخروج المبكر لبعض المنتخبات الخليجية، أو التوقف عند أدوار متقدمة دون القدرة على الذهاب أبعد.
وبينما نجحت منتخبات عربية أخرى في استثمار البطولة كمنصة لإبراز تعافيها مثل سوريا وفلسطين، اكتفت المنتخبات الخليجية بالحضور دون بصمة حقيقية، وهو ما يجعل مشاركتها هذه جرس إنذار مبكر، يفرض مراجعة جادة قبل الاستحقاقات القادمة، خصوصاً كأس العالم 2026 الذي يشارك فيه منتخبا السعودية وقطر.
أداء باهت
الصدمة الكبرى من نصيب "العنابي"، صاحب الأرض والجمهور، والذي كان "مرشحاً على الورق" للظفر باللقب، بفضل تأهله لمونديال 2026، قبيل انطلاق البطولة، حيث فشل في تحقيق أي فوز وخرج من الدور الأول.
أما منتخبا السعودية والإمارات فقد ذهبا بعيداً إلى المربع الذهبي، لكنهما خسرا أمام المغرب والأردن، ويلعبان الآن على المركز الثالث.
كما فشل المنتخب الكويتي في تحقيق أي فوز، وغادر البطولة متذيلاً المجموعة الثالثة من الدور الأول، فيما غادر المنتخب العُماني من الدور نفسه برصيد 4 نقاط، محققاً المركز الثالث في المجموعة الثانية.
الأمر نفسه ينطبق على المنتخب البحريني، الذي غادر البطولة من الدور الأول، برصيد 3 نقاط، محتلاً المركز الثالث في المجموعة الرابعة.
تبريرات
عقب الخروج المتواضع للمنتخبات الخليجية من كأس العرب 2025، برزت سلسلة من التبريرات الرسمية والفنية التي حاولت تفسير هذه النتائج المخيبة للآمال، تنوّعت بين إرهاق اللاعبين، وصولاً إلى اعتبار البطولة محطة إعداد لا أكثر.
فقد علّق أكرم عفيف، نجم المنتخب القطري، على فشل "العنابي" في التأهل عن مجموعته بكأس العرب، في تصريحات لقناة "الكاس" عقب المباراة التي خسرها بثلاثية نظيفة من تونس، قائلاً: "دخلنا هذه البطولة من أجل البناء للمستقبل، والبطولة كانت فرصة لتجربة بعض العناصر الشابة".
وأضاف: "لم يحالفنا التوفيق في أول مباراتين، وأصبحت الأمور أكثر صعوبة في المباراة الثالثة، وسنتعلم من أخطاء هذه البطولة، والقادم أفضل".
أما رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم، الشيخ أحمد يوسف الصباح، فقد برر خروج منتخب بلاده من البطولة بـ"خُفّي حُنين"، بأن عدداً من لاعبي المنتخب تعرضوا لإجراءات أثّرت بشكل مباشر على استقرارهم النفسي والمهني، وذلك خلال وجود المنتخب في بطولة "كأس العرب" بدولة قطر.
وأوضح يوسف الصباح، خلال حديثه في بودكاست "يا عرب" على قناة "الكأس" القطرية، أن "لاعباً فقد جنسيته، ولاعباً آخر تم سحب منزله، فيما جرى فصل ثلاثة لاعبين من أعمالهم في وزارة التربية، وتعرض لاعبان لخصم من رواتبهما".
كما كشف رئيس الاتحاد الكويتي عن "احتجاز بعض اللاعبين في الخدمة العسكرية لفترة زمنية"، مشيراً إلى أن القوانين والأنظمة لم تتغير، مؤكداً أن اللاعبين والإداريين يعيشون أوضاعاً مختلفة عن متطلبات الاحتراف، رغم أن جميعهم محترفون.
