مكة نيوز السعودية-
بدأت مساء أمس الأول ورشة أعمال تجديد شاذروان الكعبة بعد صدور موافقة المقام السامي على تجديده، إلى جانب تجديد رخام جدار حِجر إسماعيل عليه السلام من الداخل والخارج.
وقد أحيطت الكعبة بساتر أبيض اللون بعمق يصل إلى نحو 4 أمتار من بداية مدخل الحجر عند الركن الشامي ليلتف عند وحول الركن العراقي وصولا إلى الركن اليماني.
وأشار الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس إلى أن دواعي تجديد الشاذروان تقادمه وظهور الصدأ والاصفرار عليه، ولأنه لم تعد عمليات جليه وتنظيفه تجدي.
وحسب مصادر لـ«مكة» فإن أعمال تجديد رخام الشاذروان وجدار حِجر إسماعيل لن تستغرق أكثر من 7 أيام بعد أن رفعت المقاسات، وتمت الاستعدادات كاملة لورشة العمل مسبقا، كما تم تجهيز ألواح وقطع من رخام (تاسوس) الأبيض النادر في معمل خاص بمجموعة بن لادن السعودية في منطقة حدّة على طريق جدة مكة القديم لاستخدامها محل الرخام السابق، ولم يبق سوى بدء عمليات فك الرخام القديم وإحلال الجديد بدلا عنه، وذلك مراعاة لعدم تعطيل حركة الطواف والصلاة حول البيت العتيق.
ما الشاذروان؟
هو ثماني قطع حمراء اللون من أندر أنواع المرمر في العالم (ميري ستون). وقال مصدر من أسرة سدنة بيت الله العتيق في اتصال هاتفي أمس إن هذه الحجارة تم استخلاصها من بناء المقصورة الفضية لمقام سيدنا إبراهيم عليه السلام السابق، قبل إزالة المقصورة واستبدالها بالبلور الكريستالي الحالي. وأضاف أنه تم تثبيتها لاحقا في خد الشاذروان من الجهة الشرقية بين الركن الشامي والحجر الأسود يمين باب الكعبة المشرفة إلى الأسفل، ووضعت فوق ما كان يعرف سابقا بحفرة »المعجن«.
وتعددت الروايات حول »المعجن«، منها أنه كان في موقع عجن سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام الطين لتجهيزه لبناء البيت العتيق بعد رفع قواعده.. لكنها مسألة لم تثبت بشكل قاطع، وردمت الحفرة في عام 1377 أثناء التوسعة السعودية الأولى لعمارة المسجد الحرام.
حجر أغنام إسماعيل.. من شجر الأراك إلى أندر أنواع الرخام
تعود قصة حِجر إسماعيل إلى بداية بناء الكعبة على يديه مع أبيه إبراهيم عليهما السلام، إذ كان يحجر فيها أغنامه خلال عملية البناء، وكان أول بناء له حيث موقعه الآن في الجهة الشمالية خارج حدود قواعد الكعبة من شجر الأراك، وعندما قصر المال الحلال عند تجديد بناء الكعبة في الجاهلية أخرجوا جزءا من حدود حائطها الشمالي، وأتموا البناء كما هو مشاهد اليوم.
وكان أول من أمر بوضع الرخام للحِجر الخليفة العباسي أبوجعفر المنصور في 140 هـ، ثم استمر »ترخيم« الحجر بعد ذلك إلى اليوم.
وتعددت بعد ذلك المواد التي بني بها الحِجر عبر التاريخ، فبعد الأراك بنيت حوائطه الدائرية بالحجارة، ثم بالطين، ثم بالرخام.
تبلغ مساحة الجزء المقصوص من حد بناء إبراهيم عليه السلام من الجهة الشمالية للكعبة داخل الحجر نحو خمسة أذرع (الذراع الهاشمي يساوي 61.2 سم)، كما جاء في الحديث المعروف عن السيدة عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قريشا حديثة عهد بالجاهلية.
وحجر إسماعيل عليه السلام بناء مستدير على شكل نصف دائرة، وصفه ورفع مقاساته بدقة المؤرخ المصري اللواء إبراهيم رفعت باشا في كتابه الشهير»مرآة الحرمين«. وذكر أن ارتفاع بنائه من الداخل 123سم، وعرض جداره من الأعلى 152سم، ومن الأسفل 144سم، وهو بناء مغلف بالرخام، وأحد طرفيه محاذ للركن الشامي، والآخر محاذ للركن الغربي من الكعبة، وله من الجهتين فتحتان، سعة الفتحة من طرفها الشرقي وآخر الشاذروان 2.30 م، وسعة الفتحة الأخرى التي بين طرفه الغربي ونهاية الشاذروان 2.23م، والمسافة بين الطرفين 8م، ومسافة الأرض بين جدار الكعبة الشمالي والحجر 12م.