وكالات-
دقت هيئة مراقبة حقوق الإنسان ناقوس الخطر على خلفية تنفيذ أحكام الإعدام في المملكة العربية السعودية والتي يتعرض لها المعارضون، ولفتت إلى أنّ طالبا سعوديا تمّ احتجازه في أحد مطارات المملكة عندما كان في طريقه إلى جامعة أمريكية يواجه عقوبة الإعدام بسبب حضوره لمسيرة مؤيدة للديموقراطية. الأمر يتعلق بالطالب «مجتبى نادر السويكت»، الذي تمّ قبوله في أحد معاهد جامعة ميتشغان، وكان يهمّ بالسفر إلى هناك لزيارة المعهد، لكن السلطات السعودية ألقت عليه القبض ومنعته من السفر.
وحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، كان السعودي «مجتبى السويكت»، 17 عاماً عندما اعتقل في عام 2012 أثناء محاولته السفر إلى جامعة ميشيغان كطالب محتمل.
وقالت مجموعة «ريبريف» لحقوق الإنسان، الجمعة، إن «السويكت» و13 سجيناً آخرين متهمين بحضور التجمع، أحدهم من المعاقين، نقلوا إلى العاصمة السعودية الرياض حيث تتم عمليات الإعدام.
وينتمي «مجتبى السويكت» إلى قائمة من أربعة عشر شابا من أهالي القطيف كانت المحكمة العليا بالرياض قد أدانتهم بعقوبة الإعدام على خلفية تهم تتعلق بمشاركتهم في المظاهرات الشعبية التي اندلعت في أعقاب ما أطلق عليه بالربيع العربي في العام 2011.
ولم يتمكن أيّ من المتهمين من توكيل محام أثناء فترة التحقيق حيث تعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي، ثم مثلوا أمام المحكمة الجزائية المختصة بقضايا الإرهاب والتي يصفها الحقوقيون بأنها أداة بيد وزارة الداخلية.
وقالت «مايا فوا»، مدير «ريبرييف»، في بيان «إن هذه خطوة مقلقة للغاية من النظام الوحشي المتزايد».
وأضافت «فوا»: «أن تنفيذ الإعدام على رجل معاق بتهمة التظاهر سيكون خرقاً مروعاً للقانون الدولي ولا يمكن لقادة العالم أن يقفوا بصمت ويسمحوا بذلك».
ودعت «فوا» الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى وضع «خط أحمر» مع النظام المتحالف مع الولايات المتحدة في المملكة العربية السعودية.
وتستخدم السلطة السعودية مصطلح الإرهاب لتمرير قوانين وعقوبات قاسية على تهم ترتبط بالحريات والحقوق الأساسية مثل حق التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي.
وتؤكد مصادر ووثائق حقوقية عدة عدم تمكن أي من المتهمين من توكيل محام أثناء فترة التحقيق وإلى تعرضهم للتعذيب الجسدي والنفسي لانتزاع اعترافات مرصودة مسبقا في ملفات التحقيق. وقد أشار بعض المتهمين، أثناء جلسات المحاكمة، إلى تعرضهم لأشكال متعددة من الانتهاكات الجسدية والنفسية لانتزاع اعترافات كاذبة بالقوة.
وقد قبلت جامعة ولاية ميشيغان «السويكت»، وكان في طريقه إلى الولايات المتحدة لزيارة المدرسة كطالب محتمل عندما تم احتجازه لأول مرة في مطار الملك فهد، وفقاً لاتحاد المعلمين الأمريكي.
وقالت الوكالة في بيان إن «مجتبى وغيره اعتقلوا لحضور احتجاج سلمي ومناهض للحكومة وحكم عليهم بالإعدام في انتهاك للقانون الدولي والإنساني الأساسي».
وقالت «ريبريف» إن مجموعة السجناء الذين تم إعدامهم لحضور تجمع عام 2012 تشمل أيضا «منير الآدم»، وهو نصف أصم، وأعمى جزئياً. وأضافت المجموعة أن السجناء الـ14 أدينوا على أساس اعترافات تم الحصول عليها عن تحت التعذيب.
وقالت المجموعة إن السعودية نفذت 14 عملية إعدام في الأسبوع الماضي وهي أدلة اعتبرتها تصعيداً في عهد ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان».
وكانت «سارة ليا ويتسن» المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس ووتش» أكدت أنّ «ارتفاع عدد أحكام الإعدام بحق سعوديين شيعة يثير القلق ويوحي بأن السلطات تستخدم حكم الإعدام لتصفية الحسابات وقمع المعارضة بذريعة مكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن القومي».