عمان اليوم-
افتتح معالي محمد بن الزبير مستشار جلالة السلطان لشؤون التخطيط الاقتصادي أمس معرض عُمان الدولي للنفط والغاز، في مركز عُمان الدولي للمعارض الذي تشارك فيه أكثر من 300 شركة وشخصية. ويعرض المعرض الذي تشارك فيه لأول مرة عدد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في قاعة خاصة أحدث التقنيات والأجهزة المستخدمة في عمليات إنتاج النفط وخاصة فيما يتعلق باستخراج النفط الثقيل.
وأكد سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز في تصريح للصحفيين أن تمثيل الشركات العمانية في المعرض واضح جدًا من خلال عرض كل أنواع التقنيات ابتداء من الاستكشاف والمسح الجيولوجي والحفر والإنتاج والصيانة، مشيرًا إلى أن المعرض تميز هذا العام بتخصيص أجنحة خاصة للشركات الصغيرة والمتوسطة بالسلطنة وللشركات الإيرانية وللشركات الصينية كما تشارك بالمعرض شركات من السعودية وبعض الدول الخليجية.
وقال سعادته: المعرض يقام كل سنتين والمؤتمر المصاحب للمعرض يستعرض حوالي 60 ورقة عمل بمشاركة أكثر من 300 مهندس وخبير في مجال النفط والغاز يسلطون الضوء خلالها على آليات السيطرة على تكاليف إنتاج النفط المعزز والتعرف على المصاعب التي تواجه القطاع في هذه الظروف الحالية وطرق معالجتها وآليات خفض التكاليف.
ويساهم المؤتمر في دعم الأعمال الاستكشافية المستمرة وأنشطة الإنتاج المتزايدة وتسويق منتجاتها، وهو يعد أكبر تجمع لمجموعة شركات النفط والغاز الدولية وموردي التكنولوجيا والخدمات في هذه الصناعة. وحضر حفل الافتتاح إلى جانب أصحاب السعادة عدد من الرؤساء التنفيذيين لكبرى شركات النفط العالمية، والمديرين التنفيذيين وصانعي القرار والخبراء الفنيين من كبرى شركات النفط والغاز.
فرص لتحسن الأداء
وقال سعادة وكيل وزارة النفط والغاز: “يأتي المؤتمر في فترة انخفاض الأسعار، وبالتالي عمليات الاستخراج عن طريق الاستخراج المعزز للنفط عادة ما تكون مكلفة لذا فإن فترة انعقاد هذا المؤتمر ضرورية جدا، لإيجاد آليات وطرق للتغلب على هذه المصاعب، كما أن السلطنة منتج مهم بالنسبة للإنتاج المعزز للنفط حيث حوالي 30% من إنتاج السلطنة يأتي من الإنتاج المعزز من 25 -30%، فمن المهم جدًا التعرف على المصاعب التي ممكن أن تواجهنا في هذه الظروف الحالية وطرق معالجتها وآليات خفض التكاليف، بالإضافة للمشاريع التي يمكن تأخيرها إذا تطلب الأمر، وطرق وأساليب استخلاص النفط والغاز بطرق الاستخلاص المعزز دون أن تتحمل الشركات مصاريف إضافية.
وأضاف العوفي: “الجلسات النقاشية تتناول مباحثات حول بعض وجهات النظر المختلفة، حيث أنها تعتبر فرصة للشركات لتحسن أدائها بشكل كبير لتبقى بالسوق؛ لأن البقاء للشركات القادرة على السيطرة على تكاليف الإنفاق، وتكاليف الاستخراج والإنتاج وبالتالي استنباط طرق حديثة للاستخراج بتكاليف اقل وهذه الفرصة الوحيدة للبقاء في السوق، حيث إن المتأثرين كثيرون فهناك شركات تم إغلاقها وتسريح لبعض الموظفين عالميا حيث تم تسريح حوالي 28 ألف موظف من شركة هاليبرتون فقط.
