في الآونة الآخيرة كانت المملكة العربية السعودية ضحية لمثل تلك التقارير المتضاربة فقد أضيف اسم التحالف العربي بقيادة المملكة إلى القائمة السوداء للأطراف التي تنتهك حقوق الأطفال في مناطق الحروب والنزاعات ، وبعد ذلك تم تصحيح الوضع وشطب اسم التحالف من القائمة السوداء بعد أن تم تقديم كافة المعلومات المطلوبة ، ومؤخراً ذكرت تقارير دولية ثمانية ادعاءات بشأن استهداف التحالف للمدنيين في اليمن وقد شكل فريق مشترك للتحقيق في الأمر وأظهرت النتائج بأن التقارير التي تحدثت عن استهداف المدنيين غير صحيحة وقد تم إعداد تقرير لكل حالة على حدة متضمنة الحقائق والظروف والملابسات المحيطة بكل حادثة .
لم تقتصر التقارير المشوهة عن المملكة على الأوضاع السياسية والأمنية بل وشملت الأوضاع الاقتصادية أيضا فقد سبق أن أصدر صندوق النقد الدولي العام الماضي صورة قاتمة عن الاقتصاد السعودي متوقعاً ارتفاع عجز الموازنة بنسبة 20% وأن يتم إنفاق كافة الاحتياطات المالية خلال الخمس سنوات القادمة ولكن مؤخراً عرض الصندوق تقريراً آخر أكد من خلاله بأن نمو الناتج المحلي سيستمر هذا العام بنسبة 1.2% غير أنه من المتوقع أن يتعافى العام القادم 2017م مسجلاً 2% ثم يستقر على المدى المتوسط بنسبة 2,25% - 2.50% .
هناك العديد من الأمثلة والنماذج لتقارير المنظمات الدولية سواء في حقوق الإنسان أو انتشار الفساد أو العنف الأسري أو غيرها من التقارير الأخرى والتي كثير منها يستهدف تشويه سمعة المملكة في حين أن هذه التقارير قد تتغير أو تتعدل أو تتبدل وفقاً للمصالح والأهداف التي أُعدَّت من أجلها ، ومع كل هذا الصخب الذي تحدثه تلك المنظمات والهيئات الدولية لتقديم تلك التقارير العالمية للحفاظ على الإنسانية ، فهي قد تتجاهل أو تغض الطرف عن إعدام 20 سنياً في يوم واحد في إيران لأن ذلك الأمر لايلتقي مع مصالحها وأهدافها ، بل إنها تفضل الصمت على هذه الجريمة الشنيعة لأنها قد تعتقد بأن هذا الأمر شأن داخلي .
مصداقية الكثير من المنظمات الدولية أصبحت في الحضيض ومعاييرها أصبحت مزدوجة وتقاريرها أصبح مشكوكاً فيها ولاقيمة لها ، فعلى الرغم من حفظ حقوق الإنسان أياً كان في هذا العالم فإن تلك المنظمات تبني مواقفها وفقاً لمصالحها ،فهي تقف متفرجة بل وفي كثير من الأحيان صامتة على كل المجازر والجرائم الإنسانية التي تحدث في كثير من دول العالم وفي المقابل قد تتحرك من أجل دابة ماتت في إحدى الغابات أو حُوتٍ نفق في أحد البحار .
إبراهيم محمد باداود- المدينة السعودية-