رغم دخول منظمتي العفو وحقوق الإنسان الدوليتين عقدهما السادس، إلا أنها ما زالتا تحملان شبها تتكرر، أبرزها ازدواجية المعايير التي صارت أمرا ملحوظا، وبات التفاوت واضحا في تعاطي المنظمتين مع القضايا الحقوقية في العالم خاصة العربي والإسلامي، فهي تارة تغض الطرف عن تجاوزات دول، وتتهم أخرى بتجاوزات لم تقع، ولا يزال المراقبون يتساءلون .. من يمولهما؟
ويعد تحقير المنظمتين لسيادة الدول وأعرافها واعتقاداتها الدينية أمرا يبصره الأعمى، فالضرب بدساتير الدول الإسلامية التي تتخذ من الإعدام عقوبة رادعة، من أهم تلك الملفات التي لا تنفك هذه المنظمات تثير الجدل حولها.
وأخيرا أطلقت منظمة حقوق الإنسان الدولية تقريرا تدين فيه التحالف العربي لإنقاذ الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، ضاربة عرض الحائط باستناد التحالف إلى المادة رقم ( ٥١ ) من ميثاق الأمم المتحدة وقـــرار مجلس الأمن ٢٢١٦ (2015).
"قبيح وفاسد وطيب" عنوان أحد أفلام هوليوود الخالدة، أختاره البروفيسور كلود داستري مؤسس ومدير مركز رصد تقارير حقوق الإنسان في جامعة دنفر بالولايات المتحدة الأمريكية، لوصف تقارير مثل هذه المنظمات ومن ضمنها منظمتي حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية، وقال داستري في حديث له مع "الاقتصادية": هذه ثلاثة أشكال تقوم عليها تقارير المنظمات غير الربحية، "فالقبيح" تأثرها واستخدامها سياسي، فلا عجب أن تكون كثير من هذه التقارير مخترقة وموجهة بتوجيهات سياسية بحتة"، مشيرا إلى أن الجانب الآخر وهو "الفاسد" ويتسم هذا النوع من التقارير بنقص المعلومات وعدم وجود الراصد على الأرض المرصودة. وأما الجانب الطيب فيها كما يصفه داستري "آلية يمكن من خلالها مراقبة التغيرات التي تطرأ على المناطق خصوصا أنها تصدر بشكل دوري".
من جهته، كشف عز الدين الأصبحي وزير حقوق الإنسان اليمني، أن الحكومة اليمنية ستقدم تقرير شامل يرد على ما نشر خلال أسبوعين، مشيرا إلى أن التقارير الصادرة من هذه الجهات تحمل الكثير من العوامل وعلى رغم أن اغلب الإدعاءات ليست بالصادقة ويشوبها نقص من المعلومات، إلا أنهم يتعاملون معها بجدية.
وأكد الأصبحي أن هذه المنظمات ليس لديها راصدون على الأرض، ولا يوجد لها في اليمن سوى راصدين متعاونين. وقال: نرحب بمن يأتي من الباب الرسمي من المنظمات الدولية، ولن يتم رده.
ولم تسلم تلك المنظمات من الاتهامات والتهكمات المتكررة التي تطول نزاهتها خاصة إذ تناولت برامج كوميدية تجاهلها للانتهاكات الصارخة التي تحصل على الأرض، ومقارنتها بما يقع في العراق.
وتعرف منظمة حقوق الإنسان الدولية بأنها غير حكومية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان والدعوة لها، مقرها مدينة نيويورك، وتأسست في سنة 1978 وكان سبب إنشائها وسيلة ضغط سياسية للتحقق من أن الاتحاد السوفياتي يحترم اتفاقات هلسنكي، كما أن منظمات أخرى أنشئت لمراقبة حقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم، وكان تأسيسها تم بعد أن دمجت هذه المنظمات.
وأما العفو الدولية فتعرف نفسها بأنها منظمة دولية غير ربحية، ويقع مقرها في لندن، أسسها "السياسي" الإنجليزي بيتر بينيسن، وأخذت على عاتقها الدور الأهم في حماية حقوق الإنسان وتركز نشاطها على السجناء خاصة، مدعية أن سعيها يصب لتحرير سجناء الرأي، عن طريق تحقيق معايير عادلة للمحاكمة لجميع السجناء وبوجه الخصوص لسياسيين منهم أو من تم سجنهم دون محاكمة أو اتهام في الأصل. وهذه المنظمة أيضا تأخذ بأحادية الرأي إذ إنها تعارض بشدة عقوبة الإعدام.
وكالات-