وأكد سعادته: “نتوقع انه في منتصف السنة الحالية ستكون التوجهات أوضح حيث سيكون على الكثير من الشركات الدخول في إعادة هيكلة أو تعلن إفلاسها إلا إذا تغيرت الأسعار أو أن يكون هناك تخفيض حقيقي للإنتاج في أبريل ولكن بنهاية المطاف تبقى هذه مجرد وجهات ونظر. وأضاف العوفي: “طبيعة العقود الموجودة بالسلطنة هي أن الشركات تسترجع تكاليف الإنتاج بشكل مستمر من عوائد النفط، فبالتالي إذا كانت الأسعار منخفضة ستكون العوائد منخفضة، وفي الوقت نفسه لن تكون قادرة على استرجاع كافة التكاليف بشكل سريع، وبالتالي ستكون مضطرة لأخذ قروض من البنك لتغطية تكاليف الاستثمار، وبفترة قصيرة يمكن التعامل مع هذا الوضع ولكن في حال استمراره سيكون إشكالية كبيرة للشركات، ويؤثر على قدرتها على تمويل المشاريع”.
خبراء محليون وإقليميون
وفي كلمته التي ألقاها في بداية الافتتاح قال صالح بن علي العنبوري المدير العام لإدارة الاستثمارات البترولية بوزارة النفط والغاز: “في الوقت الحالي الاعتماد والتركيز على الاستخلاص المعزز للنفط لا يزال في أعلى مستوياته على الإطلاق نظرًا لوقف الاهتمام بحقول النفط الحالية، ويذكر أن المؤتمر قد قام بتغطية مميزة على مر السنوات الماضية حيث شمل موضوعات أساسية متعلقة بالاستخلاص المعزز للنفط، كما قام بتوفير وجهات نظر مهنية من قبل الخبراء المحليين والإقليمين والدوليين المعروفين”.
وأضاف العنبوري: “مشاريع الاستخلاص المعزز للنفط المحلية في ازدهار وانه من الضروري والاستعانة بالتكنولوجيا وكفاءة الخبراء في هذا المجال. وحول جدول أعمال المؤتمر قال العنبوري: “المؤتمر سيشمل مواضيع ذات صلة مثل التحديات في مشاريع الاستخلاص المعزز للنفط ونشر آخر البحوث وتطوير التكنولوجيا والدراسات للاستخلاص المعزز للنفط”.
شخصيات بارزة
كما أشارت ميشيل بويد، رئيسة جمعية مهندسي البترول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا إلى أن “برنامج هذا العام يتضمن أجندة مميزة حيث يشمل جلسة نقاشية سيتم تسليط الضوء فيها على التطور السريع في الاستخلاص المعزز للنفط، والخطط الإقليمية من خلال شخصيات بارزة في هذا المجال منهم معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز، وراؤول ريستوشي العضو المنتدب للشركة تنمية نفط عمان، ومايكل تاونستد الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في بريتش بتروليوم”.
ويأتي المعرض هذا العام في نسخته العاشرة، ليواكب ما توليه الحكومة في السلطنة من اهتمام كبير لهذا القطاع الاقتصادي الهام، لكونه يأتي في مقدمة روافد الاقتصاد الوطني. وتطمح عُمان إكسبو من خلال تنظيمها لهذا الحدث إلى المساهمة جنبا إلى جنب مع الجهود التي تبذلها الحكومة في تنميتها المستدامة لهذا القطاع المهم، وتأتي أهمية هذه النسخة من المعرض والمؤتمر لكونها تنفذ في أجواء غير مستقرة اقتصاديًا حيث تذبذب أسعار النفط إلى درجة لم تشهدها سوق النفط منذ سنين عدة.