ولفت إلى أن اللاعب لا يستطيع التركيز داخل الملعب، حتى في لحظات حاسمة كتنفيذ ركلة جزاء، في ظل انشغاله بفقدان جنسيته أو خروجه من منزله أو خصم راتبه.
وأكد أن هذه القضايا سيتم رفعها في تقرير إلى الحكومة، مشدداً على أن تطوير الرياضة يتطلب تطبيق الاحتراف الكامل على جميع اللاعبين.
كما شهدت الساحة الرياضية السعودية موجة من الجدل عقب تصريحات مدرب "الأخضر" الفرنسي هيرفي رينارد، التي أعقبت خروج المنتخب السعودي من نصف نهائي كأس العرب 2025 أمام الأردن.
حيث حاول رينارد التقليل من وقع الإقصاء بالحديث عن المنافسة على المركز الثالث، وهو ما فسره كثيرون على أنه تراجع في سقف الطموح، خاصة مع مشاركة المنتخب بكامل عناصره الأساسية.
إثر ذلك، شنّ الإعلامي الرياضي محمد الشيخ هجوماً حاداً، معتبراً أن هذه اللغة لا تتناسب مع منتخب اعتاد المنافسة على الألقاب، لا الاكتفاء بالمراكز الشرفية.
وأشار الشيخ إلى أن أي مدرب يقود منتخباً بحجم المنتخب السعودي يجب أن يتحمل مسؤولية الخروج، لا أن يبحث عن مخارج تبريرية، مؤكداً أن الجماهير لا تقبل التقليل من قيمة الإقصاء.
كما علّق الأمير عبد الرحمن بن مساعد، رئيس نادي "الهلال" السعودي الأسبق، على أداء "الأخضر" في كأس العرب قبيل المونديال، مشيراً إلى أن "النتائج غير المرضية لا يمكن معالجتها بحلول سريعة أو وصفة سحرية على المدى القريب، في ظل المعطيات الحالية".
وكتب بن مساعد على حسابه في "إكس"، أن "اختيار اللاعبين يجب أن يكون من قاعدة واسعة تضم في كل مركز ثلاثة لاعبين على الأقل يشاركون بشكل أساسي مع أنديتهم، وهو أمر غير متوفر حالياً بسبب عدد اللاعبين الأجانب في الدوري"، مشيراً إلى أن "ذلك يحدّ من خيارات المدرب".
كما أشار إلى أن "المنتخب مقبل على مشاركة قريبة في كأس العالم، مع ضرورة العمل على ألا تكون المشاركة كارثية في الحد الأدنى"، مؤكداً أن "المشكلة لا تكمن في المدرب، بل إن نقص العناصر الجاهزة هو التحدي الأكبر".
البرتغالي كارلوس كيروش، مدرب منتخب عُمان، برر خروج فريقه من الدور الأول بأن اللاعبين الجدد في حاجة إلى المزيد من الوقت والخبرات، لكنه أكد أن "المستقبل ينتظرنا ونتطلع لما هو أفضل في الاستحقاقات المقبلة".
ولم يُخفِ كيروش، في المؤتمر الصحفي، شعوره بالرضا بعد المباراة أمام جزر القمر عن الأداء الذي قدمه المنتخب العُماني، الذي فاز فيها بهدف لهدف، حيث قال: "رغم احتلال المركز الثالث والخروج من المنافسة، أنا فخور بالمستوى الذي قدمه اللاعبون، وأشكرهم على الجهد الذي بذلوه، وعلى التزامهم وانضباطهم، ويمكنني القول إننا خرجنا من المنافسة برأس مرفوعة".
كما اعتبر المدرب أن ما حدث في كأس العرب 2025، درس يجب أن يستفيد منه الجميع في منتخب عُمان، من أجل استخلاص العبر وعلاج الأخطاء، والاستفادة من كل ما حدث لتجنب تكراره في المستقبل، أملاً في تحقيق نتائج أفضل تتناسب مع القدرات الكبيرة التي يمتلكها المنتخب العُماني.