وقد بدأت فعاليات المؤتمر أمس الأول حيث شهدت القاعة متعددة الأغراض بمبنى الهيئة العامة للطيران المدني جلسة نقاشية نفذت ضمن مؤتمر جمعية مهندسي البترول الدولية للاستخلاص المعزز للنفط، والتي عقدت تحت رعاية معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز، وبحضور عدد من أصحاب السعادة من المسؤولين والسفراء، وكذلك حضرها عدد من صناع القرار في هذه الصناعة الحيوية والمهمة، وتم خلالها مناقشة كافة الموضوعات المتعلقة بهذا القطاع المهم، وتبادل المشاركون به الرأي حول التطوير المستمر والتحديات التي يواجهونها في هذا المجال خاصة في ظل تدني أسعار النفط في الوقت الراهن.
وتشارك شركة جلاس بوينت سولار، الشركة الرائدة في مجال الاستخلاص المعزز للنفط باستخدام الطاقة الشمسية، في المؤتمر بهدف استعراض تقنيتها المبتكرة. ويُشكل هذا المؤتمر منصة مهمة لرواد قطاع النفط والغاز على المستويين المحلي والدولي للتعرف على كيفية استخدام الطاقة الشمسية لإنتاج النفط الثقيل بشكل مستدام، وتخفيض تكاليف الإنتاج.
وتُعد جلاس بوينت أحد الرعاة المشاركين في هذه الفعالية الأبرز من نوعها في المنطقة حيث تتيح للزوار فرصة مميزة للتعرف على مشروعها “مرآة” من خلال عرض ثلاثيّ الأبعاد. وكانت الشركة قد أعلنت في شهر يوليو من العام الماضي عن تعاونها مع شركة تنمية نفط عُمان لإنشاء ’مرآة‘، إحدى أكبر محطات توليد البخار بالطاقة الشمسية بالعالم بسعة إنتاجية تزيد عن 1 جيجاوات حراري والتي تستخدم أشعة الشمس لإنتاج ما يقارب 6000 طن من البخار يومياً. ويشهد جناح جلاس بوينت في المؤتمر إجراء تجربة واقع افتراضي للزوار تُمكَنهم من استكشاف هذا المشروع العملاق، وكيف يمكن استخدام تقنية الطاقة الشمسية لتخفيض تكاليف إنتاج النفط وتحقيق أهداف السلطنة طويلة الأمد فيما يتعلق بقطاع الطاقة.
وتعليقاً على ذلك، قال رود ماكجريجور، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة جلاس بوينت سولار: “في ظل انخفاض أسعار النفط، بات من المهم لشركات النفط البحث عن سبل مناسبة لتخفيض تكاليف الإنتاج. ولقد كانت السلطنة من أوائل الدول في المنطقة للاستفادة من الطاقة الشمسية كبديل لموارد الوقود التقليدية في عمليات توليد البخار اللازم للاستخلاص المعزز للنفط”. وأضاف بقوله: “يستهلك إنتاج النفط كماً هائلاً من الطاقة تعادل الطاقة المستهلكة في مدينة صغيرة. ومن خلال استخدام الطاقة الشمسية، يمكن توفير الغاز الطبيعي واستخدامه في مجالات أكثر حيوية تساهم في تعزيز ونمو الاقتصاد العُماني بشكل مستدام”.
ويمكن لتقنية جلاس بوينت، والتي تعرف بالاستخلاص المعزز للنفط بالطاقة الشمسية، تخفيض نسبة الغاز الطبيعي المستخدم في استخراج النفط الثقيل إلى 80%. كما يمكن استخدام هذا الغاز الذي يتمّ توفيره عن طريق هذه التقنية لتلبية الاحتياجات المتنامية لتوليد الطاقة الكهربائية، وتحلية المياه، وتطوير الصناعة، فضلاً عن تصديره كغاز طبيعي مسال. ويساهم الاستخلاص المعزز للنفط بالطاقة الشمسية في تعزيز القيمة المحلية وإيجاد فرص جديدة من شأنها تطوير سلسلة التوريد، وتعزيز إمكانات التصنيع، إضافة إلى الفرص الوظيفية والتدريبية الأخرى.
وتستمر فعاليات المؤتمر والمعرض حتى الغد.